حرف القاف / القبض والبسط

           

القبض : القاف والباء والضاد أصل واحد يدل على شيء مأخوذ وتجمع في شيء، تقول: قبضت الشيء قَبْضًا؛ أي: أخذته، ومنه المَقْبِض من القوس والسيف: حيث يُقْبَضُ عليه بجُمْعِ الكَفِّ[1].
ويُطلق ويراد به الإمساك عن البذل، ومنه قوله تعالى: {وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ} [التوبة: 67] ، يقال: قبض الله عنه الرِّزق، إذا ضيَّقه، وهو عكس البسط. ويطلق على الإماتة، فيقال: قبض الله روحه، إذا أماته[2].
والبسط : الباء والسين والطاء أصل واحد، هو امتداد الشيء في عرض أو غير عرض، ويقال: مكان بسيط؛ أي: واسع. ويقال: بسط الشيءَ: نشره ومَدَّه، وبسط يده: مدها منثورة وأرسلها[3].


[1] انظر: مقاييس اللغة (2/382) [دار الكتب العلمية، ط1]، والصحاح (3/1100) [دار العلم للملايين، ط4].
[2] انظر: تهذيب اللغة (8/349 ـ 351) [الدار المصرية]، والصحاح (3/1100، 1101)، مفردات ألفاظ القرآن (652) [دار القلم، ط2، 1418هـ]، والمعجم الوسيط (2/711) [دار الدعوة، ط2].
[3] انظر: مقاييس اللغة لابن فارس (1/130 و132)، والصحاح (3/1116).


إن الله سبحانه وتعالى يقبض الأرزاق والأرواح، فيطوي برّه ومعروفه عمن يريد، ويضيّق ويقتر، أو يحرم فَيُفْقِر، ويبسط الأرزاق والقلوب، فينشر فضله على عباده، يَرْزُق ويُوَسِّع، ويَجُود ويَفْضُل ويمكّن ويُخَوِّل، ويعطي أكثر مما يحتاج إليه، وكل ذلك تبع لحكمته ورحمته، وتدبيره وتصريفه وهو الحكيم الخبير[1].


[1] انظر: تفسير أسماء الله الحسنى للزجاج (40) [دار المأمون، ط5، 1406هـ]، وشأن الدعاء (57، 58) [دار الثقافة، ط3، 1412هـ]، والمنهاج في شعب الإيمان للحليمي (1/203) [دار الفكر، ط1، 1399هـ]، والأسماء والصفات للبيهقي (1/168) [مكتبة السوادي، ط1]، والأسنى في شرح أسماء الله الحسنى (1/360) [دار الصحابة، ط1، 1416هـ]، وفقه الأسماء الحسنى (295) [دار التوحيد، ط1، 1429هـ].


العلاقة بين المعنى اللغوي والشرعي واضحة؛ فإن البسط معناه المد والتوسعة، والقبض معناه الأخذ والجمع، والله عزّ وجل يقبض ويبسط، فيوسع لمن يشاء، ويقبض عمن يشاء، ويبسط يده ويقبضها إذا شاء، وهذا المعنى المتعلق بالله تعالى مختص به سبحانه.



يجب الإيمان بهاتين الصفتين لدلالة الكتاب والسُّنَّة عليهما، ويجب إثباتهما لله تعالى كما يليق بجلاله وكبريائه وعظمته سبحانه، من غير تحريف، ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تمثيل.
والبسط والقبض إذا ذكرا معًا فهما من صفات الأفعال المتقابلة التي لا ينبغي أن يُثنى على الله بها إلا مقرونة مع الأخرى؛ لأن المدح المحض والكمال المطلق في اجتماع الوصفين، ففي اقترانهما واجتماعهما دلالة على كمال ربوبية الله تعالى وانفراده سبحانه بالملك التام والتصرف الكامل والتدبير الشامل[1].
وكذلك يجب إثبات صفة القبض والبسط لليدين الثابتين لله عزّ وجل، كما يليق به سبحانه وتعالى، من غير تحريف، ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تمثيل.


