التوراة: لفظ عبراني اتفاقًا، غير عربيٍّ، معناه: الشريعة أو الناموس، وأصله (طَوْرا) بمعنى: الهدى. وقد اختُلف في اشتقاقه بعد تعريبه؛ فقيل: هو تَفْعِلَة من (وَرَى) الزَّنْد؛ يعني: خرجَت نارُه وأضاء، وقيل: بل أصلها فَوْعَلَة؛ فأصلها: (وَوْرَاة)، ثم قُلِبَت الواو الأولى تاء؛ كما في (تَولج، وأصلها: وَولج)[1].
[1] انظر: القاموس المحيط (1730) [مؤسسة الرسالة، ط5، 1416هـ]، وتاج العروس (40/190) [مطبعة حكومة الكويت].
التوراة: هي اسم كتاب الله سبحانه وتعالى الذي أنزله على نبيِّه وكليمه موسى عليه السلام، وألقاه إليه مكتوبًا في الألواح؛ ليكون لبني إسرائيل هدى ونورًا[1].
[1] انظر: تفسير ابن كثير (3/474) [دار طيبة، ط2، 1420هـ]، والفكر الديني اليهودي لحسن ظاظا (14)، ودراسات في الأديان اليهودية والنصرانية لسعود الخلف (65) [أضواء السلف، ط1، 1418هـ].
الإيمان بالتوراة: أنه يجب على المسلم أن يعتقد أن الله سبحانه وتعالى أنزل على نبيِّه وعبده موسى عليه السلام كتابًا ـ مكتوبًا في الألواح التي ألقيت عليه ـ، اسمه: التوراة، فهي كلام الله تعالى غير مخلوق. أنزلها عليه جملة واحدة في شهر رمضان ـ كباقي الكتب السماوية ـ بعد هلاك فرعون وجنوده.
ويعتقد المسلم أيضًا: أن التوراة الصحيحة التي نزلت على موسى عليه السلام قد فقدت واندثرت من زمن مبكر، ولا يعلم عنها شيء، ويتعذر الحصول عليها، وليست هي التي بين أيدي اليهود والنصارى اليوم؛ بل هذه قد وقع فيها من التحريف والتبديل والكتمان والإهمال والنسيان الشيء الكثير؛ فاختلط فيها الحق بالباطل؛ فليس واحدًا منها هو التوراة الصحيحة التي نزلت على موسى عليه السلام[1].
[1] انظر: الجواب الصَّحيح لابن تيمية (1/116، 2/259، 280، 351، 5/55، 72، 350، 351) [دار العاصمة، ط1، 1414هـ]، ومجموع الفتاوى (16/43، 45، 18/367، 19/184)، وتفسير ابن كثير (1/321، 501، 3/117، 126، 6/242، 243، 7/302)، وفتح الباري لابن حجر (13/487) [دار المعرفة]، ودراسات في الأديان اليهودية والنصرانية (69) وما بعدها، و(83) وما بعدها.
قال ابن كثير رحمه الله: «فالألواح كانت مشتملة على التوراة. وقيل: الألواح أعطيها موسى قبل التوراة»[1].
وهل التوراة هي نفسها صحف موسى؟ اختلف في ذلك، وسيأتي ذكر ذلك في الفروق.
وهي عند اليهود: أسفار خمسة يعتقدون أن موسى عليه السلام كتبها بيده ـ ويسمونها: البنتاتوك، نسبة إلى (بنتا)، وهي كلمة يونانية معناها: خمسة ـ؛ وهي: سفر التكوين، وسفر الخروج، وسفر اللاويين، وسفر العدد، وسفر التثنية.
وهي في اصطلاح النصارى: هذه الأسفار الخمسة مضمومًا إليها الكتب الملحقة بها، وتسمى: العهد القديم[2].
[1] تفسير ابن كثير (3/474) [دار طيبة، ط2، 1420هـ]، بتصرُّف.
[2] راجع للتوسُّع: تفسير ابن كثير (3/474)، والفكر الديني اليهودي لحسن ظاظا (14)، ودراسات في الأديان اليهودية والنصرانية (65).
