حرف الخاء / الخَضِر عليه السلام

           

الخَضِر: هو الموصوف بالخُضْرَة، يُقال: أخضر وخَضِر، كما يُقال: أعوَر وعَوِر، ويُطلَق الخَضِر اسمًا للنَّبت الرطب الذي ليس بشجر؛ كالقصيل والقضيب. والأخضر رمز البركة[1].


[1] انظر: تهذيب اللغة (7/99) [الدار المصرية للتأليف والترجمة]، والقاموس المحيط (493) [مؤسسة الرسالة، ط5، 1416هـ]، والتحرير والتنوير (7/399، 15/363) [دار سحنون بتونس، 1997م].


الخَضر والخِضر، والخُضر: هو لقب صاحب موسى بني إسرائيل عليه السلام، الذي «سأل موسى السبيل إلى لقيه»[1].
وهو عبد صالح، اختلف فيه؛ أهو نبي أم رسول أم ولي، والصحيح ـ وهو قول الجمهور ـ أنه نبي. وأما القول بأنه ملك يتصور في صورة الآدميين فباطل أو غريب جدًّا[2].


[1] قطعة من حديث الخَضِر الطويل: أخرجه البخاري (كتاب العِلْم، رقم 74)، و(كتاب التوحيد، رقم 7478)، ومسلم (كتاب الفضائل، رقم 2380).
[2] انظر: تاريخ الطبري (1/365) [دار المعارف بمصر، ط2، 1387هـ]، تفسير القرطبي (11/16، 41، 44) [دار إحياء التراث العربي، 1405هـ]، وشرح النووي على صحيح مسلم (15/135) [دار إحياء التراث العربي، ط2، 1392هـ]، وتفسير ابن كثير (5/187) [دار طيبة، ط2، 1420هـ]، والبداية والنهاية (1/348، 379) وما بعدها [دار إحياء التراث العربي، ط1، 1408هـ]، والإصابة في تمييز الصحابة (2/286) [دار الجيل، ط1، 1412هـ]، وفتح الباري (6/433) [دار المعرفة، 1379هـ].


صحَّ في سبب تلقيب الخضر بهذا اللقب عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنه قال: «إنما سمي الخضر: أنه جلس على فروة بيضاء؛ فإذا هي تهتز من خلفه خضراء»[1]، والفروة: الحشيش اليابس، وهو الهشيم من النبات، وقيل: بل المراد بذلك: وجه الأرض[2].
وهذا نصٌّ صحيح صريح، لا ينبغي العدول عنه والالتفات إلى غيره من الأقوال التي لا دليل عليها.


[1] أخرجه البخاري (كتاب أحاديث الأنبياء، رقم 3402).
[2] انظر: النهاية في غريب الحديث (3/441) [مطبعة عيسى البابي الحلبي بمصر]، وتفسير ابن كثير (5/188)، وفتح الباري لابن حجر (6/433).


الخضر هو: صاحب موسى عليه السلام، وبليا بن ملكان.



يجب على المسلم أن يعتقد أن الخضر هو صاحب موسى بن عمران عليه السلام ـ نبي بني إسرائيل ـ الذي سأل موسى السبيل إلى لقيه، وقصَّ الله عزّ وجل علينا خبره معه في سورة الكهف.
وهو نبي موحى إليه من عند الله تعالى على الصحيح، وكان يسعه الخروج على شريعة موسى عليه السلام؛ لأن موسى عليه السلام لم يكن مبعوثًا إليه؛ بل إلى بني إسرائيل، ولا كان يجب على الخضر اتباعه؛ وإلا لوجب عليه أن يهاجر إلى موسى ويكون معه[1].
والصحيح: أنه مات كما مات إخوانه من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، ولم يصح في بقائه إلى الآن شيء، وما يذكر أنه يلتقي هو وإلياس كل عام فكذب، وحديث سماع النبي صلّى الله عليه وسلّم صوته موضوع مفترى. وأغلب مستند القائلين بحياته: حكايات عمن يظن بهم الصلاح، ومنامات، وأحاديث موضوعات واهيات! وكل هذا لا تقوم به الحجة.


[1] انظر: مجموع الفتاوى (3/422، 11/48، 263، 425)، ومختصر الفتاوى المصرية (106) [مطبعة المدني بمصر، 1400هـ]، ومدارج السالكين (2/476) [دار الكتاب العربي ببيروت، ط2، 1393هـ].