[1] انظر: الحق الواضح المبين للسعدي (258) [مركز صالح الثقافي بعنيزة، ط2، 1412هـ].


يوصف الله عزّ وجل بالبسط والقبض، فهو سبحانه وتعالى يبسط ويوسع لمن يشاء من عباده في رزقه وكسبه وماله وتجارته وزراعته وصحته وعافيته وعلمه ومعرفته وعمره وحياته وأولاده وذريته وغير ذلك من النعم، ويقبض ويضيق أو يحرم من شاء منهم من بعض ذلك أو كله، لما يرى سبحانه في ذلك من المصلحة لهم، قال تعالى: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ *} [الحجر] ، وقال تعالى: {وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ *} [الشورى] .
وكذلك جاء ذكر البسط والقبض وصفًا لليدين الثابتتين لله عزّ وجل، والقبض والبسط من صفات اليد الحقيقية، فهو سبحانه موصوف باليدين حقيقة، ويبسطهما ويقبضهما حقيقة، على وجه يليق به سبحانه وتعالى.



قال تعالى: {وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ *} [البقرة] ، وقال عزّ وجل: {إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا *} [الإسراء] .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «يمين الله ملأى لا يغيضها، سحاء الليل والنهار، أرأيتم ما أنفق مذ خلق السماء والأرض، فإنه لم يغض ما في يمينه» ، قال: «وعرشه على الماء، وبيده الأخرى القبض، يرفع ويخفض»[1].
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال الناس: يا رسول الله، غلا السعر فسَعِّرْ لنا، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إن الله هو الْمُسَعِّرُ القابض الباسط الرزاق، وإني لأرجو أن ألقى الله وليس أحد منكم يطالبني بمظلمة في دم ولا مال»[2].
وعن عبيد بن رافع الزرقي قال: لما كان يوم أحد انكفأ المشركون، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «استووا حتى أثني على ربي عزّ وجل» ، فصاروا خلفه صفوفًا فقال: «اللَّهُمَّ لك الحمد كله، اللَّهُمَّ لا قابض لما بسطت، ولا باسط لما قبضت، ولا هادي لمن أضللت، ولا مضل لمن هديت، ولا معطي لما منعت، ولا مانع لما أعطيت، ولا مقرب لما باعدت، ولا مباعد لما قربت، اللَّهُمَّ ابسط علينا بركتك ورحمتك وفضلك ورزقك» الحديث[3].


[1] أخرجه البخاري (كتاب التوحيد، رقم 7419)، ومسلم (كتاب الزكاة، رقم 993) واللفظ له.
[2] أخرجه أبو داود (كتاب البيوع، رقم 3451)، والترمذي (أبواب البيوع، رقم 1314) وقال: حسن صحيح، وابن ماجه (كتاب التجارات، رقم 2200)، وأحمد (20/46) [مؤسسة الرسالة، ط1]، والدارمي (كتاب البيوع، رقم 2587)، وابن حبان (كتاب البيوع، رقم 4935)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (رقم 1846).
[3] أخرجه أحمد (24/246) [مؤسسة الرسالة، ط1]، والبخاري في الأدب المفرد (1/243) [دار البشائر، ط3]، والنسائي في الكبرى (كتاب عمل اليوم والليلة، رقم 10370)، قال الهيثمي في المجمع (6/122) [مكتبة القدسي]: رجال أحمد رجال الصحيح، وصححه الألباني في صحيح الأدب المفرد (رقم 538) [مكتبة الدليل، ط4، 1418هـ].