التوراة: أعظم وأشرف وأهدى الكتب المنزلة على الأنبياء بعد القرآن الكريم، وليس في الكتب شريعة مستقلة جاءت بالحلال والحرام إلا التوراة والقرآن الكريم، ولذا يقرن الله تعالى بينهما كثيرًا؛ «فما طرق العالم منذ خلقه الله مثل هذين الكتابين: علمًا وهدًى، وبيانًا، ورحمةً للخلق»[1]. فالتوراة هي الأصل والعمدة، وما بعدها من كتب بني إسرائيل ـ كالزبور والإنجيل ـ تبع لها ومتممة لأحكامها، لم تكن شريعة مستقلة بذاتها، وإن غايرتها في بعضها؛ ولذا كان أنبياء بني إسرائيل بعد موسى عليه السلام على شريعة التوراة، يحكمون ويعملون بها.
وكانت التوراة مشتملة ـ بما فيها من الحلال الحرام والتشريعات ـ على الهدى والنور والرحمة والموعظة.
وأنه كان على بني إسرائيل أن يؤمنوا بالتوراة، ويقيموها، ويحكموا بما أنزل فيها، ويقوموا بحقها.
وكان في التوراة البشارة بنبيِّنا محمد صلّى الله عليه وسلّم[2].
[1] تفسير السعدي (617) [مؤسسة الرسالة، ط1].
[2] انظر: الجواب الصَّحيح (1/116، 2/259، 280، 351، 5/55، 72، 350، 351)، ومجموع الفتاوى (16/43، 45، 18/367، 19/184)، وتفسير ابن كثير (1/321، 501، 3/117، 126، 6/242، 243، 7/302)، وفتح الباري لابن حجر (13/487)، ودراسات في الأديان اليهودية والنصرانية (69) وما بعدها، و(83) وما بعدها.
هذا المعتقد ثابت بنص القرآن الكريم، وبعضه ثابت بنص الحديث النبوي:
قال الله تعالى: {نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ * مِنْ قَبْلُ هُدىً لِلنَّاسِ} [آل عمران] ، وقال سبحانه وتعالى: {وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا} [الأعراف: 145] . والآيات في هذا المعنى كثيرة.
وثبت في حديث احتجاج آدم وموسى عليهما السلام؛ أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «قال له آدم: يا موسى؛ اصطفاك الله بكلامه، وخط لك بيده...» الحديث، وفي رواية: «وكتب لك التوراة بيده» ، وفي ثالثة: «وأنزل عليك التوراة»[1].
وثبت أيضًا في حديث رجم اليهودي المشهور؛ أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال لرجل من علمائهم: «أنشدك بالله الذي أنزل التوراة على موسى؛ أهكذا تجدون حد الزاني في كتابكم؟» الحديث[2].
والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.
[1] أخرجه البخاري (كتاب القَدَر، برقم 6614، وكتاب التفسير، برقم 4736) ـ والرِّواية الثالثة له وحدَه ـ، ومسلم (كتاب القَدَر، برقم 2652) ـ والرِّواية الثانية له وحدَه ـ.
[2] أخرجه مسلم (كتاب الحدود، برقم 1700).
قال ابن تيمية رحمه الله: «التوراة أعظم من الإنجيل، وقد بيَّن الله أنه لم ينزل كتابًا أهدى من التوراة والقرآن... وأيضًا؛ فإن الله تعالى إنما يخص بالذكر من الكتب المتقدمة: التوراة دون غيرها؛ فهي التي يقرنها بالقرآن»[1].
وقال ابن كثير رحمه الله: «وقد علم بالضرورة لذوي الألباب: أن الله لم ينزل كتابًا من السماء ـ فيما أنزل من الكتب المتعددة على أنبيائه ـ أكمل ولا أشمل ولا أفصح ولا أعظم ولا أشرف من الكتاب الذي أنزل على محمد صلّى الله عليه وسلّم؛ وهو القرآن. وبعده في الشرف والعظمة: الكتاب الذي أنزله على موسى بن عمران عليه السلام؛ وهو التوراة»[2].
[1] الجواب الصَّحيح (2/351).
[2] تفسير ابن كثير (6/243).