قيل: إن اسمه: بليا بن ملكان (وقيل: كليمان) بن فالغ بن عامر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح عليه السلام؛ فعلى هذا: فمولده قبل إبراهيم الخليل؛ لأنه ابن عم الجد الثاني لإبراهيم عليه السلام.
وقيل: هو إلياس النبي عليه السلام، وروي فيه حديث[1]؛ وهو ضعيف، في إسناده من لا يعرف. وقيل: بل إلياس الوارد في الحديث غير إلياس النبي عليه السلام.
وقيل: بل هو اليسع عليه السلام.
ولا يصح هذا ولا ذاك!
وكنيته: أبو العباس، وكان من أبناء الملوك، قيل: كان أبوه ملكًا عظيمًا جدًّا.
ومن الأدلة الدالة على نبوته: أنه «لما فسَّر تأويل تلك الأفاعيل لموسى، ووضَّح له عن حقيقة أمره وجلَّى؛ قال بعد ذلك كله: {رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي} [الكهف: 82] ؛ يعني: ما فعلته من تلقاء نفسي؛ بل أمر أمرت به وأوحي إلي فيه»[2]؛ ذلك لأن «أمر الله إنما يتحقق عن طريق الوحي؛ إذ لا طريق تعرف بها أوامر الله ونواهيه إلا الوحي من الله جلّ جلاله، ولا سيما قتل الأنفس البريئة في ظاهر الأمر، وتعييب سفن الناس بخرقها؛ لأن العدوان على أنفس الناس وأموالهم لا يصح إلا عن طريق الوحي من الله تعالى. وقد حصر تعالى طرق الإنذار في الوحي؛ في قوله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أُنْذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ} [الأنبياء: 45] ، و(إنما) صيغة حصر»[3]. فالحاصل: أن «بواطن أفعاله تلك لا تكون إلا بوحي»[4].
وهناك أدلة قاطعة تثبت موته عليه السلام[5]؛ منها: قول الله تعالى: {وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ *} [الأنبياء] ، والخضر عليه السلام إن كان بشرًا فقد دخل في هذا العموم لا محالة، ولا يجوز تخصيصه منه إلا بدليل صحيح عن معصوم يجب قبول خبره، والأصل عدمه حتى يثبت.
وثبت في حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما؛ أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال قبل موته بشهر ـ أو نحو ذلك ـ: «ما من نفس منفوسة اليوم تأتي عليها مائة سنة وهي حية يومئذ» [6]؛ فالخضر إن لم يكن قد أدرك زمان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ـ وهذا هو المظنون الذي يترقى في القوة إلى القطع به ـ فلا إشكال في إثبات موته، وإن كان قد أدرك زمانه؛ فهذا الحديث يقتضي أنه لم يعش بعد مائة سنة؛ فيكون الآن ميتًا لا حيًّا؛ لأنه داخل في هذا العموم لا محالة.
قال ابن الجوزي ـ بعد ذكره للأحاديث الصحيحة الواردة في هذا المعنى ـ: «فهذه الأحاديث الصحاح تقطع دابر دعوى حياة الخضر»[7].


[1] عزاه في كنز العمال (رقم 34046) [مؤسسة الرسالة، ط5] لابن مردويه، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (رقم 2941) [المكتب الإسلامي].
[2] البداية والنهاية (1/383)، بتصرُّف يسير. وانظر: تفسير ابن كثير (5/187)، وفتح الباري (1/220، 8/422)، والإصابة (2/288).
[3] أضواء البيان للشنقيطي (4/203). وانظر: البداية والنهاية (1/382)، وفتح الباري لابن حجر (8/422)، والإصابة له (2/288).
[4] تفسير القرطبي (11/16)، بتصرُّف يسير.
[5] انظر: مجموع فتاوى ابن تيمية (4/337، 27/18)، والرد على المنطقيين له (227) [مؤسسة الريان ببيروت، ط1، 1426هـ]، والمنار المنيف لابن القيم (67) [مكتبة المطبوعات الإسلامية بحلب، 1403هـ]، والبداية والنهاية (1/390، 394)، والإصابة (2/298)، وفتح الباري (6/434)، وأضواء البيان (4/210).
[6] أخرجه مسلم (كتاب فضائل الصحابة رضي الله عنهم، برقم 2538)، ونحوه عند البخاري (كتاب العلم، رقم 116) من حديث ابن عمر رضي الله عنهما.
[7] نقله عنه من كتابه عجالة المنتظر في شرح حال الخضر: ابنُ كثير في البداية والنهاية (1/392).


