حرف العين / عبد الله بن الزبير رضي الله عنه

           

هو: عبد الله بن الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب القرشي الأسدي. أمه أسماء بنت أبي بكر الصديق، حنَّكه النبي صلّى الله عليه وسلّم وسمَّاه باسم جدِّه أبي بكر الصديق، وكناه بكنيته، لذا كان يُكنَّى بأبي بكر[1]، ويقال له: أبو خبيب[2]، وأبو عمرو[3]، وأبو بكير[4].


[1] الطبقات لخليفة بن خياط (406) [دار الفكر]، والاستيعاب في معرفة الأصحاب (3/905) [دار الجيل، ط1]، والبداية والنهاية (12/186) [دار هجر، ط1].
[2] انظر: الكنى والأسماء للإمام مسلم (1/113) [عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية، المدينة المنورة، ط1]، والجرح والتعديل لابن أبي حاتم (5/56) [مجلس دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن، ودار إحياء التراث العربي لبيروت، ط1، 1271هـ]، والإصابة في تمييز الصحابة (4/90) [دار الجيل، ط1، 1412].
[3] انظر: الهداية والإرشاد في معرفة أهل الثقة والسداد للكلاباذي (1/387) [دار المعرفة، ط1، 1407هـ].
[4] رجال صحيح مسلم (1/342) [دار المعرفة، ط1].


ولد عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما عام الهجرة على الصحيح[1]، وقيل سنة اثنتين من الهجرة النبوية الشريفة[2]، حيث خرجت أمه أسماء من مكة مهاجرة وهي حبلى، وبعد وصولها ونزولها في قباء ولدت عبد الله، فكان أول مولود في الإسلام بالمدينة للمهاجرين، كما جاء من حديث أسماء رضي الله عنها، وفيه: «وكان أول مولود ولد في الإسلام»[3].
وبولادته ظهر بطلان ما كانت تشيعه اليهود، إذ كانت تقول: «قد أخذناهم فلا يولد لهم بالمدينة ولد، فكبّر الصحابة حين ولد»[4]. وأما ما قيل من طواف الصدِّيق بابن الزبير بعد مولده حول الكعبة في خرقة فهو غير صحيح، كما بينه ابن كثير بقوله: «ومن قال: إن الصديق طاف به حول الكعبة وهو في خرقة فهو واهم، والله أعلم، وإنما طاف الصديق به في المدينة ليشتهر أمر ميلاده على خلاف ما زعمت اليهود»[5].
وأما وفاته فقد مات مقتولاً، فقد كان امتنع عن مبايعة يزيد بن معاوية ولزم الحرم، ولما مات يزيد بويع عبد الله بن الزبير بالخلافة سنة (64هـ)، ولم يتخلف عنه إلا بعض أهل الشام، ولكن الخلفاء الأمويين الذين جاؤوا بعد يزيد، لم يسلّموا له بذلك، فقاتله مروان بن الحكم، وبعد موته جاء ابنه عبد الملك، وأرسل الحجاج بن يوسف المبير لمقاتلة ابن الزبير في مكة، وبعد قتال شديد بينهما قُتل ابن الزبير، في جمادى الأولى سنة ثلاث وسبعين للهجرة، وهذا هو المحفوظ[6]، وقيل: إنه قتل على رأس سنة اثنتين وسبعين، وكأنه يعني بعد انتهائها ـ كما ذكر ابن حجر[7] ـ وصلبه الحجاج[8].


[1] انظر: البداية والنهاية (12/186)، والإصابة في تمييز الصحابة (4/90).
[2] انظر: الاستيعاب في معرفة الأصحاب (3/905)، وسير أعلام النبلاء (4/90) [مؤسسة الرسالة، ط3].
[3] أخرجه البخاري (كتاب مناقب الأنصار، رقم 3909)، ومسلم (كتاب الآداب، رقم 2146).
[4] الإصابة في تمييز الصحابة (4/91)، وانظر: الاستيعاب (3/906)، والبداية والنهاية (12/187).
[5] البداية والنهاية (12/188).
[6] انظر: الطبقات لخليفة بن خياط (406)، والبداية والنهاية (12/204)، والإصابة (4/90 ـ 91).
[7] الإصابة في تمييز الصحابة (4/91).
[8] انظر: مشاهير علماء الأمصار وأعلام فقهاء الأقطار لأبي حاتم (55) [دار الوفاء، المنصورة، ط1، 1411هـ].


