حرف الخاء / خازن الجنة

           

قال ابن فارس: «الخاء والزاء والنون أصل يدل على صيانة الشيء»[1]. والخزن: حفظ الشيء، ويعبر به عن كل حفظ، كحفظ السر ونحوه، والخازن: الحافظ للشيء، والأمين عليه، والحارس له[2].


[1] مقاييس اللغة (2/178) [دار الفكر، 1399هـ].
[2] ينظر: مفردات ألفاظ القرآن (280) [دار القلم، ط1، 1412هـ]، ولسان العرب (13/139) [دار صادر].


الملك المؤتمن على الجنة والحافظ لها بأمر الله تعالى[1].
العلاقة بين المعنى اللغوي والشرعي:
العلاقة بين المعنى اللغوي والمعنى الشرعي ظاهرة فلا شك في أن خزنة الجنة حفاظ وأمناء على ما أئتمنهم الله عليه.


[1] حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح (1/221) [عالم الفوائد، ط2، 1432هـ].


سمي خازن الجنة بهذا الاسم لما في هذا الاسم من دلالة واضحة على العمل الذي يقوم به بأمر الله، فهو حافظ للجنة، ومؤتمن عليها بأمر الله جلّ جلاله.



المشهور عند العلماء أن اسم خازن الجنة: رضوان، وجاء ذكره في بعض الأحاديث التي في ثبوتها نظر[1]، والله أعلم.


[1] روي ذلك في حديث ابن عباس رضي الله عنهما عند البيهقي في شعب الإيمان (6/247، رقم 3421) [وزارة الأوقاف القطرية، 1429هـ]، وسنده ضعيف جدًّا. قال محقق كتاب حادي الأرواح (1/222 الحاشية): «وفي الباب أحاديث عن أُبي بن كعب، وعن أبي سعيد الخدري، وعائشة. ولا يصح في هذا الباب شيء».


يجب الإيمان بخازن الجنة كما ورد به النص. أيضًا فإن الإيمان به يدخل في عموم وجوب الإيمان بالملائكة.



الإيمان بخازن الجنة يدخل في الإيمان بالملائكة عليهم السلام، والإيمان بالملائكة هو الركن الثاني من أركان الإيمان الستة، وأصل من أصوله العظيمة.



قال الله تعالى: {وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ *} [الزمر] ، وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «آتي باب الجنة يوم القيامة فأستفتح فيقول الخازن: من أنت؟ فأقول: محمد. فيقول: بك أمرت. لا أفتح لأحد قبلك»[1].


[1] أخرجه مسلم (كتاب الإيمان، رقم 197).


دلَّت نصوص الوحيين على أن لخازن الجنة أعوانًا، هم خزنة الجنة، وخازن الجنة هو المقدم فيهم، منها: قول الله تعالى: {وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ *} [الزمر] ، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلّى الله عليه وسلّم يقول: «من أنفق زوجين في سبيل الله دعته خزنة الجنة أي فُلُ هَلُمَّ»[1].


[1] أخرجه البخاري (كتاب بدء الخلق، رقم 3216)، ومسلم (كتاب الزكاة، رقم 1027).


1 ـ «أصول الإيمان في ضوء الكتاب والسُّنَّة»، لنخبة من العلماء.
2 ـ «البداية والنهاية» (ج1)، لابن كثير.
3 ـ «البعث»، لأبي داود السجستاني.
4 ـ «حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح»، لابن القيِّم.
5 ـ «شرح العقيدة الطحاوية»، لابن أبي العز.
6 ـ «عالم الملائكة الأبرار»، للأشقر.
7 ـ «فتح الباري» (ج6)، لابن حجر.
8 ـ «معارج القبول» (ج2)، للحكمي.
9 ـ «معتقد فرق المسلمين واليهود والنصارى والفلاسفة والوثنيين في الملائكة المقربين»، للعقيل.
10 ـ «الحبائك في أخبار الملائك»، للسيوطي.