قال شيخ الحرمين أبو الحسن الكرجي: «فلنعتقد أن لله أسماء وصفات قديمة غير مخلوقة، جاء بها كتابه، وأخبر بها الرسول أصحابه فيما رواه الثقات، وصححه النقاد الأثبات، ودل القرآن المبين والحديث الصحيح المتين على ثبوتها، وهي أن الله تعالى أول لم يزل، وآخر لا يزال... إلى سائر أسمائه وصفاته من النفس والوجه والعين والكراهة والسخط والقبض والبسط»[1].
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: «ووصف نفسه ببسط اليدين، فقال: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ} [المائدة: 64] ، ووصف بعض خلقه ببسط اليد في قوله: {وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ} [الإسراء: 29] ، وليس اليد كاليد، ولا البسط كالبسط»[2].
وقال ابن القيم: «ورد لفظ اليد في القرآن والسُّنَّة وكلام الصحابة والتابعين في أكثر من مائة موضع ورودًا متنوعًا متصرفًا فيه، مقرونًا بما يدل على أنها يد حقيقة، من الإمساك والطي والقبض والبسط، وأنه مسح ظهر آدم بيده، ثم قال له ويداه مقبوضتان: اختر. فقال: اخترت يمين ربي، وكلتا يديه يمين مباركة[3]»[4].
وقال في نونيته المشهورة:
«هذا ومن أسمائه ما ليس يُفْـ
ـرَدُ بل يقال إذا أتى بقران
وهي التي تدعى بمزدوجاتها
إفرادها خطر على الإنسان
إذ ذاك موهمُ نوعِ نقصٍ جَلَّ رَبْـ
ـبُ العرشِ عن عيب وعن نقصان
كالمانع المعطي وكالضار الذي
هو نافع وكماله الأمران
ونظير هذا القابض المقرون باسـ
ـم الباسط اللفظان مقترنان»[5]


[1] نقله عن ابن تيمية في مجموع الفتاوى (4/181).
[2] التدمرية (29، 30) [مكتبة العبيكان، ط8، 1424هـ].
[3] أخرجه الترمذي (أبواب تفسير القرآن، رقم 3368) وحسَّنه، وابن حبان (كتاب التاريخ، رقم 6167)، والحاكم (كتاب الإيمان، رقم 214) وصححه، وصححه الألباني في صحيح الجامع (رقم 5209).
[4] مختصر الصواعق المرسلة (2/171).
[5] الكافية الشافية (3/741، 742) [دار عالم الفوائد، ط1، 1428هـ].


المسألة الأولى: القابض الباسط من الأسماء المقترنة:
القابض الباسط من الأسماء الواردة على وجه الاقتران والمقابلة، فلا يطلق منها على الله إلا مقترنًا بمقابله، ولم ترد في الوحي إلا كذلك.
فالقابض الباسط من أسماء الله المزدوجة التي تجري مجرى الاسم الواحد، ولا تطلق على الله بمفردها، بل لا بدَّ أن تكون مقرونة بمقابلها؛ لأن الكمال المطلق في اقتران كل منهما بما يقابله[1]، والضابط في ذلك: ما كان دالًّا على المدح والكمال المطلق فهو يمكن أن يستقل وحده دون اقتران، وأما ما كان دالًّا على غير المدح المحض، فهذا لا بدَّ أن يكون مقرونًا بما يقابله؛ وذلك لأن في اجتماع الاسمين والوصفين المتقابلين دلالة على كمال ربوبية الله تعالى وشموليتها[2].
قال الزجاج: «القابض الباسط: الأدب في هذين الاسمين أن يذكرا معًا؛ لأن تمام القدرة بذكرهما معًا، ألا ترى أنك إذا قلت إلى فلان: قبض أمري وبسطه؛ دلاّ بمجموعها أنك تريد أن جميع أمرك إليه، وتقول ليس إليك من أمري بسط ولا قبض، ولا حل ولا عقد، أراد: ليس إليك منه»[3].
المسألة الثانية: البسط والقبض من صفات اليد الحقيقية ولوازمها:
جاء ذكر القبض والبسط مع ذكر اليد في نصوص كثيرة، منها قوله تعالى: {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ} [المائدة: 64] ، وقوله تعالى: {وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ *} [الزمر] .
وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «إن الله عزّ وجل يبسط يده بالليل؛ ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار؛ ليتوب مسيء الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها»[4].
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «لما خلق الله آدم، ونفخ فيه الروح قال له ـ ويداه مقبوضتان ـ: اختر أيهما شئت. قال: اخترت يمين ربي، وكلتا يدي ربي يمين مباركة، ثم بسطها فإذا فيها آدم وذريته» الحديث[5].
فالبسط والقبض والأخذ والإمساك والطي، والإصبع، واليمين هذه كلها من صفات اليد الحقيقية. قال ابن القيم: «ورد لفظ اليد في القرآن والسُّنَّة وكلام الصحابة والتابعين في أكثر من مائة موضع ورودًا متنوعًا متصرفًا فيه، مقرونًا بما يدل على أنها يد حقيقة، من الإمساك والطي والقبض والبسط»[6].


