حرف الغين / الغلبة

           

الغين واللام والباء أصلٌ صحيح يدلُّ على قوّةٍ وقَهرٍ وشدَّة. من ذلك: غَلَب الرّجلُ غَلْبًا وغَلَبًا وغَلَبة[1].
وتغلَّب على بلد كذا: استولى عليه قهرًا، والغلاّب: الكثير الغَلَبَة[2].


[1] مقاييس اللغة (4/388) [دار الفكر، 1399هـ].
[2] الصحاح (2/214) [دار العلم للملايين، ط4].


الغلبة صفة فعلية لله تعالى؛ فلا رادّ لأمره، ولا معقِّب لحكمه، ولا هازم لجنده؛ وهو القوي العزيز.
قال الحليمي في معنى الغالب: وهو البالغ مراده من خلقه، أحبوا أو كرهوا[1].


[1] نقلاً عن الأسماء والصفات للبيهقي (1/114) [مكتبة السوادي، ط1].


العلاقة ظاهرة بين المعنيين، وهما في حق الله تعالى على غاية الكمال والقدرة؛ فغلبته تعالى لا يقاومها شيء، ولا يعتريها أي معنى من معاني الضعف.



وجوب إثبات الغلبة صفة لله تعالى على وجه الكمال المطلق الذي لا نقص فيه بوجه من الوجوه.



قال الله تعالى: {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ *} [يوسف] ، وقال: {كَتَبَ اللَّهُ لأََغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي} [المجادلة: 21] .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان يقول: «لا إله إلا الله وحده، أعَزَّ جنده، ونصر عبده، وغلب الأحزاب وحده، فلا شيء بعده»[1].


[1] أخرجه البخاري (كتاب المغازي، رقم 4114)، ومسلم (كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، رقم 2724).


قال البغوي في تفسير قول الله تعالى: {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ}: «إن الله غالب على أمره يفعل ما يشاء، لا يغلبه شيء ولا يردُّ حكمه راد»[1].
وقال ابن كثير: «{وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ}؛ أي: إذا أراد شيئًا فلا يرد ولا يمانع ولا يخالف، بل هو الغالب لما سواه»[2].
وقال الشوكاني: «{وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ} [يوسف: 21] ؛ أي: على أمر نفسه، لا يمتنع منه شيء، ولا يغالبه عليه غيره من مخلوقاته»[3].


[1] تفسير البغوي (4/266) [دار طيبة، ط4].
[2] تفسير ابن كثير (4/378) [دار طيبة، ط2، 1420هـ].
[3] فتح القدير (3/14) [دار الفكر، 1403هـ].


1 ـ التعبّد لله تعالى بالاستنصار به؛ فهو الناصر الذي لا يغلب جنده.
2 ـ الحذر من أسباب خذلان الله تعالى للعبد؛ فمن يخذله الله تعالى فلا ناصر له.
3 ـ اليقين بوعد الله تعالى الصادق بأن العاقبة الحسنة لمن أطاعه واتقاه.
4 ـ ظهور أمر الله تعالى، ونفوذ مشيئته.
5 ـ ثبات سنن الله سبحانه وتعالى الكونية، فلا تتبدل ولا تتحول.
6 ـ نصر الله تعالى عزّ وجل لرسله وأوليائه، وجعل العاقبة لهم.
7 ـ ما يقع على أعداء الله تعالى من العذاب، وما ينالهم من الهزيمة.



1 ـ «الأسماء والصفات»، للبيهقي.
2 ـ «صفات الله عزّ وجل الواردة في الكتاب والسُّنَّة»، لعلوي عبد القادر السقاف.
3 ـ «معتقد أهل السُّنَّة والجماعة في أسماء الله الحسنى»، لمحمد بن خليفة التميمي.
4 ـ «النهج الأسمى في شرح أسماء الله الحسنى»، للنجدي.