المسألة الأولى: حكم سب التوراة:
«ليس لأحد أن يسب أو يلعن التوراة؛ بل من أطلق سبَّه أو لعنه فإنه يستتاب، فإن تاب وإلا قُتل. وإن كان يعرف أنها منزلة من عند الله، وأنه يجب الإيمان بها؛ فهذا يقتل بشتمه لها، ولا تقبل توبته في أظهر قولي العلماء. وأما إن لعن دين اليهود الذي هم عليه في هذا الزمان فلا بأس به في ذلك؛ فإنهم ملعونون هم ودينهم، وكذلك إن سبَّ التوراة الذي عندهم بما يبين أن قصده ذكر تحريفه؛ مثل أن يقال: نسخ هذه التوراة مبدلة لا يجوز العمل بما فيها، ومن عمل اليوم بشرائعها المبدلة والمنسوخة فهو كافر؛ فهذا الكلام ونحوه حق لا شيء على قائله. والله أعلم»[1].
المسألة الثانية: حكم قراءة التوراة:
لا يجوز النظر في كتب أهل الكتاب عمومًا؛ لأن النبي صلّى الله عليه وسلّم غضب حين رأى مع عمر كتابًا أصابه من بعض أهل الكتاب، وقال: «أمتهوكون فيها يا ابن الخطاب؟!...» الحديث[2]، حتى وإن كانت مشتملة على الحق والباطل؛ لما في ذلك من ضرر فساد العقائد. اللَّهُمَّ إلا لمن كان متضلعًا بعلوم الكتاب والسُّنَّة، مع شدة التثبت وصلابة الدين والفطنة والذكاء؛ وكان ذلك للرد عليهم وكشف أسرارهم وهتك أستارهم[3].
المسألة الثالثة: حكم مس التوراة للمحدث:
يجوز ـ عند الجمهور ـ مس التوراة للمحدث؛ لأنها ليست قرآنًا، والنص ورد في القرآن دون غيره، ثم هي مبدلة منسوخة[4].
المسألة الرابعة: بيان تحريف التوراة:
أخبر الله سبحانه عن وقوع التحريف والتبديل في التوراة بقوله: {أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ *} [البقرة] ، وقوله تعالى: {قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدىً لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا} [الأنعام: 91] ، وغيرها من الآيات. ووجود التحريف في التوراة هو الصبغة العامة التي يتسم بها، إلا أنه لا تزال فيه بقايا من الوحي الإلهي، ومعرفة ذلك يكون بموافقتها لما ورد في القرآن الكريم والسُّنَّة الصحيحة، وأما أنواع التحريف الواقعة فيه فهي: تحريف بالتبديل، وتحريف بالزيادة، وتحريف بالنقص[5].
المسألة الخامسة: نسخ التوراة:
التوراة التي جاء بها موسى عليه السلام؛ قد نسخت بالقرآن المنزل على محمد صلّى الله عليه وسلّم، قال تعالى: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ} [المائدة: 48] .
فالقرآن الكريم حاكم على جميع الكتب السابقة، وناسخ لها، وإن كان النسخ في الأصل واردًا على توراة موسى عليه السلام فوروده على ما بأيدي اليهود من الأسفار المحرفة من باب أولى.
ومما يؤكد نسخ الديانة اليهودية، ما تحويه أسفارهم الحالية من شهادات وإشارات تبشر بنبيِّنا محمد صلّى الله عليه وسلّم، وأنه يجب على بني إسرائيل اتباعه[6].
[1] مجموع الفتاوى (35/200)، بتصرُّف.
[2] أخرجه أحمد في مسنده (3/387) [مؤسسة قرطبة بمصر]، والدارمي في سننه (كتاب العلم، رقم 449)، وقال الهيثمي: «فيه مجالد بن سعيد، ضعفه أحمد ويحيى بن سعيد وغيرهما». مجمع الزوائد (1/174) [مكتبة القدسي]. لكن له شواهد، حسَّنه بها الألباني في إرواء الغليل (6/34) [المكتب الإسلامي ببيروت، ط2].
[3] انظر: فتح الباري لابن حجر (13/525)، وكشاف القناع للبهوتي (1/434) [دار الفكر، 1402هـ]، ومطالب أولي النهى للرحيباني (1/607) [المكتب الإسلامي، 1961م]، وفتاوى اللجنة الدائمة (3/433).