[1] انظر: الكافية الشافية لابن القيم (3/741، 742). والحجة في بيان المحجة للتيمي (1/126).
[2] انظر: بدائع الفوائد (1/294، 295) [دار عالم الفوائد، ط1، 1425هـ]، ومعارج القبول (1/147) [دار ابن الجوزي، ط6، 1430هـ]، ومعتقد أهل السُّنَّة والجماعة في أسماء الله الحسنى للتميمي (264 و411 ـ 416) [دار إيلاف، ط1، 1417هـ].
[3] تفسير أسماء الله الحسنى للزجاج (40). وانظر: شأن الدعاء للخطابي، والأسماء والصفات للبيهقي، والكافية الشافية لابن القيم، والحق الواضح المبين للسعدي.
[4] أخرجه مسلم (كتاب التوبة، رقم 2759).
[5] تقدم تخريجه قريبًا.
[6] مختصر الصواعق المرسلة (2/171) [مكتبة الرياض الحديثة، ط1349هـ].


1 ـ كل ما نشاهد في العالم من البسط والسعة والكثرة لأناس ومن الضيق والفقر والقلة لآخرين فهذا كله من آثار صفة البسط والقبض لله تعالى، فمن بسط الله له في ماله أو علمه أو مكانته عليه أن يشكر الله تعالى، وأن يحسن التصرف فيها، وأن ينفق مما آتاه الله في سبل الخير والبر، وأن يحسن إلى عباد الله كما أحسن الله إليه، ومن ضيق عليه في شيء من ذلك فعليه أن يصبر ويحتسب وأن يلجأ إلى الله وحده، فيطلب منه سبحانه المدد والعون والسعة والبركة، فهو سبحانه يبسط ويقبض، ولا باسط لما قبض، ولا قابض لما بسط، ولا مانع لما أعطى، ولا معطي لما منع[1].
2 ـ لا شك أن الله تعالى بيده مقاليد الأمور كلها، فهو القابض الباسط الخافض الرافع، ولكن ذلك لا يعني التكاسل والقعود والتخلف عن الجد والعمل وترك الأسباب؛ لأن الله تعالى خلق الأسباب وخلق مسبباتها وأمر العباد بفعلها.
وقد جاء بيان ذلك في نصوص كثيرة؛ منها ما جاء عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «من سَرَّه أن يبسط له في رزقه أو ينسأ له في أثره؛ فليصل رَحِمَه»[2].
فبسط الرزق وإكثاره وتوسعته بيد الله وحده، وصلة الرحم سبب من الأسباب التي يبذلها العبد، فالأسباب المشروعة مأمور بها شرعًا وعقلاً، وتركها ظلم على النفس، وقدح في العقل، وطعن في الدين، ونسبة إلى الشرع ما ليس فيه، وتعلق القلوب بالأسباب وحدها دون خالق الأسباب ومسبباتها قدح في التوحيد، فالواجب على المسلم أن يجعل تعلقه بالله تعالى في جميع أموره مع فعل الأسباب المشروعة[3].
3 ـ تعظيم قدر الله تعالى؛ فالأرض جميعًا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه.
4 ـ الخضوع التام لله تعالى؛ فما من شيء إلا بيده قبضه وبسطه.
5 ـ التعبد لله تعالى بطلب الرزق؛ فبيده وحده القبض والبسط.
6 ـ التعبد لله تعالى بطلب الهداية والاستقامة والثبات على الحق.
7 ـ إحكام أمر الخلق وقيامة على غاية الإحكام والإتقان؛ لأن قبض أمره وبسطه بيد الله تعالى.
8 ـ ما في الخلائق من تفاوت في الرزق ورغد العيش؛ حكمة وفضلاً وعدلاً من الله تعالى، بما يكون فيه مصلحة لهم في معاشهم ومعادهم.
9 ـ ما في العباد من فوارق والإيمان والكفر، والطاعة والمعصية؛ بما يجعله الله تعالى في القلوب من بسط وقبض، فيبسط بالإيمان والتقى منها ما يشاء، ويقبض منها عن ذلك ما يشاء، وهو العليم الحكيم.


