حرف التاء / التسبيح

           

قال ابن فارس: «السين والباء والحاء أصلان؛ أحدهما: جنس العبادة، والآخر: جنس من السّعي. فالأول: السُّبحة: وهي الصلاة، ويختص بذلك ما كان نفلاً غير فرض... ومن الباب: التسبيح... والتنزيه: التبعيد»[1].
التسبيح: التنزيه، والتنزيه: التبعيد، والعرب تقول: سبحان من كذا؛ أي: ما أبعده، ومنه تنزيه الله من السوء: تبعيده منه، وتسبيحه تبعيده، من قولك: سبحت في الأرض؛ إذا أبعدت فيها، ومنه قوله سبحانه وتعالى: {وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ *}، وقيل: هو اسم علَم لمعنى البراءة والتنزيه[2].


[1] مقاييس اللغة (3/125) [دار الجيل].
[2] انظر: تهذيب اللغة (4/196) [دار إحياء التراث العربي]، ومقاييس اللغة (3/125) [دار الجيل]، ولسان العرب (2/471) [دار صادر].


التسبيح هو تنزيه الله تعالى عن كل نقص وعيب، وتعظيمه وإجلاله.
قال ابن تيمية: «(سبحان الله) يتضمن مع نفي صفات النقص عنه، إثبات ما يلزم ذلك من عظمته، فكأن التسبيح تعظيم له مع تبرئته من السوء»[1].
وقال ابن القيم: «ومعنى هذه الكلمة: تنزيه الرب تعالى وتعظيمه وإجلاله عما لا يليق به»[2].


[1] درء التعارض (6/177) [جامعة الإمام، ط2].
[2] حادي الأرواح (417) [مطبعة المدني، القاهرة].


التسبيح ـ الذي هو تعظيم الله بنفي جميع النقائص وإثبات جميع الكمالات اعتقادًا ـ أوجب الواجبات، سواء كان ذلك في ربوبيته أو ألوهيته أو أسمائه وصفاته، أو في خلقه وأمره[1]، وأما التسبيح قولاً فعند الجمهور مستحب في الصلاة وغيرها، وأوجب بعض السلف التسبيح قولاً في الصلاة[2].


[1] انظر: جامع الرسائل لشيخ الإسلام (1/130) [دار العطاء، الرياض، ط1]، ومنهاج السُّنَّة (2/522) [جامعة الإمام، ط1]، وجلاء العينين (412) [مطبعة المدني، ط1]، والتوضيح المبين لتوحيد الأنبياء والمرسلين ـ ضمن مجموع فتاوى السعدي ـ (6/432)، والحق الواضح المبين ضمن مجموع فتاوى السعدي (6/508) [وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، قطر].
[2] انظر: شرح السُّنَّة للبغوي (3/103) [دار إحياء التراث العربي، بيروت، ط1].


حقيقة التسبيح تعظيم الله سبحانه وتعالى بنفي النقائص، وإثبات الكمالات، ويطلق التسبيح ويراد به التعظيم لله، فقد جاء عن علي رضي الله عنه؛ أنه سئل عن التسبيح فقال: «تعظيم جلال الله»[1].
قال ابن القيم رحمه الله: «ومعنى هذه الكلمة: تنزيه الرب تعالى وتعظيمه وإجلاله عما لا يليق به»[2].
ويطلق ويراد به الصلاة: قال ابن عباس رضي الله عنهما: «كل تسبيح في القرآن فهو صلاة»[3]، ومن ذلك قوله تعالى: {فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى *} [طه] ، فقد ورد أن المراد بالتسبيح هنا: الصلاة[4].
ومن السُّنَّة: قول ابن عمر رضي الله عنهما: «كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يسبّح على الراحلة قَبِل أي وجه توجه، ويوتر عليها؛ غير أنه لا يصلي عليها المكتوبة»[5].
ويطلق ويراد به: الذكر عمومًا، ففي الحديث: «رأيت رسول الله يعقد التسبيح»[6].
قال ابن تيمية: «ويراد بالتسبيح: جنس ذكر الله تعالى، يقال: فلان يُسبِّح، إذا كان يذكر الله. ويدخل في ذلك التهليل والتحميد، ومنه سُمِّيت السبَّاحة للإصبع التي يشير بها، وإن كان يشير بها في التوحيد، ويراد بالتسبيح قول العبد: سبحان الله، وهذا أخصُّ به»[7].
ويطلق ويراد به: الاستثناء، كما في قوله تعالى: {قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلاَ تُسَبِّحُونَ *} [القلم] . قال ابن جرير رحمه الله: «يقول: هلاّ تستثنون إذ قلتم: لنصرمُنَّها مصبحين، فتقولوا إن شاء الله. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل»[8].


