حرف الحاء / الحوض

           

الحوض: مُجتمع الماء، والجمع أحْواض وحِياض[1]، والمُحَوَّض؛ كالحوض يُجعل للنخلة تشربُ منه[2].
وقيل: وسمي مجتمع الماء به؛ لأن الماء يحيض إليه؛ أي: يسيل. قال الأزهري: «والعرب تدخل الواو على الياء، والياء على الواو؛ لأنهما من حيز واحد. وقيل: الحوض من حاض الماء يحوضه حوضًا، إذا جمعه وحاطه»[3].


[1] لسان العرب (7/141) [دار صادر، ط3، 1414هـ].
[2] مقاييس اللغة (2/120) [دار الفكر، 1399هـ].
[3] انظر: تاج العروس (18/308) [دار الهداية].


هو حوض حقيقي مخلوق، يكون في الموقف يوم القيامة، يصب ماؤه من الكوثر، طوله وعرضه واحد، ماؤه أشد بياضًا من اللبن والثلج والفضة، وأطيب ريحًا من المسك، وأحلى مذاقًا من العسل، وأبرد من الثلج، آنيتها أكثر من عدد نجوم السماء، يرِده من شاء الله من أمة محمد صلّى الله عليه وسلّم، فمن شرب منه لم يظمأ بعده أبدًا[1].
قال ابن تيمية: «وفي عرصات القيامة الحوض المورود للنبي صلّى الله عليه وسلّم، ماؤه أشد بياضًا من اللبن، وأحلى من العسل، آنيته عدد نجوم السماء، طوله شهر، وعرضه شهر، من يشرب منه شربة لا يظمأ بعدها أبدًا»[2].


[1] انظر: التذكرة للقرطبي (347)، شرح صحيح مسلم للنووي (15/53، 59)، فتح الباري (11/466)، رسائل الآخرة (2/1182).
[2] شرح العقيدة الواسطية لهراس (283)، وانظر: شرح لمعة الاعتقاد لابن عثيمين (40).


سمي الحوض بذلك؛ لاجتماع الماء فيه.



الاعتقاد الجازم بوجوده الآن، وأن الناس يردون إليه يوم القيامة، والإيمان بما ورد من صفاته لثبوته وتواتر النصوص بذلك، وهو أحد مفردات اليوم الآخر.



حوض حقيقي مخلوق وموجود الآن، طوله وعرضه واحد، فيه ميزابان ينثعبان من الكوثر (نهر الجنة) أحدهما: من ورِق والآخر: من ذهب، ماؤه أشد بياضًا من اللبن والثلج والفضة، وأطيب ريحًا من المسك، وأحلى مذاقًا من العسل باللبن، أبرد من الثلج، آنيته آنية الجنة من ذهب وفضة، أكثر من عدد نجوم السماء وكواكبها في الليلة المظلمة المصحية، يرِده من شاء الله من أمة محمد صلّى الله عليه وسلّم في عرصات القيامة، فمن شرب منه لم يظمأ آخر ما عليه[1].


[1] رسائل الآخرة (2/1182).


أحد مفردات يوم القيامة الكائنة في العرصات بعد البعث وقبل دخول أهل الجنة الجنة وأهل النار النار.



ثبوت الحوض بظاهر القرآن فيه احتمال وليس بصريح[1]؛ للاختلاف في تفسير قوله تعالى: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ *} [الكوثر] «هل هو الحوض، أو الخير الكثير، أو النهر الذي في الجنة»[2].
وقد نقل القرطبي في معنى الكوثر ستة عشر قولاً صحح منها قول من فسره بالحوض والنهر الذي في الجنة[3].
وأما السُّنَّة فثابت بالتواتر[4]، ومما جاء فيه:
قوله صلّى الله عليه وسلّم: «إني فرطكم على الحوض، من مر علي شرب، ومن شرب لم يظمأ أبدًا» [5].
وقوله صلّى الله عليه وسلّم: «إن لي حوضًا ما بين أيلة إلى صنعاء، عرضه كطوله، فيه ميزابان ينثعبان من الجنة، من وَرِق، والآخر من ذهب، أحلى من العسل، وأبرد من الثلج، وأبيض من اللبن، من شرب منه لم يظمأ حتى يدخل الجنة، فيه أباريق عدد نجوم السماء» [6].
وفي حديث زيد بن أرقم رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «ما أنتم بجزء من مائة ألف جزء ممن يرد علي الحوض يوم القيامة» فقيل لزيد: وكم أنتم يومئذ؟ قال: فقال: بين الست مائة إلى السبع مائة[7].