ولد عبد الله بن الزبير في الإسلام، من أبوين مسلمين؛ الزبير بن العوام وأسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهم، ونشأ تحت رعايتهما، ولما بلغ السابعة أو الثامنة من عمره بايع النبي صلّى الله عليه وسلّم، فقد ثبت في صحيح مسلم من حديث عروة بن الزبير وفاطمة بنت المنذر بن الزبير أنهما قالا: «خرجت أسماء بنت أبي بكر حين هاجرت وهي حبلى بعبد الله بن الزبير، فقدمت قباء فنفست بعبد الله بقباء، ثم خرجت حين نفست إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ليحنكه، فأخذه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم منها فوضعه في حجره، ثم دعا بتمرة، قال: قالت عائشة: فمكثنا ساعة نلتمسها قبل أن نجدها، فمضغها ثم بصقها في فيه، فإن أول شيء دخل بطنه لريق رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ثم قالت أسماء: ثم مسحه وصلى عليه، وسماه عبد الله، ثم جاء وهو ابن سبع سنين أو ثمان ليبايع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأمره بذلك الزبير، فتبسم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حين رآه مقبلاً إليه، ثم بايعه»[1].
وشهد ابن الزبير معركة اليرموك مع أبيه وهو مراهق، وشهد أيضًا فتح أفريقية مع عبد الله بن سعد بن أبي سرح في قتال البربر، وتسلل مع ثلاثين من فرسان المسلمين حتى وصلوا بالقرب من ملك البربر، فهرب الملك فلحقه عبد الله بن الزبير وقتله واحتز رأسه، وجعله فوق رمحه، وكبَّر وكبَّر المسلمون فحملوا على البربر، فانهزمت جيوش الكفر، وقدم بكتاب الفتح على عثمان سنة (28هـ)، وشهد كذلك غزو القسطنطينية، وشهد يوم الدار وكان يدافع عن الخليفة الراشد عثمان بن عفان، حتى جرح بضع جراحات، وشهد موقعة الجمل مع أُمِّ المؤمنين عائشة بنت الصديق رضي الله عنهم[2]، وكان شهمًا شجاعًا فصيحًا ذا أنفة[3].


[1] أخرجه مسلم (كتاب الآداب، رقم 2146).
[2] انظر: تاريخ ابن يونس المصري (1/268) [دار الكتب العلمية، ط1]، وسير أعلام النبلاء (3/364)، والبداية والنهاية (12/193 ـ 194، و196)، والإصابة في تمييز الصحابة (4/94).
[3] انظر: الاستيعاب في معرفة الأصحاب (3/906)، والبداية والنهاية (12/193).


ـ دعاء النبي صلّى الله عليه وسلّم له.
ـ تحنيك النبي صلّى الله عليه وسلّم إياه، وإدخال ريقه الشريف في جوفه.
ـ تسمية النبي صلّى الله عليه وسلّم إياه بعبد الله.
كما جاء ذلك كله من حديث أسماء رضي الله عنها: «أنها حملت بعبد الله بن الزبير، قالت: فخرجت وأنا متم، فأتيت المدينة فنزلت بقباء فولدته بقباء، ثم أتيت به النبي صلّى الله عليه وسلّم فوضعته في حجره، ثم دعا بتمرة فمضغها ثم تفل في فيه، فكان أول شيء دخل جوفه ريق رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ثم حنكه بتمرة، ثم دعا له وبرك عليه، وكان أول مولود ولد في الإسلام»[1].
وعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: «أول مولود ولد في الإسلام عبد الله بن الزبير، أتوا به النبي صلّى الله عليه وسلّم فأخذ النبي صلّى الله عليه وسلّم تمرة فلاكها ثم أدخلها في فيه، فأول ما دخل بطنه ريق النبي صلّى الله عليه وسلّم»[2].