لا شكَّ أن الخضر عبد صالح ذو منزلة رفيعة، وقد اختلف فيه؛ أهو نبي أم رسول أم ولي؟ والصحيح ـ وهو قول الجمهور ـ أنه نبي. وقد امتن الله تعالى عليه بالرحمة والعلم اللدني؛ وهما: رحمة النبوة وعلمها ـ كما يدل عليه سياق الآيات ـ[1]؛ قال تعالى: {فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا *قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا *قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا *وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا *قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلاَ أَعْصِي لَكَ أَمْرًا *} الآيات [الكهف] [2].
ومن تأمل حوار موسى عليه السلام معه تظهر دلائل نبوته جلية واضحة: «فلو كان وليًّا وليس بنبي؛ لم يخاطبه موسى بهذه المخاطبة، ولم يرد على موسى هذا الرد؛ بل موسى إنما سأل صحبته لينال ما عنده من العلم الذي اختصه الله به دونه. فلو كان غير نبي؛ لم يكن معصومًا، ولم تكن لموسى ـ وهو نبي عظيم، ورسول كريم، واجب العصمة ـ كبير رغبة ولا عظيم طلبة في علم ولي غير واجب العصمة! ولما عزم على الذهاب إليه والتفتيش عليه، ولو أنه يمضي حقبًا من الزمان ـ قيل: ثمانين سنة ـ! ثم لما اجتمع به تواضع له وعظمه، واتبعه في صورة مستفيد منه! فدل كل ذلك على أنه نبي مثله يوحى إليه كما يوحى إليه، وقد خص من العلوم اللدنية والأسرار النبوية بما لم يطلع الله عليه موسى الكليم ـ نبي بني إسرائيل الكريم ـ»[3].


[1] انظر: أضواء البيان (4/202) [دار عالم الفوائد، ط1، 1426هـ].
[2] انظر: المعارف لابن قتيبة (42) [دار المعارف بمصر، ط4]، وتاريخ الطبري (1/365) [دار المعارف بمصر، ط2، 1387هـ]، وتاريخ دمشق لابن عساكر (16/399) [دار الفكر، ط1، 1419هـ]، وتفسير البغوي (5/188) [دار طيبة، ط4، 1417هـ]، وتفسير القرطبي (11/16، 41، 44) [دار إحياء التراث العربي، 1405هـ]، وتهذيب الأسماء واللغات للنووي (1/176) [طبعة إدارة الطباعة المنيرية بمصر]، وشرحه على صحيح مسلم (15/135) [دار إحياء التراث العربي، ط2، 1392هـ]، وتفسير ابن كثير (5/187)، والبداية والنهاية (1/348، 379) وما بعدها، والإصابة في تمييز الصحابة (2/286)، وفتح الباري (6/433) [دار المعرفة، 1379هـ]، والتحرير والتنوير (15/363).
[3] البداية والنهاية (1/382)، بتصرُّف يسير.