[1] انظر: أعلام السُّنَّة المنشورة (114)، ولوائح الأنوار السَّنية (2/173) [مكتبة الرشد، ط1، 1415هـ]، ولوامع الأنوار (12/202) [المكتب الإسلامي، ط3، 1411هـ].
[2] لوائح الأنوار السَّنية (2/174).
[3] الجامع لأحكام القرآن (20/216 ـ 218) [دار إحياء التراث العربي].
[4] انظر: شرح صحيح مسلم للنووي (15/53) [دار الكتب العلمية]، ونظم المتناثر من الحديث المتواتر (152) [دار الكتب السلفية، ط2]، ولقط اللآلئ المتناثرة في الأحاديث المتواترة (251) [دار الكتب العلمية، ط1].
[5] أخرجه البخاري (كتاب الرقاق، رقم 6583)، ومسلم (كتاب الفضائل، رقم 2290).
[6] أخرجه أحمد (7/188) [دار الفكر، ط1، 1411هـ]، وابن حبان (كتاب التاريخ، رقم 6458)، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (رقم 3621) [مكتبة المعارف، ط5].
[7] أخرجه أبو داود (كتاب السُّنَّة، رقم 4746)، وأحمد (32/17) [مؤسسة الرسالة، ط1] واللفظ له، والحاكم (كتاب الإيمان، رقم 257) وصححه، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (رقم 123).


قال ابن تيمية: «وفي عرصات القيامة الحوض المورود للنبي صلّى الله عليه وسلّم، ماؤه أشد بياضًا من اللبن، وأحلى من العسل، آنيته عدد نجوم السماء، طوله شهر، وعرضه شهر، من يشرب منه شربة لا يظمأ بعدها أبدًا»[1].
وقال محمد صديق حسن خان: «وفي عرصة القيامة الحوض المورود للنبي صلّى الله عليه وسلّم، ماؤه أشد بياضًا من اللبن، وأحلى من العسل، آنيته عدد نجوم السماء، طوله شهر، وعرضه شهر، من يشرب منه شربة لا يظمأ بعدها أبدًا»[2].


[1] شرح العقيدة الواسطية لهراس (283)، وانظر: شرح لمعة الاعتقاد لابن عثيمين (40).
[2] قطف الثمر في بيان عقيدة أهل الثمر (126).


