قال ابن فارس: «الخاء والزاء والنون أصل يدل على صيانة الشيء»[1]. والخزن: حفظ الشيء، ويعبر به عن كل حفظ، كحفظ السر ونحوه، والخازن: الحافظ للشيء، والأمين عليه، والحارس له[2].
[1] مقاييس اللغة (2/178) [دار الفكر، 1399هـ].
[2] ينظر: مفردات ألفاظ القرآن (280) [دار القلم، ط1، 1412هـ]، ولسان العرب (13/139) [دار صادر].
المشهور عند العلماء أن اسم خازن الجنة: رضوان، وجاء ذكره في بعض الأحاديث التي في ثبوتها نظر[1]، والله أعلم.
[1] روي ذلك في حديث ابن عباس رضي الله عنهما عند البيهقي في شعب الإيمان (6/247، رقم 3421) [وزارة الأوقاف القطرية، 1429هـ]، وسنده ضعيف جدًّا. قال محقق كتاب حادي الأرواح (1/222 الحاشية): «وفي الباب أحاديث عن أُبي بن كعب، وعن أبي سعيد الخدري، وعائشة. ولا يصح في هذا الباب شيء».
قال الله تعالى: {وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ *} [الزمر] ، وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «آتي باب الجنة يوم القيامة فأستفتح فيقول الخازن: من أنت؟ فأقول: محمد. فيقول: بك أمرت. لا أفتح لأحد قبلك»[1].
[1] أخرجه مسلم (كتاب الإيمان، رقم 197).
دلَّت نصوص الوحيين على أن لخازن الجنة أعوانًا، هم خزنة الجنة، وخازن الجنة هو المقدم فيهم، منها: قول الله تعالى: {وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ *} [الزمر] ، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلّى الله عليه وسلّم يقول: «من أنفق زوجين في سبيل الله دعته خزنة الجنة أي فُلُ هَلُمَّ»[1].
[1] أخرجه البخاري (كتاب بدء الخلق، رقم 3216)، ومسلم (كتاب الزكاة، رقم 1027).
1 ـ «أصول الإيمان في ضوء الكتاب والسُّنَّة»، لنخبة من العلماء.
2 ـ «البداية والنهاية» (ج1)، لابن كثير.
3 ـ «البعث»، لأبي داود السجستاني.
4 ـ «حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح»، لابن القيِّم.
5 ـ «شرح العقيدة الطحاوية»، لابن أبي العز.
6 ـ «عالم الملائكة الأبرار»، للأشقر.
7 ـ «فتح الباري» (ج6)، لابن حجر.
8 ـ «معارج القبول» (ج2)، للحكمي.
9 ـ «معتقد فرق المسلمين واليهود والنصارى والفلاسفة والوثنيين في الملائكة المقربين»، للعقيل.
10 ـ «الحبائك في أخبار الملائك»، للسيوطي.