أما الدليل على أن الخضر هو صاحب موسى بن عمران عليه السلام: فقول الله تعالى: {فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا *قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا *قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا *وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا *قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلاَ أَعْصِي لَكَ أَمْرًا *} الآيات [الكهف] .
وهذا العبد هو الخضر عليه السلام بدلالة النصوص الصحيحة على ذلك من كلام النبي صلّى الله عليه وسلّم ـ ولا يعتد بخلاف من خالفها ـ؛ ومنها:
ما أخرجه البخاري ومسلم في «صحيحيهما»، من حديث سعيد بن جبير قال: قلت لابن عباس: إن نوفاً البكالي يزعم أن موسى صاحب الخضر ليس هو موسى بني إسرائيل؛ إنما هو موسى آخر! فقال: كذب عدو الله! حدثنا أُبَيّ بن كعب عن النبي صلّى الله عليه وسلّم: «أن موسى قام خطيبًا في بني إسرائيل، فسئل: أي الناس أعلم؟ فقال: أنا، فعتب الله عليه؛ إذ لم يرد العلم إليه، فأوحى الله إليه إن لي عبدًا بمجمع البحرين هو أعلم منك، قال موسى: يا رب فكيف لي به، قال: تأخذ معك حوتًا فتجعله في مكتل، فحيثما فقدت الحوت فهو ثمَّ، فأخذ حوتًا فجعله في مكتل، ثم انطلق وانطلق معه بفتاه يوشع بن نون، حتى إذا أتيا الصخرة وضعا رؤوسهما فناما، واضطرب الحوت في المكتل، فخرج منه فسقط في البحر، {فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا *} ، وأمسك الله عن الحوت جرية الماء، فصار عليه مثل الطاق، فلما استيقظ نسي صاحبه أن يخبره بالحوت، فانطلقا بقية يومهما وليلتهما حتى إذا كان من الغد، قال موسى {لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا *} ، قال: ولم يجد موسى النصب حتى جاوزا المكان الذي أمر الله به، فقال له فتاه: {أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلاَّ الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا *} ، قال: فكان للحوت سربًا، ولموسى ولفتاه عجبًا، فقال موسى: {ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا *} ، قال: رجعا يقصان آثارهما حتى انتهيا إلى الصخرة، فإذا رجل مسجى ثوبًا فسلَّم عليه موسى، فقال الخضر: وأنى بأرضك السلام، قال: أنا موسى، قال: موسى بني إسرائيل؟ قال: نعم، أتيتك لتعلمني مما علمت رشدًا، قال: {إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا *} ، يا موسى إني على علم من علم الله علَّمنيه لا تعلمه أنت، وأنت على علم من علم الله علمكه الله لا أعلمه، فقال موسى: {سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلاَ أَعْصِي لَكَ أَمْرًا *} ، فقال له الخضر: {فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلاَ تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا *} ، فانطلقا يمشيان على ساحل البحر فمرت سفينة فكلموهم أن يحملوهم، فعرفوا الخضر فحملوهم بغير نول، فلما ركبا في السفينة لم يفجأ إلا والخضر قد قلع لوحًا من ألواح السفينة بالقُدُّوم، فقال له موسى: قوم قد حملونا بغير نول عمدت إلى سفينتهم فخرقتها {لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا * قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا * قَالَ لاَ تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلاَ تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا *}» ، قال: وقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «وكانت الأولى من موسى نسيانًا» ، قال: «وجاء عصفور فوقع على حرف السفينة فنقر في البحر نقرة، فقال له الخضر: ما علمي وعلمك من علم الله إلا مثل ما نقص هذا العصفور من هذا البحر، ثم خرجا من السفينة فبينا هما يمشيان على الساحل إذ أبصر الخضر غلامًا يلعب مع الغلمان، فأخذ الخضر رأسه بيده فاقتلعه بيده فقتله، فقال له موسى: {...أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا * قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا *} قال: وهذه أشد من الأولى، قال: {...إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلاَ تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا * فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ} ـ قال: مائل ـ فقام الخضر فأقامه بيده، فقال موسى: قوم أتيناهم فلم يطعمونا ولم يضيفونا، {...قَالَ لَوْ شِئْتَ لاَتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا * قَالَ هَذَا فِراقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ} إلى قوله: {ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا *} فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: وددنا أن موسى كان صبر حتى يقص الله علينا من خبرهما»[1].
أقوال أهل العلم:
قال الإمام أحمد بن حنبل ـ وقد سئل عن حياة الخضر ـ: «من أحال على غائب لم ينتصف منه! وما ألقى هذا بين الناس إلا شيطان!»[2].
وقال ابن تيمية: «الصواب الذي عليه المحققون: أن الخضر ميت، وأنه لم يدرك الإسلام، ولو كان موجودًا في زمن النبي صلّى الله عليه وسلّم لوجب عليه أن يؤمن به ويجاهد معه؛ كما أوجب الله ذلك عليه وعلى غيره، ولكان يكون في مكة والمدينة، ولكان يكون حضوره مع الصحابة للجهاد معهم وإعانتهم على الدين أولى به من حضوره عند قوم كفار ليرقع لهم سفينتهم، ولم يكن مختفيًا عن خير أمة أخرجت للناس، وهو قد كان بين المشركين ولم يحتجب عنهم!»[3].
وقال الآلوسي: «المنصور: ما عليه الجمهور ـ يعني: القول بنبوته ـ، وشواهده من الآيات والأخبار كثيرة، وبمجموعها يكاد يحصل اليقين»[4].