المسألة الأولى: حوض النبي صلّى الله عليه وسلّم مخلوق وموجود الآن:
لقوله صلّى الله عليه وسلّم: «إني والله لأنظر إلى حوضي الآن» [1].
قال الإمام النووي: «هذا تصريح بأن الحوض حوض حقيقي على ظاهره، وأنه مخلوق موجود اليوم»[2].
المسألة الثانية: النبي صلّى الله عليه وسلّم فرط أمته على الحوض:
لقوله صلّى الله عليه وسلّم: «أنا فرطكم على الحوض» [3]؛ أي: سابقكم إليه.
المسألة الثالثة: المهاجرون أول الأمة ورودًا الحوض؛ لفضلهم ورفعة قدرهم:
لقوله صلّى الله عليه وسلّم: «إن حوضي من عدن إلى عمان البلقاء، ماؤه أشد بياضًا من اللبن، وأحلى من العسل، وأكاويبه عدد النجوم، من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدًا، أول الناس ورودًا عليه فقراء المهاجرين» ، فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: من هم يا رسول الله؟ قال: «هم الشعث رؤوسًا الدنس ثيابًا، الذين لا ينكحون المتنعمات، ولا تفتح لهم أبواب السدد» ، فقال عمر بن عبد العزيز: لقد نكحت المتنعمات، وفتحت لي السدد، إلا أن يرحمني الله، والله لا جرم أن لا أدهن رأسي حتى يشعث، ولا أغسل ثوبي الذي يلي جسدي حتى يتسخ[4].
المسألة الرابعة: لكل نبي حوض:
قال صلّى الله عليه وسلّم: «إن لكل نبي حوضًا، وإنهم يتباهون أيهم أكثر واردةً، وإني أرجو أن أكون أكثرهم واردةً» [5].
المسألة الخامسة: أسباب الحرمان من ورود الحوض:
دلت النصوص على جملة من الأسباب، منها: طاعة الأمراء في المعصية، والارتداد والإحداث في الدين، دلَّ على الأول قوله صلّى الله عليه وسلّم: «سيكون عليكم أمراء يأمرونكم بما لا يفعلون، فمن صدقهم بكذبهم، وأعانهم على ظلمهم، فليس مني ولست منه، ولن يرد علي الحوض» [6].
ودل على الثاني قوله صلّى الله عليه وسلّم: «بينا أنا قائم إذا زمرة، حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم، فقال: هلم، فقلت: أين؟ قال: إلى النار والله، قلت: وما شأنهم؟ قال: إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى، ثم إذا زمرة، حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم، فقال: هلم، قلت: أين؟ قال: إلى النار والله، قلت: ما شأنهم؟ قال: إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى، فلا أراه يخلص منهم إلا مثل همل النعم» [7]، وقوله صلّى الله عليه وسلّم: «أنا فرطكم على الحوض، وليرفعن معي رجال منكم، ثم ليختلجن دوني، فأقول: يا رب، أصحابي، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك» [8].
وقد استدل الشاطبي بمثل هذه الأحاديث، على أن البدع مانعة من شفاعة محمد صلّى الله عليه وسلّم، وقال: «إن الارتداد لم يكن ارتداد كفر، لقوله: «وإنه سيؤتى برجال من أمتي» ولو كانوا مرتدين عن الإسلام لما نسبوا إلى أمته»[9].
المسألة السادسة: معنى قوله صلّى الله عليه وسلّم: «لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم»:
يقول النبي صلّى الله عليه وسلّم: «ألا وإنه سيجاء برجال من أمتي فيؤخذ بهم ذات الشمال، فأقول: يا رب، أصحابي، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فأقول: كما قال العبد الصالح: {مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ *إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ *} [المائدة] قال: فيقال لي إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم» [10].
وقد تمسك الرافضة بمثل النصوص الآنفة للقدح في الصحابة الكرام وإكفارهم إلا قليلاً، وزعموا ردتهم بعد نبيّهم صلّى الله عليه وسلّم، قال ابن قتيبة: «وهذه حجة الروافض في إكفارهم أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلا عليًّا، وأبا ذر، والمقداد، وسلمان، وعمار بن ياسر، وحذيفة»[11].
ولا ممسك لهم فيما ذهبوا إليه البته؛ لأنهم تعاموا عن بعض النصوص ولم يفهموا بعضها الآخر.
فقد جاء في بعض الروايات: «أصيحابي» بالتصغير مما يفيد قلَّتهم، قال صلّى الله عليه وسلّم: «ليردن علي الحوض رجال ممن صاحبني، حتى إذا رأيتهم ورفعوا إلي اختلجوا دوني، فلأقولن: أي ربِّ أصيحابي أصيحابي، فليقالن لي: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك» [12].
قال الحافظ ابن حجر: «ويدل قوله: «أصيحابي» بالتصغير على قلة عددهم»[13].
وأيضًا فالصحابي الوارد فيه الذم، هو الصحابي المنسوب لصحبة النبي صلّى الله عليه وسلّم لإظهاره الإسلام والصحبة، لا أنه ممن نالته فضيلة الصحبة[14]، وهو الصحابي اللغوي لا العرفي، قال الوزاني: «ليس المراد بالصحابي العرفي، وهو من اجتمع مؤمنًا... إلخ؛ لأن هذا التعريف حادث بعد النبي صلّى الله عليه وسلّم فلا يشكل بأنهم عدول لا يقع منهم تبديل؛ بل المراد اللغوي»[15].
واختلف أهل العلم في المراد من الحديث على أقوال: فمنهم من قال: المراد به المنافقون المرتدون، وقيل: من كان في زمن النبي صلّى الله عليه وسلّم ثم ارتد بعده، وقيل أيضًا: المراد به: أصحاب المعاصي والكبائر الذين ماتوا على التوحيد، وأصحاب البدع الذين لم يخرجوا ببدعتهم عن الإسلام.
قال الخطابي: «لم يرتد من الصحابة أحد، وإنما ارتد قوم من جفاة الأعراب ممن لا نصرة له في الدين، وذلك لا يوجب قدحًا في الصحابة المشهورين»[16].
فليس المراد من الحديث: الصحابة الكرام البررة، وإنما يشمل من كان من أمته صلّى الله عليه وسلّم، وأتباعه.
قال ابن عبد البر: «كل من أحدث في الدين ما لا يرضاه الله ولم يأذن به الله فهو من المطرودين عن الحوض المبعدين عنه والله أعلم، وأشدهم طردًا من خالف جماعة المسلمين وفارق سبيلهم مثل الخوارج على اختلاف فرقها، والروافض على تباين ضلالها، والمعتزلة على أصناف أهوائها، فهؤلاء كلهم يبدلون، وكذلك الظلمة المسرفون في الجور والظلم وتطميس الحق وقتل أهله وإذلالهم والمعلنون، بالكبائر المستخفون بالمعاصي، وجميع أهل الزيغ والأهواء والبدع كل هؤلاء يخاف عليهم أن يكونوا عنوا بهذا الخبر ولا يخلد في النار إلا كافر جاحد ليس في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان»[17].
وقد عدّل الصحابةَ الحقُّ تعالى بقوله: {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ *} [التوبة] ، وكذا النبي صلّى الله عليه وسلّم بقوله: «خير الناس قرني» [18].
ونهى عن سبهم أو التعرض لهم بأذى، فقال: «ولا تسبوا أصحابي؛ فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أُحد ذهبًا ما أدرك مدّ أحدهم ولا نصيفه» [19].
وقد أجمعت الأمة على عدالتهم، قال النووي: «اتفق أهل الحق ومن يعتد به في الإجماع على قبول شهاداتهم ورواياتهم، وكمال عدالتهم رضي الله عنهم أجمعين»[20].
فقبّح الله من يسب أصحاب محمد ويكفرهم، وقبّح الله من لم يترحم على صغيرهم وكبيرهم، وأولهم وآخرهم، ومن لم يذكر محاسنهم وينشر فضائلهم، ويقتدي بهديهم، ويقتفي آثارهم[21]، وقبّح الله من لم يظهر ما مدحهم الله به، وشكرهم عليه من جميل أفعالهم، وجميل سوابقهم[22].
وحق من سبَّهم أن يقال له ما قاله رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «من سب أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين» [23].