[1] تقدم تخريجه.
[2] أخرجه البخاري (كتاب مناقب الأنصار، رقم 3910).


كانت لعبد الله بن الزبير مكانة كبيرة؛ فهو أول مولود في الإسلام للمهاجرين، وأبوه أحد العشرة المبشرين بالجنة وحواري رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وأمه أسماء بنت الصديق ذات النطاقين، وجده الصديق الأكبر أبو بكر، وجدته عمة النبي صلّى الله عليه وسلّم صفية بنت عبد المطلب، وخالته أم المؤمنين عائشة، وعمة أبيه أم المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله عنهم، فقد روى البخاري بإسناده عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه وصف عبد الله بن الزبير فقال: «أما أبوه فحواري النبي صلّى الله عليه وسلّم ـ يريد الزبير ـ، وأما جده فصاحب الغار ـ يريد أبا بكر ـ، وأمه فذات النطاق ـ يريد أسماء ـ، وأما خالته فأم المؤمنين ـ يريد عائشة ـ، وأما عمته فزوج النبي صلّى الله عليه وسلّم ـ يريد خديجة ـ، وأما عمة النبي صلّى الله عليه وسلّم فجدته ـ يريد صفية ـ، ثم عفيف في الإسلام قارئ للقرآن»[1]. ومما يزيد علو مكانته أنه كان عابدًا متنسّكًا، فقد جاء عن عمرو بن دينار أنه قال: «ما رأيت مصليًا أحسن صلاةً من ابن الزبير»[2]، وروى أبو نعيم بإسناده عن مجاهد قال: «كان ابن الزبير إذا قام للصلاة كأنه عمود»[3]، قال الإمام الذهبي: «عداده في صغار الصحابة، وإن كان كبيرًا في العلم، والشرف، والجهاد، والعبادة»[4].
وقد اختاره أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه فجعله في النفر الذين نسخوا المصاحف مع زيد بن ثابت، وسعيد بن العاص، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام[5].


[1] أخرجه البخاري (كتاب التفسير، رقم 4665).
[2] رواه أبو نعيم في الحلية (1/335) [دار السعادة، 1394هـ]، وذكره ابن حجر في الإصابة (4/93).
[3] أخرجه أبو نعيم في الحلية (1/355)، وفيه: «عود» بدل «عمود»، وصحح ابن حجر إسناده في الإصابة (4/94).
[4] سير أعلام النبلاء (3/364).
[5] كما عند البخاري (كتاب المناقب، رقم 3506). وانظر: مجموع الفتاوى لابن تيمية (15/251) [مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف]، والبداية والنهاية (12/193).