[1] أخرجه البخاري (كتاب أحاديث الأنبياء، رقم 3401)، ومسلم (كتاب الفضائل، رقم 2380).
[2] انظر: المغني عن الحفظ للموصلي (77) [مع جنة المرتاب بنقد المغني للحويني، دار الكتاب العربي ببيروت، ط2، 1414هـ]، ومجموع الفتاوى (4/337 ، 27/102). وانظر: الموضوعات لابن الجوزي (1/199) [المكتبة السلفية بالمدينة المنورة، ط1، 1386هـ]، والمنار المنيف لابن القيم (63)، والإصابة لابن حجر (2/301) وفي ثلاثتها نسبة هذا الجواب لغير الإمام أحمد.
[3] مجموع الفتاوى (27/100).
[4] روح المعاني (15/320) [إدارة الطباعة المنيرية].


المسألة الأولى: الرد على من استدل بقصة الخضر على جواز الخروج عن شريعة النبي صلّى الله عليه وسلّم:
من اعتقد أن بعض الناس يسعه الخروج عن شريعة محمد صلّى الله عليه وسلّم كما خرج الخضر عن شريعة موسى كفر وارتكب ناقضًا من نواقض الإسلام، قال تعالى: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ *} [آل عمران] ، وذلك أن شريعة محمد صلّى الله عليه وسلّم عامة لجميع الثقلين: الجن والإنس وللعرب والعجم، ولأن شريعة نبينا محمد هي الشريعة الخاتمة، وهي الناسخة لجميع الشرائع.
والجواب عن عدم اتباع الخضر لشريعة موسى عليه السلام: هو أن رسالة موسى عليه السلام ليست عامة فرسالته خاصة لبني إسرائيل، ولم يرسل إلى الناس كافة، فهو كغيره من الأنبياء قبل محمد صلّى الله عليه وسلّم، رسالاتهم خاصة إلى أقوامهم، فموسى عليه السلام بعث إلى بني إسرائيل ولم يبعث إلى الناس كافة. فلا يقال: إن الخضر خرج عن شريعة موسى لأنه لم يكن من أمة موسى أصلاً حتى يقال خرج[1].
المسألة الثانية: موت الخضر:
لقد ثبت موت الخضر عليه السلام بنص الكتاب والسُّنَّة، من ذلك: قول الله تعالى: {وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ *} [الأنبياء] ، والخضر عليه السلام إن كان بشرًا فقد
دخل في هذا العموم لا محالة، ولا يجوز تخصيصه منه إلا بدليل صحيح عن معصوم يجب قبول خبره، والأصل عدمه حتى يثبت.
وثبت في حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه؛ أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال قبل موته بشهر ـ أو نحو ذلك ـ: «ما من نفس منفوسة اليوم تأتي عليها مائة سنة وهي حية يومئذ» [2]؛ فالخضر إن لم يكن قد أدرك زمان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ـ وهذا هو المظنون الذي يترقى في القوة إلى القطع به ـ فلا إشكال في إثبات موته، وإن كان قد أدرك زمانه؛ فهذا الحديث يقتضي أنه لم يعش بعد مائة سنة؛ فيكون الآن ميتًا لا حيًّا؛ لأنه داخل في هذا العموم لا محالة[3].
قال ابن الجوزي بعد ذكره للأحاديث الصحيحة الواردة في هذا المعنى ـ: «فهذه الأحاديث الصحاح تقطع دابر دعوى حياة الخضر»[4].
وقال ابن تيمية: «الصواب الذي عليه المحققون: أن الخضر ميت، وأنه لم يدرك الإسلام، ولو كان موجودًا في زمن النبي صلّى الله عليه وسلّم لوجب عليه أن يؤمن به ويجاهد معه؛ كما أوجب الله ذلك عليه وعلى غيره، ولكان يكون في مكة والمدينة، ولكان يكون حضوره مع الصحابة للجهاد معهم وإعانتهم على الدين أولى به من حضوره عند قوم كفار ليرقع لهم سفينتهم، ولم يكن مختفيًا عن خير أمة أخرجت للناس وهو قد كان بين المشركين ولم يحتجب عنهم!»[5].
المسألة الثالثة: المفاضلة بين موسى والخضر:
لا شكَّ أن موسى عليه السلام أفضل من الخضر، فموسى من أولي العزم من الرسل الذين أمر الله نبيّه صلّى الله عليه وسلّم أن يقتدي بهم، ويصبر كما صبروا، ومن الذين منحهم الله وأعطاهم من العلم ما لم يعط سواهم، ولكن في هذا في العلم الخاص، كان عند الخضر ما ليس عنده، فلهذا حرص على التعلم منه، فكان هذا من تواضع الفاضل للتعلم ممن دونه.
وموسى عليه السلام إنما رام أن يعلم شيئًا من العلم الذي خصَّ الله به الخضر؛ لأن الازدياد من العلوم النافعة هو من الخير، وقد قال الله تعالى تعليما لنبيّه: {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا *} [طه] ، وعليه فلا غضاضة في أن يطلب نبي الله موسى عليه السلام العلم على يد غيره، وخاصة أن هذا العلم الذي كان عند الخضر هو مما اختص الله به الخضر كما اختص الله موسى عليه السلام بعلم لا يعلمه الخضر، فالتفضيل في قوله: «أعلم منك» ليس مطلقًا، بدليل قول الخضر لموسى عليه السلام: إنك على علم علَّمك الله لا أعلمه أنا، وأنا على علم علَّمنيه لا تعلمه أنت.
وكونه يعلم مسائل لا يعلمها موسى لا يوجب أن يكون أفضل منه مطلقًا، كما أن الهدهد الذي قال لسليمان: {أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ} [النمل: 22] لم يكن أفضل من سليمان عليه السلام.
والخلاصة: أن تعلم موسى عليه السلام من الخضر لا يقدح في مكانة موسى وفضله، كما لا يعني بحال من الأحوال أن يكون الخضر أعلى منزلة من موسى عليه السلام[6].