[1] أخرجه البخاري (كتاب الجنائز، رقم 1344)، ومسلم (كتاب الفضائل، رقم 2296).
[2] شرح صحيح مسلم للنووي (15/59).
[3] أخرجه البخاري (كتاب الرقاق، رقم 6589)، ومسلم (كتاب الفضائل، رقم 2289).
[4] أخرجه الترمذي (أبواب صفة القيامة والرقائق والورع، رقم 2444)، وابن ماجه (كتاب الزهد، رقم 4303)، وأحمد (37/50) [مؤسسة الرسالة، ط1]، والآجري في الشريعة (3/1256) [دار الوطن، ط2]، وغيرهم، وصحح المرفوعَ منه الألباني في السلسلة الصحيحة (رقم 1082).
[5] أخرجه الترمذي (أبواب صفة القيامة والرقائق والورع، رقم 2443)، وابن أبي عاصم في كتاب السُّنَّة (1/327، رقم 734) [المكتب الإسلامي، ط3، 1413هـ]، وقد أورده الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة (4/120)، وذكر له شواهد، وقال: «وجملة القول: إن الحديث بمجموع طرقه حسن أو صحيح» [مكتبة المعارف، ط2، 1416هـ].
[6] أخرجه أحمد (9/514) [مؤسسة الرسالة، ط1]، وقال أحمد شاكر في تعليقه على المسند (رقم 5702): إسناده صحيح. وأخرجه البزار (12/230) [مكتبة العلوم والحكم، ط1]، من حديث ابن عمر رضي الله عنهما.
[7] أخرجه البخاري (كتاب الرقاق، رقم 6587).
[8] أخرجه البخاري (كتاب الرقاق، رقم 6576) واللفظ له، ومسلم (كتاب الفضائل، رقم 2297).
[9] الاعتصام (1/120) [دار الفكر].
[10] أخرجه البخاري (كتاب تفسير القرآن، رقم 4625)، ومسلم (الجنة وصفة نعيمها وأهلها، رقم 2860).
[11] تأويل مختلف الحديث (277) [المكتب الإسلامي، ط1].
[12] أخرجه البخاري (كتاب الرقاق، رقم 6582)، ومسلم (كتاب الفضائل، رقم 2297) واللفظ له.
[13] فتح الباري (11/385) [دار الفكر].
[14] انظر: شرح صحيح مسلم النووي (17/128).
[15] النشر الطيب على شرح الشيخ الطيب (2/392) [المطبعة الإسلامية، ط1، 1352هـ].
[16] انظر: فنح الباري (11/385).
[17] التمهيد (20/262). وانظر: إكمال المعلم (2/51، 52، 7/269)، وشرح مسلم للنووي (3/136 ـ 137)، والتذكرة (2/710 ـ 711)، والاعتصام (1/220)، وفتح الباري لابن حجر (11/385ـ 386، 13/4 ـ 5).
[18] أخرجه البخاري (كتاب الشهادات، رقم 2652)، ومسلم (كتاب فضائل الصحابة، رقم 2533).
[19] أخرجه البخاري (كتاب فضائل الصحابة، رقم 3673) من حديث أبي سعيد، ومسلم (كتاب فضائل الصحابة، رقم 2540) من حديث أبي هريرة.
[20] شرح مسلم للنووي (15/149)، وانظر: الإصابة في تمييز الصحابة (1/162) [دار الكتب العلمية، ط1، 1415هـ]، ومقدمة ابن الصلاح ومحاسن الإصلاح (ص427) [دار الكتب، 1393هـ].
[21] انظر: الإبانة الصغرى (263 ـ 265).
[22] انظر: الإمامة (341) [مكتبة العلوم والحكم، ط1، 1407هـ].
[23] أخرجه الآجري في الشريعة (5/2502) [دار الوطن، ط2] من حديث أنس رضي الله عنه، وقد حسنه الألباني بمجموع طرقه في السلسلة الصحيحة (5/446).


