حرف الكاف / الكرام الكاتبون

           

الكرام : من (كرُم)، قال ابن فارس: «الكاف والراء والميم أصل صحيح، له بابان؛ أحدهما: شرف في الشيء في نفسه أو شرف في خُلق من الأخلاق والكرم في الخُلق يقال: هو الصفح عن ذنب المذنب»[1]. والكرم: اسم للأخلاق والأفعال المحمودة، ولا يقال إلا في المحاسن الكبيرة[2].
الكاتبون : من الكتابة، وهو ضم الشيء إلى الشيء، قال ابن فارس: «كتب: الكاف والتاء والباء أصل صحيح واحد يدل على جمع شيء إلى شيء، من ذلك الكتاب والكتابة. يقال: كتبت الكتاب أكتبه كتبًا»[3].


[1] ينظر: مقاييس اللغة (5/171) [دار الفكر، 1399هـ].
[2] ينظر: مفردات ألفاظ القرآن (707) [دار القلم، ط1، 1412هـ].
[3] ينظر: مقاييس اللغة (5/158).


ملكان موكلان بمراقبة العبد وحفظ عمله وإحصائه وكتابته، لا يفارقانه حتى الموت[1]. والوصف بالكرم وصف به غيرهما من الملائكة، قال تعالى: {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ *} [الذاريات] ، وقال عزّ وجل: {بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ *} [الأنبياء] ، وقال سبحانه: {بِأَيْدِي سَفَرَةٍ *كِرَامٍ بَرَرَةٍ *} [عبس] .


[1] ينظر: نهاية المبتدئين (53) [مكتبة الرشد، ط1، 1325هـ]، وشرح العقيدة الطحاوية (559 ـ 561) [مؤسسة الرسالة، ط2، 1413هـ].


الإيمان بالكرام الكاتبين يدخل ضمن الإيمان بالملائكة الذي هو من أصول الإيمان، وقد أجمع أهل السُّنَّة على الإيمان بهما، قال الطحاوي رحمه الله: «ونؤمن بالكرام الكاتبين، فإن الله قد جعلهم علينا حافظين»[1]. وقال ابن حمدان رحمه الله: «الرقيب والعتيد ملكان موكلان بالعبد نؤمن بهما، ونصدق بأنهما يكتبان أفعاله... ولا يفارقانه بحال، وقيل: بل عند الخلاء»[2].


[1] شرح العقيدة الطحاوية (557).
[2] نهاية المبتدئين في أصول الدين (53).


قال الله تعالى: {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ *كِرَامًا كَاتِبِينَ *يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ *} [الانفطار] ، وقال تعالى: {إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ *مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ *} [ق] .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول صلّى الله عليه وسلّم: «يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ويجتمعون في صلاة العصر وصلاة الفجر، ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم وهو أعلم: كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: تركناهم وهم يصلّون وأتيناهم وهم يصلّون»[1].


[1] أخرجه البخاري (كتاب التوحيد، رقم 7486)، ومسلم (كتاب المساجد ومواضع الصلاة، رقم 632).