[4] انظر: المجموع شرح المهذب للنووي (2/70) [دار الفكر]، وكشاف القناع (1/135).
[5] انظر: إظهار الحق (2/425 ـ 539)، ومجموع الفتاوى (13/104، 105)، والجواب الصحيح (1/356، 367، 2/5، 3/264)، وهداية الحيارى (105) [الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة].
[6] انظر: إظهار الحق (1/80)، ودائرة معارف القرن العشرين (1/655) [ط 2، دار المعرفة]، والموسوعة العربية الميسرة (1/239) [دار القلم ومؤسسة فرانكلين، القاهرة، 1965م]، ومعجم المصطلحات الدينية لخليل أحمد خليل (36) [دار الفكر اللبناني، ط1، 1995م].
الفرق بين التوراة وصحف موسى عليه السلام:
صحف موسى: هي الكتب التي أنزلها الله سبحانه وتعالى على نبيِّه وكليمه موسى عليه السلام[1].
واختلف في هذه الصحف ـ كما يعلم من مطالعة كتب التفسير ـ: أهي نفسها التوراة، أم أنها غيرها؟ ولو كانتا واحدة فهل الألواح تشملهما أو أنها غيرها؟ ولو كانت التوراة غير الصحف فهل كانتا جميعًا مكتوبتان في الألواح، أم أنهما ثلاثة: التوراة، والصحف، والألواح؟ أم أنهما اثنان: الألواح مشتملة على التوراة، والصحف؟
كل هذا محتمل، وليس لدينا نص قاطع في أي من هذه المسائل.
واستدل للقول بأن الصحف غير التوراة ـ وأنها أنزلت قبلها ـ بما روي في حديث أبي ذر رضي الله عنه الطويل مرفوعًا، وفيه: «وأنزل على موسى قبل التوراة عشر صحائف، وأنزل التوراة والإنجيل والزبور والقرآن...» الحديث[2].
ولو صحَّ هذا لكان فاصلاً وقاطعًا للنزاع، لكن إسناده ضعيف جدًّا؛ بل فيه كذاب! فلا ينهض للاحتجاج به على هذه المسألة.
ثم إن ظاهر قوله صلّى الله عليه وسلّم: «أنزلت صحف إبراهيم في أول ليلة من شهر رمضان، وأنزلت التوراة لست مضين من رمضان...» الحديث[3] يدلُّ على أن صحف موسى هي التوراة؛ وإلا لما خصَّ صحف إبراهيم بالذكر دونها ـ وقد جمعتا معًا في موضعين من القرآن ـ، واكتفى عن ذكرها بذكر التوراة؛ فدلَّ ذلك على أنها هي نفسها.
وقد يقال في الجواب عن ذلك: يحتمل أنها لم تذكر؛ لأنها لم تنزل في شهر رمضان، والحديث إنما هو في سياق ما أنزل في رمضان! وهذا محتمل، وإن كان بعيدًا. والعلم عند الله تعالى.
وهل كانت صحف موسى كثيرة، ولهذا جمعت؟ أم أنها جمعت لكونها مضافة إلى اثنين[4] في قوله تعالى: {صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى *} [الأعلى] ، وقوله سبحانه وتعالى: {أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى *وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى *} [النجم] ؛ كما في قوله تعالى: {إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} [التحريم: 4] ؟ الظاهر أنها كثيرة، ويدل على هذا حديث أبي ذر رضي الله عنه السابق، وفيه: «وأنزل على موسى قبل التوراة عشر صحائف»[5]، لكن تقدم أن إسناده ضعيف جدًّا؛ بل فيه كذاب!
وعلى القول بأنها غير التوراة؛ فلا إشكال في كونها كثيرة، وعلى القول بأنها: هي التوراة؛ فالمراد بها: «مجموع صحف أسفار التوراة»[6]؛ ولهذا جمعت. والله أعلم.
[1] انظر: تهذيب اللغة (4/254)، وتفسير الطبري (24/325) [دار هجر، ط1، 1422هـ]، والجامع لأحكام القرآن (20/24) [دار إحياء التراث العربي، 1405هـ].