[1] انظر: فقه أسماء الله الحسنى لعبد الرزاق البدر (296) [مطابع الحميضي، ط1، 1429هـ].
[2] أخرجه البخاري (كتاب البيوع، رقم 2067)، ومسلم (كتاب البر والصلة والآداب، رقم 2557).
[3] انظر: الحق الواضح للسعدي (259)، وفقه أسماء الله الحسنى لعبد الرزاق البدر (297، 298).


هناك من أنكر الصفات الفعلية كلها، فأنكر صفة البسط والقبض لله عزّ وجل من حيث الجملة، وكذلك هناك من أنكر صفة اليد لله تعالى، فأنكر أيضًا وصف اليدين بالبسط والقبض، والذين أنكروها هم الجهمية، والمعتزلة، والمتأخرون من الأشاعرة، والماتريدية[1]، والآيات القرآنية والأحاديث النبوية قد جاءت بإثبات القبض والبسط وبإثبات اليدين ووصفهما بالقبض والبسط وغيرها من الصفات، فيجب إثبات هذه لله تعالى كما يليق بالله .


[1] انظر من كتب أهل السُّنَّة: نقض الدارمي على المريسي (63 ـ 127) [أضواء السلف، ط1، 1419هـ]، والاختلاف في اللفظ والرد على الجهمية والمشبهة لابن قتيبة (40 ـ 43) [دار الراية، ط1، 1412هـ]. وانظر من كتب المعتزلة: شرح الأصول الخمسة للقاضي عبد الجبار (228، 229) [مكتبة وهبة، ط2]، والكشاف للزمخشري (2/265 ـ 267 و5/320 ـ 323) [مكتبة العبيكان، ط1، 1418هـ]، ومن كتب الأشاعرة: المواقف في علم الكلام للإيجي (298) [دار الجيل، ط1، 1997م]، ومن كتب الماتريدية: مدارك التنزيل للنسفي (1/291 و4/62).


1 ـ «بدائع الفوائد» (ج1)، لابن القيم.
2 ـ «التدمرية»، لابن تيمية.
3 ـ «الحق الواضح المبين»، للسعدي.
4 ـ «صفات الله عزّ وجل الواردة في الكتاب والسُّنَّة»، لعلوي بن عبد القادر السقاف.
5 ـ «فقه أسماء الله الحسنى»، لعبد الرزاق البدر.
6 ـ «الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية» (ج3)، لابن القيم.
7 ـ «مختصر الصواعق المرسلة» (ج2)، للموصلي.
8 ـ «معارج القبول»، لحافظ بن أحمد الحكمي.
9 ـ «معتقد أهل السُّنَّة والجماعة في أسماء الله الحسنى»، لمحمد بن خليفة التميمي.
10 ـ «نقض عثمان بن سعيد على المريسي الجهمي العنيد فيما افترى على الله في التوحيد»، للدارمي.