حرف التاء / التألي على الله

           

قال ابن فارس: «قولهم: آلَى يُولِي؛ إذا حلَف ألِيَّةً وإِلْوَةً... قال الفرّاء: يقال: ائتلى الرّجُل؛ إذا حلف،... ويقال لليمين: أَلْوَةٌ وأُلْوَةٌ وإلْوَة وأَلِيّة»[1]. وقال النووي: «معنى يتألى: يحلف، والأَلِيّة اليمين»[2]. فالتألي على الله: الحلف عليه جلّ جلاله.


[1] مقاييس اللغة (1/127 ـ 128) [دار الجيل]، وانظر: تهذيب اللغة (15/430) [الدار المصرية للتأليف والترجمة].
[2] شرح النووي على مسلم (16/174) [دار الفكر].


التَّأَلي على الله: هو الحلف والإقسام على الله على جهة الحَجْر على الله، والقَطْع بحصول المُقْسَم عليه[1]، وفي مرقاة المفاتيح: «يتألى: أي: يتحكم علي ويحلف باسمي»[2].


[1] انظر: إبطال التنديد لابن عتيق (164) [دار نشر الثقافة، ط2، 1380هـ].
[2] مرقاة المفاتيح (5/244) [دار الكتب العلمية، ط1].


المعنى اللغوي موافق للمعنى الشرعي.



الإقسام على الله.



التألي على الله محرم؛ لتحريم الإدلال عليه سبحانه وتعالى، ووجوب التأدب معه في الأقوال والأحوال، وأن حق العبد أن يعامل نفسه بأحكام العبودية، ويعامل ربه بما يجب له من أحكام الإلهية والربوبية[1].


[1] إبطال التنديد لابن عتيق (165).


ما ورد عن جندب رضي الله عنه؛ أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حدث: «أن رجلاً قال: والله لا يغفر الله لفلان، وإن الله تعالى قال: من ذا الذي يتألى علي أن لا أغفر لفلان، فإني قد غفرت لفلان، وأحبطت عملك»[1].


[1] أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب البر والصلة والآداب، رقم 2621).


القسم على الله ينقسم إلى أقسام:
الأول: أن يقسم بما أخبر الله به ورسوله من نفي أو إثبات؛ فهذا لا بأس به، وهذا دليل على يقينه بما أخبر الله به ورسوله، مثل: والله ليُشفِّعنَّ الله نبيّه في الخلق يوم القيامة، ومثل: والله؛ لا يغفر الله لمن أشرك به.
الثاني: أن يقسم على ربه لقوة رجائه وحسن الظن بربه، فهذا جائز؛ لقوله صلّى الله عليه وسلّم: «رب أشعث مدفوع بالأبواب، لو أقسم على الله لأبره» [1].
الثالث: أن يكون الحامل له هو الإعجاب بالنفس، وتحجر فضل الله، وسوء الظن به سبحانه وتعالى، فهذا محرم، وهو وشيك بأن يحبط الله عمل هذا المُقسم[2].


[1] أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب البر والصلة والآداب، رقم 2622).
[2] القول المفيد لابن عثيمين (2/497 ـ 499) [دار ابن الجوزي، ط2، 1424هـ].


الفرق بين القسم على الله والتألي على الله: أن التألي على الله هو ما يحرم من الإقسام عليه سبحانه وتعالى، فالقسم على الله له أنواع منها التألي على الله.



1 ـ «إبطال التنديد باختصار شرح التوحيد»، لحمد ابن عتيق.
2 ـ «أحكام الإقسام على الله وعلى الأنام»، لفهد الشتوي [بحث منشور في مجلة جامعة أم القرى] .
3 ـ «أحكام الأيمان وكفاراتها في الفقه الإسلامي»، لأحمد عائض. [رسالة ماجستير] .
4 ـ «الإنصاف في معرفة الراجح من الخلاف (كتاب الأيمان)»، للمرداوي.
5 ـ «الأيمان في القرآن»، لعادل الشدي.
6 ـ «الحلف والأيمان دراسة عقدية»، ليوسف السعيد.
7 ـ «الفروع (كتاب الأيمان)»، لابن مفلح.
8 ـ «القول المفيد» (ج2) (باب ما جاء في الإقسام على الله)، لابن عثيمين.
9 ـ «شرح النووي على صحيح مسلم» (ج16).
10 ـ «مطالب أولي النهى (كتاب الأيمان)»، للبهوتي.
11 ـ «المغني (كتاب الأيمان)»، لابن قدامة.