[1] أخرجه الطبراني في الدعاء (500) [دار الكتب العلمية، ط1].
[2] حادي الأرواح (417).
[3] أخرجه الطبري في تفسيره (19/191) [مؤسسة الرسالة، ط1].
[4] انظر: تفسير الطبري (16/209) [دار هجر]، وتفسير البغوي (3/280)، وأحكام القرآن لابن العربي (3/260) [دار الكتب العلمية، ط3].
[5] أخرجه البخاري (كتاب تقصير الصلاة، رقم 1098)، ومسلم (كتاب صلاة المسافرين، رقم 700).
[6] أخرجه أبو داود (كتاب الصلاة، رقم 1502)، والترمذي (أبواب الدعوات، رقم 3411) وحسَّنه، والنسائي (كتاب السهو، رقم 1355)، وصححه الألباني في صحيح أبي داود (5/237) [مؤسسة غراس، ط1].
[7] جامع المسائل لابن تيمية (3/292) [دار عالم الفوائد، ط1، 1422هـ].
[8] تفسير الطبري (23/182)، وانظر: تفسير ابن كثير (8/196) [دار طيبة، ط2، عام 1420هـ].


منزلة التسبيح في الشرع عظيمة؛ لما لها من تعلق بتوحيد الأسماء والصفات، وتنزيه الله تعالى عن صفات النقص، وتبرئته جلّ جلاله عمّا لا يليق به في شرعه وخلقه وأمره[1].


[1] انظر: مجموع الفتاوى لابن تيمية (16/123)، والحق الواضح المبين ضمن مجموع فتاوى السعدي (6/508)، وشرح العقيدة الواسطية لهراس (76) [دار الهجرة، السعودية]، وشرح العقيدة السفارينية لابن عثيمين (211) [دار الوطن، السعودية].


جاءت كلمة التسبيح في القرآن في آيات كثيرة؛ منها: قوله تعالى: {تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لاَ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا *} [الإسراء] ، وقوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَآفَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاَتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ *} [النور] ، وقوله تعالى: {يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ *} [الجمعة] .
وقد ورد في السُّنَّة بيان معنى التسبيح، ومن ذلك: ما رواه طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه، قال: سألت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن تفسير سبحان الله، فقال: «هو تنزيه الله من كل سوء»[1].
وأما لفظ: (سبحان الله) فقد ورد في أحاديث كثيرة؛ منها: قوله صلّى الله عليه وسلّم: «سبحان الله! إنّ المسلم لا ينجس» [2]، وقوله صلّى الله عليه وسلّم: «سبحان الله! ماذا أنزل الليلة من الفتنة، ماذا أنزل من الخزائن، من يوقظ صواحب الحجرات؟ يا رب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة» [3].
ومما ورد في فضائلها: قوله صلّى الله عليه وسلّم: «من تعار من الليل، فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، الحمد لله، وسبحان الله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: اللَّهُمَّ اغفر لي، أو دعا، استجيب له، فإن توضأ وصلى قبلت صلاته» [4]، وقوله صلّى الله عليه وسلّم: «من قال: سبحان الله وبحمده، في يوم مائة مرة، حُطّت خطاياه، وإن كانت مثل زبد البحر» [5].


[1] أخرجه البزار في مسنده (3/164) [مكتبة العلوم والحكم، ط1]، الطبري في تفسيره (15/31) [مؤسسة الرسالة، ط1]، والحاكم في المستدرك (كتاب الدعاء، رقم 1848) وصححه، لكن تعقبه الذهبي بقوله: «بل لم يصح؛ فإن طلحة منكر الحديث...، وحفص واهي الحديث»، فسند الحديث ضعيف جدًّا.
[2] أخرجه البخاري (كتاب الغسل، رقم 283)، ومسلم (كتاب الحيض، رقم 371).
[3] أخرجه البخاري (كتاب التهجد، رقم 1126).
[4] أخرجه البخاري (كتاب التهجد، رقم 1154).
[5] أخرجه البخاري (كتاب الدعوات، رقم 6405)، ومسلم (كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، رقم 2691).


قال ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: {فَسُبْحَانَ اللَّهِ} [الأنبياء: 22] : «تنزيه الله نفسه عن كل سوء»[1]. وقال معمر بن المثنى: «سبحان الله: تنزيه الله وتبرئته»[2].
قال ابن جرير الطبري في تفسير قوله تعالى: {قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي} [الإسراء: 93] : «يقول تعالى ذكره لنبيِّه محمد صلّى الله عليه وسلّم: قل يا محمد لهؤلاء المشركين من قومك، القائلين لك هذه الأقوال: تنزيهًا لله عما يصفونه به، وتعظيمًا له من أن يؤتى به وبملائكته، أو يكون لي سبيل إلى شيء مما تسألونيه»[3].
وقال ابن تيمية: «سبحان الله: يتضمن مع نفي صفات النقص عنه، إثبات ما يلزم ذلك من عظمته، فكان التسبيح تعظيم، له مع تبرئته من السوء»[4].
وقال أيضًا: «إن التسبيح فيه نفي السوء والنقائص المتضمن إثبات المحاسن والكمال»[5].


