حرف العين / العمل الصالح

           

العمل : من مادة (ع ـ م ـ ل)، قال ابن فارس: «العين والميم واللام أصلٌ واحد صحيح، وهو عام في كل فعل يفعل»[1].
وقال المناوي: «العَمل: كل فعل من الحيوان بِقَصد، فهو أَخَصّ من الفعل»[2].
والصَّالح : من الصلاح، وهو نَقيض الفَساد[3]. فالعمل الصالح: هو الفعل الجيد الذي ليس فيه فساد.


[1] مقاييس اللغة (4/145) [دار الجيل، ط1، 1411هـ].
[2] التوقيف على مهمات التعاريف (527) [دار الفكر، دمشق، ط1، 1410هـ].
[3] انظر: الصحاح (1/383) [دار العلم للملايين، ط3]، وتهذيب اللغة (4/243) [الدار المصرية للتأليف والترجمة]، ومقاييس اللغة (3/303).


العمل الصالح هو ما أمر الله به ورسوله، وهو الطاعة، وهو العمل المشروع المسنون[1]. والعمل الصالح هو: «سُنَّة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم باطنها وظاهرها، قولها وعملها، في الأمور العلمية والعملية مطلقًا»[2]. وأصل العمل الصالح عبادة الله وحده لا شريك له[3]. وقيل: «العمل الصالح هو العمل المراعى من الخلل»[4]، وهذا التعريف يجب تقييده بالعمل الشرعي.


[1] انظر: الاستقامة (2/228) [مكتبة ابن تيمية].
[2] اقتضاء الصراط (2/623) [مكتبة الرشد، ط3].
[3] انظر: الاستقامة (1/223).
[4] التوقيف على مهمات التعاريف (527).


المعنيان متوافقان في الأصل، إلا أن الشرع خصص العمل الصالح بطاعة الله سبحانه وتعالى، ورسوله صلّى الله عليه وسلّم.



العمل الصالح بحسب دليله، قد يكون واجبًا وقد يكون مستحبًّا.



العمل داخل في مسمى الإيمان؛ إذ لا يكفي في الإيمان مجرد التصديق، بل العمل جزء من الإيمان، ولا يكون المرء مؤمنًا إلا بالتصديق المقرون بالعمل، والعمل الصالح يزيد من إيمان المرء[1]، ويرفع درجته عند الله، قال عزّ وجل: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ *} [فصلت] .


[1] ينظر: شرح الطحاوية (2/462 ـ 466) [مؤسسة الرسالة، ط1، 1408هـ]، وأصول الإيمان في ضوء الكتاب والسُّنَّة (243).


للعمل كي يكون صالحًا شروط؛ هي:
1 ـ أن يكون مشروعًا مأمورًا به.
2 ـ الإخلاص، بأن يقصد به وجه الله، كما قال سبحانه وتعالى: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا *} [الكهف] .
3 ـ أن يكون مبنيًّا على أساس العقيدة الصحيحة؛ لأن الله عزّ وجل يقول: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ} [النحل: 97] [1].


[1] انظر: مجموع الفتاوى (22/188) [مكتبة النهضة الحديثة، 1404هـ]، ومنهاج السُّنَّة (5/173) [مؤسسة قرطبة، ط1، 1406هـ]، وأضواء البيان (2/440).


العمل الصالح أقسام: منه ما هو ركن للإسلام كالصلاة والصيام والزكاة، ومنه ما هو واجب كسائر ما أوجب الله على عباده من الطاعات، ومنه ما هو مُستحب كالسُّنن والنوافل من نافلة الصلاة والصيام، والصدقة وغيرها.



ثمار العمل الصالح كثيرة؛ منها:
1 ـ أنه سبب لدخول الجنة، ورضا الرحمن.
2 ـ أنه يكفِّر الذنوب حتى الكبائر.
3 ـ أنه سبب لمحبة الناس له وثنائهم عليه.
4 ـ أنه سبب للراحة النفسية، والسعادة في الدارين[1].


[1] انظر: مجموع الفتاوى (7/261) (8/284).


1 ـ «الآداب الشرعية» (ج1)، لابن مفلح.
2 ـ «الاستقامة» (ج1)، لابن تيمية.
3 ـ «أصول الإيمان في ضوء الكتاب والسُّنَّة»، لمجموعة من العلماء.
4 ـ «أضواء البيان» (ج2)، للشنقيطي.
5 ـ «اقتضاء الصراط المستقيم»، لابن تيمية.
6 ـ «تفسير القرآن العظيم» (ج1)، لابن كثير.
7 ـ «شرح العقيدة الطحاوية» (ج1)، لابن أبي العز.
8 ـ «مجموع الفتاوى» (ج7، 8)، لابن تيمية.
9 ـ «منزلة العمل من الإيمان»، لصالح العقيل [بحث منشور].