المسألة الأولى: شهود ابن الزبير موقعة الجمل:
شهد عبد الله بن الزبير موقعة الجمل مع خالته أم المؤمنين عائشة التي خرجت مع الزبير وطلحة وطائفة من المسلمين؛ بغرض الإصلاح بين المسلمين، ولما حوَّل أهل الفتنة قتلة عثمان بن عفان الأمور عن مسارها واتجهوا بها نحو القتال، جعل ابن الزبير في الرّجّالة، وحصلت المعركة، وبعد انتهائها، أُخذ ابن الزبير من وسط القتلى وبه بضع وأربعون جراحة، ولما بُشِّرت أم المؤمنين عائشة بأنه حي أعطت البشير الذي أخبرها بأنه لم يمت عشرة آلاف[1].
المسألة الثانية: موقفه مما جرى بين علي ومعاوية:
اعتزل ابن الزبير الحروب التي دارت بين علي بن أبي طالب ومعاوية رضي الله عنهما ولم يشارك فيها، واستمر على هذا حتى استقر الأمر لمعاوية، فبايع معاوية رضي الله عنهما، ولكن لما طُلبت البيعة ليزيد امتنع ابن الزبير عن مبايعته، وانتقل إلى مكة، فأرسل إليه يزيد سليمان أن يبايع له فأبى، وأطلق على نفسه عائذَ الله[2]، وبقي في مكة، ولما تحول أهل الشام بعد وقعة الحرة ـ التي فتك فيها أهل الشام بأهل المدينة ـ إلى مكة قاتلوا ابن الزبير، وحاصروا الكعبة، وبينما هم كذلك بلغهم موت يزيد فكفّوا عن القتال ورجعوا أدراجهم[3].
المسألة الثالثة: ولاية عبد الله بن الزبير من 64 إلى 73هـ:
بعد أن توفي يزيد ورجع جيش الشام عن مكة وفُك الحصار بايع الناس عبد الله بن الزبير خليفة للمسلمين، وأخذت الأمصار تعلن مبايعتها له، وترسل إليه بذلك كتبها، إلا بعض الشام[4]. فبسط سلطانه على الحجاز، واليمن، ومصر، والعراق، وخراسان، وبعض الشام[5]. ولذا عدَّه بعض العلماء ضمن خلفاء المسلمين، فقد قال ابن كثير في ترجمته: «وهذه ترجمة أمير المؤمنين عبد الله بن الزبير رضي الله عنه»[6]، وقال أيضًا: «وكانت ولاية ابن الزبير في سنة أربع وستين، وحجَّ بالناس فيها كلها»[7].
واعتبر بعض العلماء أيام خلافته أيام فتنة، ولم يعدوه ضمن أمراء المسلمين؛ لأن الأمر لم يستقم له، حيث نازعه في الخلافة مروان بن الحكم ومن بعده ابنه عبد الملك. قال ابن تيمية: «وأما مروان وابن الزبير فلم يكن لواحد منهما ولاية عامة؛ بل زمنه زمن فتنة»[8].
قال الذهبي: «ولم يستوسق له الأمر، ومن ثم لم يعده بعض العلماء في أمراء المؤمنين، وعد دولته زمن فرقة، فإن مروان غلب على الشام ثم مصر، وقام عند مصرعه ابنه عبد الملك بن مروان، وحارب ابن الزبير، وقتل ابن الزبير رحمه الله فاستقل بالخلافة عبد الملك وآله، واستوسق لهم الأمر، إلى أن قهرهم بنو العباس بعد ملك ستين عامًا»[9].
المسألة الرابعة: بناء ابن الزبير للكعبة على قواعد إبراهيم عليه السلام:
بنى عبد الله بن الزبير أيام خلافته في الحجاز بيت الله الحرام على قواعد إبراهيم عليه السلام، وذلك حين حدثته خالته أم المؤمنين عائشة بنت الصديق رضي الله عنهم بما سمعته عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنه قال لها: «يا عائشة: لولا أن قومك حديثو عهد بجاهلية لأمرت بالبيت فهدم، فأدخلت فيه ما أخرج منه، وألزقته بالأرض، وجعلت له بابين؛ بابًا شرقيًّا، وبابًا غربيًّا، فبلغت به أساس إبراهيم» ، فذلك الذي حمل ابن الزبير رضي الله عنهما على هدمه. قال يزيد: وشهدت ابن الزبير حين هدمه وبناه وأدخل فيه من الحجر، وقد رأيت أساس إبراهيم حجارة كأسنمة الإبل، قال جرير: فقلت له: أين موضعه؟ قال: أريكه الآن، فدخلت معه الحجر فأشار إلى مكان، فقال: ها هنا، قال جرير فحزرت من الحجر ستة أذرع أو نحوها»[10].
قال ابن تيمية: «كان ابن الزبير قد بناها على قواعد إبراهيم وألصقها بالأرض، وجعل لها بابين كما أخبرته عائشة... فلما قُتل ابن الزبير كتب الحجاج إلى عبد الملك بن مروان يخبره بما فعل ابن الزبير، فيخبره بأنهم وجدوا قواعد إبراهيم وأنه أرى ذلك لأهل مكة، فكتب إليه عبد الملك أن يعيدها كما كانت إلا ما زاده من الطول فلا يغيره، ويذكر أن ما فعله ابن الزبير لا يعلم أصله. ثم إن عبد الملك حدثه بعض الناس بحديث عائشة فقال: «وددت أني وليت ابن الزبير من ذلك ما تولى»»[11].
وقال ابن كثير عن ابن الزبير: «وبنى الكعبة في أيامه، كما أشار إليه الرسول صلّى الله عليه وسلّم، ورد بناءها كما كانت عليه، كما أخبرته عائشة أم المؤمنين، وكسا الكعبة الحرير، وكانت كسوتها قبل ذلك الأنطاع والمسوح»[12].