[1] انظر: مجموع فتاوى لابن تيمية (11/426)، والرسائل الشخصية لابن عبد الوهاب (68/6) [ضمن مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب]، وشرح نواقض الإسلام للفوزان (175 ـ 180) [مكتبة الرشد].
[2] أخرجه مسلم (كتاب فضائل الصحابة رضي الله تعالى عنهم، رقم 2538).
[3] انظر: مجموع فتاوى ابن تيمية (4/337، 27/18)، والرد على المنطقيين له (227)، والمنار المنيف (67)، والبداية والنهاية (1/390، 394)، والإصابة (2/298)، وفتح الباري (6/434)، وأضواء البيان (4/210).
[4] نقله عنه من كتابه عجالة المنتظر في شرح حال الخضر: ابنُ كثير في البداية والنهاية (1/392).
[5] مجموع الفتاوى (27/100).
[6] انظر: المفهِم للقرطبي (6/216) [دار ابن كثير، ط1، 1417هـ]، ومجموع الفتاوى (11/369)، ومختصر الفتاوى المصرية (560)، وفتح الباري (1/221)، وتفسير السعدي (482).


الثمرات الفوائد والأحكام التي يمكن استنباطها من قصة الخضر مع موسى عليه السلام أكثر من أن تحصر؛ وهي مبسوطة في كتب التفاسير وشروح الأحاديث وغيرها؛ ومن أبرزها[1]:
فضيلة العلم والرحلة في طلبه، وأنه أهم الأمور. والتأدب مع المعلم. وخطاب المتعلم إياه ألطف خطاب. وتواضع الفاضل للتعلم ممن دونه. وتعلم العالم الفاضل للعلم الذي لم يتمهر فيه ممن مهر فيه، وإن كان دونه في العلم. والأمر بالتأني والتثبت، وعدم المبادرة إلى الحكم على الشيء حتى يعرف ما يراد منه وما هو المقصود. وأن الأمور تجري أحكامها على ظاهرها، وتعلق بها الأحكام الدنيوية في الأموال والدماء وغيرها. واستعمال الأدب مع الله تعالى في الألفاظ. وغير ذلك كثير.


[1] انتقينا هذه الفوائد من: تفسير السعدي (482) [مؤسسة الرسالة، ط1، 1420هـ].


