حرف الألف / إسرافيل

           

إسرافيل بكسر الهمزة: خماسي همزته أصلية، وهو اسم ملك معروف. وإسرافين لغة فيه، كما قالوا: جبرين، وإسماعين، وإسرائين[1]، والسَرَف في اللغة: الشرف والقدر الكبير، ومنه الحديث: «لا ينتهب الرجل نُهبة ذات سرف وهو مؤمن» [2]؛ أي: ذات شرف وقدر كبير[3]. وذكر ابن عباس رضي الله عنهما أن (جبر) و(ميكا) و(إسراف) هي كلها بالأعجمية، بمعنى: عبد، ومملوك. و(إيل): اسم الله تعالى[4].


[1] ينظر: القاموس المحيط (1311) [مؤسسة الرسالة، ط2، 1407هـ]، ومختار الصحاح (125) [مكتبة لبنان، 1986م]، ولسان العرب (11/335) [دار صادر].
[2] أخرجه بهذا اللفظ: أحمد (31/449) [مؤسسة الرسالة، ط2، 1429هـ]، والبزار (8/286) [مكتبة العلوم والحكم، ط1]، من حديث عبد الله بن أبي أوفى، وحسَّن إسنادَه محقِّقو المسند.
[3] محيط المحيط (408) [مكتبة لبنان، 1993م].
[4] ينظر: تفسير الطبري (2/296) [دار هجر، ط1].


إسرافيل عليه السلام ملك من الملائكة الكرام، بل من أعيانهم، ورد ذكره في السُّنَّة، وله وظائف يقوم بها بأمر الله سبحانه وتعالى.



الإيمان بإسرافيل عليه السلام واجب ويدخل في عموم وجوب الإيمان بالملائكة، الذي هو الركن الثاني من أركان الإيمان.



قال تعالى: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ} [البقرة] وإسرافيل عليه السلام داخل في عموم الملائكة أيضًا. وقد ورد ذكره عليه السلام على لسان نبيّنا محمد صلّى الله عليه وسلّم، فقد كان يقول في دعائه الذي كان يفتتح به صلاة الليل: «اللَّهُمَّ ربَّ جبريل وميكائيل وإسرافيل فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة»[1].


[1] أخرجه مسلم (كتاب صلاة المسافرين وقصرها، رقم 770).


المسألة الأولى: فضل إسرافيل:
لا شك في أن تخصيص النبي صلّى الله عليه وسلّم له مع جبريل وميكائيل في دعائه الذي كان يفتتح به صلاة الليل فقال: «اللَّهُمَّ ربَّ جبريل وميكائيل وإسرافيل فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة» دلالة على فضل وتشريف الثلاثة عليهم السلام على سائر الملائكة[1].
المسألة الثانية: وظيفته:
اشتهر أن صاحب الصور هو إسرافيل عليه السلام، ونقل الحليمي[2] والقرطبي[3] الإجماع على أن الذي ينفخ في الصور هو إسرافيل؛ إلا أن ذلك لم يثبت فيه حديث صحيح يعوَّل عليه[4]، والله أعلم.


[1] ينظر: عون المعبود (2/471) [دار الفكر، ط3، 1399هـ].
[2] ينظر: فتح الباري (11/376) [المكتبة السلفية، ط2، 1400هـ].
[3] ينظر: التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة (1/488) [دار المنهاج، ط1، 1425هـ].
[4] ينظر: فتح الباري (11/376).


1 ـ «أصول الإيمان في ضوء الكتاب والسُّنَّة»، لنخبة من العلماء.
2 ـ «البداية والنهاية» (ج1)، لابن كثير.
3 ـ «جامع البيان» (ج2)، للطبري.
4 ـ «الجامع لأحكام القرآن» (ج1، 2)، للقرطبي.
5 ـ «الجامع لشعب الإيمان» (ج1)، للبيهقي.
6 ـ «الحبائك في أخبار الملائك»، للسيوطي.
7 ـ «شرح العقيدة الطحاوية»، لابن أبي العز.
8 ـ «عالم الملائكة الأبرار»، لعمر الأشقر.
9 ـ «لوامع الأنوار البهية» (ج1)، للسفاريني.
10 ـ «معارج القبول» (ج2)، للحكمي.
11 ـ «معتقد فرق المسلمين واليهود والنصارى والفلاسفة والوثنيين في الملائـكـة الـمـقربين»، لمحمد العقيل.
12 ـ «المنهاج في شعب الإيمان» (ج1)، للحليمي.