[1] أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره (4/1123) [مكتبة الباز، ط3]، والمحاملي في أماليه (382) [المكتبة الإسلامية، ط1]، والطبراني في الدعاء (499) [دار الكتب العلمية].
[2] أخرجه الطبراني في الدعاء (500).
[3] تفسير الطبري (15/87).
[4] درء تعارض العقل والنقل (6/177).
[5] الفتاوى الكبرى لابن تيمية (5/228) [دار الكتب العلمية، ط1، 1408هـ].


ينقسم تسبيح الله تعالى إلى قسمين رئيسين؛ هما: التنزيه، والتعظيم والإجلال.
والتنزيه قسمان: تنزيهه عن المماثلة، وتنزيه عن النقص؛ فهو يجمع أمرين، تنزيه عن صفات النقص، وتنزيه عن مماثلة المخلوق في صفات الكمال[1].
قال ابن تيمية: «فإنه كما يجب تنزيه الرب عن كل نقص وعيب يجب تنزيهه عن أن يماثله شيء من المخلوقات في شيء من صفات الكمال الثابتة له وهذان النوعان يجمعان التنزيه الواجب لله»[2].


[1] انظر: مختصر الصواعق المرسلة (163).
[2] مجموع الفتاوى (17/325).


المسألة الأولى: تسبيح المخلوقات:
ذكر الله سبحانه في كتابه تسبيح المخلوقات في ثلاث عشرة آية، في بعضها ذكر عموم تسبيح المخلوق، ومن ذلك قوله تعالى: {يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ *} [الجمعة] ، وفي آيات أخرى ورد ذكر تسبيح مخلوقات بعينها كالطير والرعد[1]. ولا يصح قصر تسبيحها على تسبيح الحال فقط؛ بل الصواب: أن ثم تسبيحًا آخر زائدًا على ما فيها من الدلالة[2].
المسألة الثانية: في المواضع التي يشرع فيها التسبيح:
يشرع التسبيح في الصلاة في سبعة مواضع؛ منها: في الافتتاح، والركوع والسجود، وعند قراءة آية فيها سجدة، وعندما ينبه المصلي لأمر نابه، وبدل قراءة الفاتحة لمن لا يعرفها، ودبر الصلوات، ويشرع التسبيح أيضًا عند الهبوط في الأماكن المنخفضة، وعند سماع الرعد، وعند التعجب، وعند النوم وغير ذلك من المواطن[3].


[1] انظر: التسبيح في الكتاب والسُّنَّة (1/331) [دار المنهاج، ط1، 1425هـ].
[2] انظر: مجموع الفتاوى (12/405 ـ 406).
[3] التسبيح في الكتاب والسُّنَّة (1/514 ـ 2/110).


ثمرات التسبيح لا يمكن إحصاؤها؛ لكثرتها، ولكن نذكر هنا بعضها:
1 ـ غفران الذنوب وإن كانت في الكثرة مثل زبد البحر، فعن أبي هريرة رضي الله عنه؛ أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «من قال: سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطّت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر»[1].
2 ـ كثرة الثواب الذي لا يحصيه إلا الله، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «من قال حين يصبح وحين يمسي: سبحان الله وبحمده، مائة مرة، لم يأت أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به، إلا أحد قال مثل ما قال أو زاد عليه» [2].
3 ـ الثقل في الميزان يوم القيامة، ومن ثقل ميزانه فقد أفلح، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلّى الله عليه وسلّم: «كلمتان حبيبتان إلى الرحمن، خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان: سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم» [3].


[1] أخرجه البخاري (كتاب الدعوات، رقم 6405)، ومسلم (كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، رقم 2691).
[2] أخرجه مسلم (كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، رقم 2692).
[3] أخرجه البخاري (كتاب التوحيد، رقم 7563)، ومسلم (كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، رقم 2694).