من أعظم ثمرات ورود الحوض أن من شرب منه لم يظمأ آخر ما عليه؛ لقوله: «والذي نفسي بيده لآنيته أكثر من عدد نجوم السماء وكواكبها في الليلة المظلمة المصحية، آنية الجنة، من شرب منها لم يظمأ آخر ما عليه، يشخب فيه ميزابان من الجنة، من شرب منه لم يظمأ، عرضه مثل طوله، ما بين عمان إلى أيلة، ماؤه أشد بياضًا من اللبن، وأحلى من العسل»[1].


[1] أخرجه مسلم (كتاب الفضائل، رقم 2300).


أنكر الحوض الخوارج وبعض المعتزلة[1]، قال ابن حزم: «ولا ندري لمن أنكره متعلقًا إلا الجهل بالآثار»[2]، أما المعتزلة فتأولته حيث قالت: الحوض عبارة عن الرضا والرضوان، يتفضل الله به على من يشاء من عباده[3].


[1] انظر: الإبانة (141)، ومقالات الإسلاميين (2/165) [المكتبة العصرية، ط1411هـ]، وفتح الباري (11/467)، وروح المعاني (30/245) [دار إحياء التراث، ط4]، ولوائح الأنوار (2/173)، ولوامع الأنوار (2/202).
[2] الفصل في الملل والأهواء والنحل (4/115) [دار الجيل، ط1405هـ].
[3] القول المفيد شرح وسيلة العبيد في علم التوحيد (63) [دار العاصمة، ط1، 1405هـ].


هذا التأويل صرف لظاهر اللفظ عن الحقيقة إلى المجاز «من غير استحالة عقلية، ولا عادية تلزم من حمله على ظاهره وحقيقته، ولا حاجة تدعو إلى تأويله»[1]، وما كان كذلك فمردود، وأيضًا: فهذا الإنكار والتأويل مخالف لما ثبت بالسُّنَّة الصريحة المتواترة، ومخالف لما أجمعت عليه الأمة كما تقدم؛ فلا يعتد به.


[1] فتح الباري (11/475).


1 ـ «الاعتصام»، للشاطبي.
2 ـ «أعلام السُّنَّة المنشورة»، للحكمي.
3 ـ «إكمال المعلم»، للقاضي عياض.
4 ـ «التذكرة»، للقرطبي.
5 ـ «التمهيد»، لابن عبد البر.
6 ـ «شرح صحيح مسلم»، للنووي.
7 ـ «فتح الباري» (ج11)، لابن حجر.
8 ـ «الفصل في الملل والأهواء والنحل» (ج4)، لابن حزم.
9 ـ «لوامع الأنوار البهية» (ج2)، للسفاريني.
10 ـ «مقالات الإسلاميين» (ج2)، للأشعري.