[2] أخرجه ابن حبان (كتاب البر والإحسان، رقم 361)، وقال الهيثمي في موارد الظمآن (1/54) [دار الكتب العلمية]: «فيه إبراهيم بن هشام بن يحيى الغساني؛ قال أبو حاتم وغيره: كذَّاب».اهـ، وحكم عليه الألباني بالضعف الشديد في ضعيف الترغيب والترهيب (برقم 1352) [مكتبة المعارف، الرياض، ط1، 1421هـ].
[3] أخرجه أحمد في مسنده (4/107) [مؤسسة قرطبة بمصر]، والطبراني في المعجم الكبير (22/75) [مكتبة العلوم والحكم بالموصل، ط2]، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (1/197): وفيه عمران بن داود القطان، ضعفه يحيى، ووثقه ابن حبان، وقال أحمد: أرجو أن يكون صالح الحديث، وبقية رجاله ثقات. وحسَّنه الألباني في السلسلة الصحيحة (رقم 1575).
[4] انظر: تفسير الرازي (29/279) [دار إحياء التراث العربي ببيروت]، والتحرير والتنوير (30/291) [دار سحنون بتونس، 1997م].
[5] وقد قدَّر الطاهر بن عاشور في التحرير والتنوير (27/130) صُحُفَ إبراهيم ـ التي جاء في نفس الحديث أنَّها عشر صحائف ـ بناء على هذا الحديث الضَّعيف، بأنها: «مقدار عشر ورقات بالخطِّ القديم، تسَع الورقة قُرابة أربع آيات من آي القرآن؛ بحيث يكون مجموع ما في صُحُف إبراهيم: مقدار أربعين آية»، ونفس هذا التقدير ـ على التسليم بصِحَّة الحديث ـ ينطبق على صُحُف موسى. والله أعلم.
[6] انظر: تفسير البغوي (7/414) [دار طيبة، ط4، 1417هـ]، وفتح القدير للشوكاني (5/150) [دار الوفاء بالمنصورة]، والتحرير والتنوير (30/291).
يعتقد اليهود والنصارى أن التوراة كتاب مقدس، كله موحى به من الله، وأنه منزَّل من السماء ولم يدخل فيه التحريف أبدًا.
ويعترفون أن كتاب التوراة قد تعرض لفترات عديدة من الضياع، وأن أصله العبري مفقود لا وجود له، إلا أن عزرا كتبه مرة أخرى بإلهام من الله. فالتوراة الموجودة بين أيديهم اليوم لا صلة لها بموسى عليه السلام، إنما هي من تأليف أحبارهم ورهبانهم الذين بدَّلوا وحرفوا كثيرًا مما جاء في تعاليم موسى عليه السلام، كما أخبر الله عنهم في القرآن، ومما يدلل على ذلك أيضًا ظهور ثلاث نسخ للتوراة الحالية، وهذه النسخ هي: النسخة العبرية، والنسخة اليونانية، والنسخة السامرية، وهذه النسخ فيها من الاختلاف والتناقض الشيء الكثير[1].
[1] انظر: إظهار الحق (2/449)، والجواب الصحيح (2/450)، وهداية الحيارى (309) [دار القلم، ط1]، ودراسات في الأديان اليهودية والنصرانية (83) وما بعدها.
1 ـ «إظهار الحق»، لمحمد رحمت الله الهندي.
2 ـ «تخجيل من حرَّف التوراة والإنجيل» (ج1)، لصالح الجعفري.
3 ـ «الجواب الصحيح» (ج1، 2، 5)، لابن تيمية.
4 ـ «دراسات في الأديان اليهودية والنصرانية»، لسعود الخلف.
5 ـ «دعوة التقريب بين الأديان: دراسة نقدية في ضوء العقيدة الإسلامية»، لأحمد القاضي.
6 ـ «شرح العقيدة الطحاوية» (ج1)، لابن أبي العز.
7 ـ «مجموع الفتاوى» (ج16، 18، 19)، لابن تيمية.
8 ـ «محاضرات في النصرانية»، لمحمد أبو زهرة.
9 ـ «معارج القبول» (ج2)، لحافظ الحكمي.
10 ـ «هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى»، لابن القيم.