يخالف أهل الحق في مسألة تنزيه الله عما لا يليق به طوائفُ، ذكرُها فيما يلي:
أولاً: تسبيح المشركين عبدة الأوثان؛ فإنهم تركوا توحيد الله في عبادته؛ تنزيهًا له وتعظيمًا ـ في ظنهم ـ زاعمين أنه أجلَّ من أن يقصد بالعبادة مباشرةً، فعبدوا وسائط بينهم وبينه، قال شيخ الإسلام في معرض ذكره لبعض العقائد المخالفة: «وكقول عبدة الأوثان: هو أجلَّ من أن نعبده: بل نعبد الوسائط: وهو أجل من أن يبعث بشرًا رسولاً، فجحدوا توحيده ورسالته على وجه التعظيم له»[1].
ثانيًا: تسبيح الممثلة؛ فالتسبيح عندهم تشبيه الخالق بالمخلوق، وادّعوا أنهم بذلك ينزهون الله تعالى ويجرون صفاته على ظاهرها[2]، والحقيقة أن تمثيل صفات الله بصفات خلقه يستلزم النقص للخالق، ويقتضي بطلان العبودية الحقة لله تعالى، قال ابن عثيمين رحمه الله: «القول بالمماثلة بين الخالق والمخلوق يستلزم نقص الخالق سبحانه؛ لأن تمثيل الكامل بالناقص يجعله ناقصًا... القول بمماثلة الخالق للمخلوق يقتضي بطلان العبودية الحق؛ لأنه لا يخضع عاقل لأحد ويذل له على وجه التعظيم المطلق إلا أن يكون أعلى منه»[3].
ثالثًا: تسبيح المعطلة؛ فإن المعطلة في نفيهم لما يجب إثباته لله سبحانه وتعالى ـ على تنوع طوائفهم ـ يتفقون أن ذلك من باب تسبيح الله تعالى وتنزيهه، فالتنزيه عند الجهمية: أن ينزه العبد ربه عن كل اسم ووصف وفعل، وهو عند المعتزلة: نفي الصفات اللائقة بالله سبحانه وتعالى، وعند الكلابية: نفي الصفات الاختيارية، وعند الأشاعرة: نفي الصفات الخبرية[4].
رابعًا: تسبيح القدرية؛ فإن التسبيح عندهم هو نفي قدر الله عن أفعال عباده، ويريدون بذلك ـ في زعمهم ـ تنزيهه عن إضافة الشر إليه، وعن الظلم والعيب، وعن مشيئة القبائح وخلقها[5]، قال شيخ الإسلام: «فالقدرية من المعتزلة وغيرهم قصدوا تعظيم الرب وتنزيهه عما ظنوه قبيحًا من الأفعال وظلمًا؛ فأنكروا عموم قدرته ومشيئته ولم يجعلوه خالقًا»[6]، وقال ابن القيم: «وكذلك فعل الذين نفوا القدر السابق تنزيهًا لله عن مشيئة القبائح وخلقها، ونسبوه إلى أن يكون في ملكه ما لا يشاء، ويشاء ما لا يكون، ولا يقدر على أن يهدي ضالًّا، ولا يضل مهتديًا، ولا يقلب قلب العاصي إلى الطاعة ولا المطيع إلى المعصية»[7].


[1] جامع الرسائل لابن تيمية (1/107).
[2] انظر: الفتوى الحموية لابن تيمية (541) [دار الصميعي، ط2، 1425هـ].
[3] تقريب التدمرية (23) [دار ابن الجوزي، ط1].
[4] انظر: الفتاوى الكبرى لابن تيمية (6/353)، وبغية المرتاد لابن تيمية (425) [مكتبة العلوم والحكم، ط1]، وبيان تلبيس الجهمية (1/430) (5/87) [مجمع الملك فهد لطباعة المصحف، ط1]، ومنهج ودراسات لآيات الأسماء والصفات للشنقيطي (48) [الدار السلفية، الكويت، ط1].
[5] التسبيح في الكتاب والسُّنَّة (480).
[6] مجموع الفتاوى (17/99).
[7] الصواعق المرسلة (1/235) [دار العاصمة، ط1، 1403هـ].


1 ـ «التسبيح في الكتاب والسُّنَّة»، لمحمد كندو.
2 ـ «مجموع الفتاوى» (ج16، 17)، لابن تيمية.
3 ـ «شرح العقيدة السفارينية»، لابن عثيمين.
4 ـ «الصواعق المرسلة» (ج1)، لابن القيم.
5 ـ «جامع المسائل» (ج3)، لابن تيمية.
6 ـ «حادي الأرواح»، لابن القيم.
7 ـ «الفتاوى الكبرى» (ج6)، لابن تيمية.
8 ـ «بغية المرتاد»، لابن تيمية.
9 ـ «بيان تلبيس الجهمية» (ج1)، لابن تيمية.
10 ـ «منهج ودراسات لآيات الأسماء والصفات»، لمحمد الأمين الشنقيطي.
11 ـ «شرح السُّنَّة»، للبغوي.