يمكن تقسيم المخالفين في مسألة الإيمان بالخضر عليه السلام إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول: المخالفون في حقيقة الخضر ومن يكون.
القسم الثاني: المخالفون في إثبات نبوة الخضر، لغرض فاسد غير صحيح.
القسم الثالث: المخالفون في إثبات موت الخضر، لغرض فاسد غير صحيح.
فأصحاب القسم الأول ـ وهم ممن لا يعتد بقولهم من ملاحدة الفلاسفة والمتصوفة ـ زعموا أن أرسطو هو الخضر ـ خضر موسى ـ! وبعضهم يزعم أنه لزم خدمة الخضر وكان من تلامذته![1].
وهذا من أظهر الكذب البارد؛ فأرسطو توفي قبل المسيح بنحو ثلاثمائة سنة؛ أي: بعد موسى بمدة طويلة تزيد على ألف وثلاثمائة سنة! والخضر مات قبل ذلك بزمان طويل! وظهور بطلان ذلك يغني عن التكلف في رده.
وهؤلاء منهم من يفضل الفلاسفة على الأنبياء في العلم، ويقولون: الخضر أعلم من موسى؛ لأنه فيلسوف يعلم الحقائق العقلية العلمية أكثر من موسى وعيسى ومحمد عليهم السلام، لكن هؤلاء كانوا في القوة العملية أكمل؛ ولهذا وضعوا الشرائع العملية![2].
وتفضيل غير الأنبياء على الأنبياء كفر بالإجماع، لا يمتري فيه أحد[3].
وأما أصحاب القسم الثاني: فقد قالوا بولاية الخضر، وأنه ليس بنبي ولا رسول؛ ليصلوا بذلك إلى غرض وقول فاسد؛ وهو: أن الولي قد يكون أفضل وأعلم من النبي، وأنه يسعه الخروج عن شريعة نبي زمانه، وأنه يعلم الغيب، وأن أتباعه وأشياخهم لهم طرق باطنة توافق الحق ولو كانت مخالفة لظاهر الشرع؛ كمخالفة ما فعله الخضر لظاهر العلم الذي عند موسى!
وهذا قول الزنادقة والملاحدة من جهلة المتفلسفة والمتصوفة والباطنية[4]، الذين تذرعوا بهذا القول للوصول إلى هذه العقيدة الفاسدة.
وهذا القول ذريعة إلى الانحلال بالكلية من دين الإسلام؛ بل هو زندقة وكفر، يقتل معتقده، واختلف في استتابته، على الخلاف في استتابة الزنديق؛ لأنه إنكار لما علم من الشرائع؛ فأحكام الله تعالى لا تعلم إلا بواسطة الرسل، فمن قال: إن هناك طريقًا أخرى يعرف بها أمر الله ونهيه غير الرسل ـ حيث يستغنى عن الرسل ـ، أو قال: إنه مع النبي محمد صلّى الله عليه وسلّم كالخضر مع موسى عليه السلام، أو جوَّز ذلك لأحد من الأمة؛ فهو كافر ـ فضلاً عن أن يكون من خاصة أولياء الله ـ، يقتل، وقيل: لا يستتاب، ولا يحتاج معه إلى سؤال وجواب![5].
وأما أصحاب القسم الثالث ـ وهم الصوفية والشيعة ـ: فقد قالوا ببقاء الخضر حيًّا إلى الآن، وأنه لم يمت[6]؛ أما الصوفية: فليؤكدوا مزاعمهم الباطلة في الأخذ والتلقي عنه والاجتماع به، بصفته صاحب شريعة وعلم باطني يختلف عن علوم الأنبياء الظاهرة، وأنه يسعه ويسعهم الخروج عن تلك الشرائع الظاهرة إلى علوم الأولياء الباطنة!
وأما الشيعة: فتمسكوا بهذا القول لتعليل طول أمد غيبة إمامهم (مهديهم المنتظر)، والذي تجاوزت مدة غيابه الألف ومائة سنة! فيقولون: إن بقاء مهديهم كبقاء الخضر!
وقد تقدمت الأدلة الكافية لإثبات موته عليه السلام بما يغني عن إعادتها هنا. مع أنه تقدم أيضًا الرد على الصوفية في اعتقادهم الفاسد هذا (في الرد على أصحاب القسم الثاني). وأما الشيعة؛ فيكفي هنا أن يقال في الرد عليهم ـ على تقدير حياة الخضر جدلاً ـ[7]: إمامكم المنتظر مسؤول في اعتقادكم عن المسلمين جميعًا في كل أمورهم، بخلاف الخضر؛ فهو ليس مكلَّفًا بهداية الأمة وقيادتها! فالمقارنة بينهما غير مسلمة!