[1] انظر: البداية والنهاية (12/196 ـ 197)، والإصابة في تمييز الصحابة (4/94).
[2] كذا في المطبوع من الإصابة بتحقيق: البجاوي، وتحقيق: التركي بالتعاون مع مركز هجر للبحوث (6/154).
[3] انظر: الإصابة في تمييز الصحابة (4/94).
[4] انظر: المرجع السابق (4/94).
[5] انظر: سير أعلام النبلاء (3/364).
[6] البداية والنهاية (12/186).
[7] المرجع السابق (12/204).
[8] منهاج السُّنَّة (8/243).
[9] سير أعلام النبلاء (3/364).
[10] أخرجه البخاري (كتاب الحج، رقم 1586)، ومسلم (كتاب الحج، رقم 1333).
[11] الرد على المنطقيين لابن تيمية (503 ـ 504) [دار المعرفة].
[12] البداية والنهاية (12/204).


يكيل الروافض لعبد الله بن الزبير ـ كغيره من الذين شهدوا موقعة الجمل التي حصل فيها القتال بينهم وبين علي بن أبي طالب رضي الله عنهم ـ تهمًا عديدة، منها ما ذكروه من أن عبد الله بن الزبير انضم إلى أبيه لمقاتلة علي رضي الله عنهم[1].


[1] رسائل الكركي (2/229) [تحقيق: الشيخ محمد الحسون، مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي، قم، ط1، 1409هـ].


لا شك أن شهود من شهد موقعة الجمل كان بغرض الإصلاح، سوى أهل الفتنة قتلة عثمان، ولذا ندم كل من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وأم المؤمنين عائشة على حصول القتال بينهما، وحزن عليٌّ على قتل الزبير والد عبد الله وبشّر قاتله بالنار، ولم يعتبر مشاركته في قتاله موجبًا للارتداد، وهذا يبطل دعوى الروافض بأن الزبير وابنه عبد الله هما عدوّا الله ورسوله وأهل البيت، ولعنهما لمشاركتهما في حربه، ويؤكد موقف علي من مقاتليه في موقعة الجمل، من حيث منعه من سبي نسائهم وأموالهم، والإجهاز على جرحاهم، ولذا استطاعوا انتشال عبد الله بن الزبير من وسط القتلى، فلو لم يحمهم أمير المؤمنين بذاك القرار لأجهز على ابن الزبير وأمثاله من الجرحى، فهذا كله ينسف دعوى الروافض ويؤكد على أنها محض هراء يدل على حقد دفين في صحابة سيد المرسلين.



1 ـ «الاستيعاب في معرفة الأصحاب» (ج3)، لابن عبد البر.
2 ـ «البداية والنهاية» (ج12)، لابن كثير.
3 ـ «تاريخ ابن يونس المصري» (ج1).
4 ـ «الرد على المنطقيين»، لابن تيمية.
5 ـ «رسائل الكركي» (ج2).
6 ـ «سير أعلام النبلاء» (ج4)، للذهبي.
7 ـ «الطبقات»، لخليفة بن خياط.
8 ـ «قاعدة عظيمة في الفرق بين عبادات أهل الإسلام والإيمان وعبادات أهل الشرك والنفاق»، لابن تيمية.
9 ـ «مجموع الفتاوى» (ج15)، لابن تيمية.
10 ـ «مشاهير علماء الأمصار وأعلام فقهاء الأقطار»، لأبي حاتم.