[1] انظر: الرد على المنطقيين (226)، ومجموع الفتاوى لابن تيمية (4/160)، والإنسان الكامل لعبد الكريم الجيلي الصُّوفي (2/117) [مكتبة البابي الحلبي، ط4، 1402هـ].
[2] انظر: الرد على المنطقيين (226، 227)، ومجموع الفتاوى لابن تيمية (2/232، 4/161).
[3] راجع: الشفا للقاضي عياض (2/1078) [مكتبة عيسى البابي الحلبي]، ورسالة في الرد على الرافضة لمحمد بن عبد الوهاب (29) [مطابع الصفا بمكة، 1402هـ].
[4] انظر: الرسالة القشيرية (161) [دار الكتب الحديث بمصر]، والفتوحات المكية لابن عربي (3/180) [الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1972م]، والجواهر والدرر للشعراني (175، 260) [المطبعة الأزهرية بمصر، 1306هـ]، ودرر الغواص له (81) [المطبعة الأزهرية، 1306هـ]، والطبقات الكبرى له (2/122، 125، 130) [دار الفكر ببيروت]، وجواهر المعاني لعلي حرازم برادة (1/246) [طبعة مصطفى البابي الحلبي، 1963م].
[5] انظر: المفهِم للقرطبي (6/217)، والجامع لأحكام القرآن (11/40)، ومجموع الفتاوى (3/422، 4/318، 10/434، 11/48، 52، 165، 422، 13/266، 28/475)، ومدارج السالكين (2/476)، وشرح العقيدة الطحاوية (2/774) [مؤسسة الرسالة، ط9، 1417هـ]، والزهر النضر في حال الخضر لابن حجر (96) [دار غراس، ط2، 1425هـ]، والإصابة (2/288). وانظر: فتح الباري (1/220، 8/275)، وكشاف القناع عن متن الإقناع للبهوتي (6/171) [دار الفكر، 1402هـ]، والرسائل الشخصية للشيخ محمد بن عبد الوهاب (7/68، 214 ـ ضمن مجموع مؤلفاته)، وأضواء البيان (4/205).
[6] انظر للصوفية: ختم الأولياء للحكيم الترمذي (362) [المطبعة الكاثوليكية ببيروت، 1965م]، ولطائف المنن لابن عطاء الله السكندري (82) [دار المعارف بمصر، ط2، 1999م]، والطبقات الكبرى للشعراني (2/109، 125)، والفِصَل في الملل والنِّحَل لابن حزم (5/37) [دار الجيل ببيروت، ط2، 1416هـ]، وتهذيب الأسماء واللغات للنووي (1/177)، وللشيعة: الغيبة لمحمد بن جعفر الطوسي (79) [مكتبة الألفين بالكويت]، وإلزام الناصب للحائري (1/283) [مؤسسة الأعلمي ببيروت، ط4].
[7] انظر: الملل والنحل للشهرستاني (1/171) [دار المعرفة ببيروت، 1404هـ]، وأصول مذهب الشيعة للقفاري (2/867، 868).


1 ـ «الإصابة في تمييز الصحابة» (ج2)، لابن حجر.
2 ـ «البداية والنهاية» (ج1)، لابن كثير.
3 ـ «تاريخ الطبري» (ج1).
4 ـ «تقديس الأشخاص في الفكر الصوفي» (ج1)، لمحمد أحمد لوح.
5 ـ «الجامع لأحكام القرآن» (ج11)، للقرطبي.
6 ـ «الزهر النضر في حال الخضر»، لابن حجر.
7 ـ «شرح صحيح مسلم» (ج15)، للنووي.
8 ـ «فتح الباري» (ج6)، لابن حجر.
9 ـ «المعارف»، لان قتيبة.
10 ـ «نواقض الإيمان الاعتقادية وضوابط التكفير عند السلف»، لمحمد بن عبد الله الوهيبي.