المسألة الأولى: من صفاتهما:
وصف الله هذين الملكين بأن كل واحد منهما: (رقيب عتيد)، والرقيب: هو الحافظ للشيء، كما تقول: حفظت عليك ما تعمل. ورَقَبَ الشيءَ يَرْقُبُه، وراقَبَه مُراقَبةً ورِقابًا: حَرَسَه. ورقيب القوم: حارسهم. ومنه قوله تعالى: {إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ *} [الطارق] ؛ أي: حارس، وقيل: حافظ لأعماله يحصيها عليه، وقيل: الرقيب هو المتتبع للأمور، وقيل: الشاهد. والترقب: الانتظار، ومنه قوله عزّ وجل: {وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي *} [طه] ، معناه: لم تنتظر قولي. وارْتَقَبَه: انتظره ورصده[1]. والعتيد: على وزن (فعيل)، من: عتَد بمعنى: هَيّأ، والتاء مبدلة من الدال الأولى؛ إذ أصله: عديد؛ أي: مُعَدّ، وأعْتَدَه إعتادًا؛ أي: أعدَّه ليوم. والعتيد الشيء الحاضر المهيأ، ومنه قوله تعالى: {وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً} [يوسف: 31] ؛ أي: هيأت وأعدَّت. وقيل: العتيد: الحاضر الذي لا يغيب، وقيل: أنه الحافظ المعد إما للحفظ وإما للشهادة[2]. ورقيب وعتيد وصفان للملكين، يدل عليه ظاهر الآية، حيث قال جلّ جلاله: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ *} ولم يقل: رقيب وعتيد، بل كلا الملكين رقيب عتيد، فهو وصف لهما[3].
المسألة الثانية: عدد الملائكة الكاتبين ومكانهم:
ظاهر قوله جلّ جلاله: {إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ *مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ *}، [ق] يدل على أنهما اثنان، واحد على اليمين، والآخر على الشمال، وهذا مروي عن جماعة من السلف وأئمة التفسير: فعن مجاهد رحمه الله قال: «ملك عن يمينه، وآخر عن يساره»[4]. وقال الحسن البصري رحمه الله: «يا ابن آدم...وُكّل بك ملكان كريمان، أحدهما عن يمينك، والآخر عن شمالك»[5]. ويشهد لهذا القول حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: إن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «إذا قام أحدكم ـ أو قال: الرجل ـ في صلاته يقبل الله عليه بوجهه، فلا يبزقن أحدكم في قبلته ولا يبزقن عن يمينه، فإن كاتب الحسنات عن يمينه؛ ولكن ليبزقن عن يساره»[6] . وروي عن مجاهد وعكرمة والحسن البصري وغيرهم من السلف[7] أنهما اثنان، قال السفاريني رحمه الله: «المشهور أنهما اثنان لكل واحد»[8].
وقد روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن عدد الملائكة الكتبة أربعة، يتعاقبون بالليل والنهار، فقال: «جعل الله على ابن آدم حافظين في الليل، وحافظين في النهار، يحفظان عليه عمله، ويكتبان أثره»[9].
أما مكانهما؛ فقيل: إنهما على الكتفين، وقيل: على الذقن، وقيل: في الفم يمينه ويساره. قال السفاريني: «وقال [غير] واحد وهو المشهور: إن أحد الملكين على عاتق الإنسان الأيمن، وهو كاتب الحسنات، والآخر على عاتقه الأيسر»[10].
المسألة الثالثة: نوع أعمال العباد التي يكتبها الملكان:
اختلف العلماء في عمل العبد الجائز الذي لا ثواب ولا عقاب عليه؛ أتكتبه الحفظة عليه أم لا؟ فقال بعضهم: إنهم يكتبون الطاعات والمعاصي والمباحات بأسرها، حتى الأنين في المرض، بدليل قوله تعالى: {وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُون ياوَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لاَ يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلاَ كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا} [الكهف: 49] ، وهذا ظاهر قوله عزّ وجل: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ *} [ق] ؛ لأن قوله: {مِنْ قَوْلٍ} نكرة في سياق النفي زيدت قبلها لفظة من، فهي نص صريح في العموم[11].
وقال بعض العلماء: لا يكتب من الأعمال إلا ما فيه ثواب أو عقاب، وهو مروي عن جماعة من السلف، فعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه سئل عن هذه الآية: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ *} [ق] ، فقال: «إنما يكتب الخير والشر، لا يكتب يا غلام أسرج الفرس، ويا غلام اسقني الماء، إنما يكتب الخير والشر»[12]. وعن مجاهد رحمه الله، قال: «مع كل إنسان مَلكان: ملك عن يمينه، وملك عن يساره؛ فأما الذي عن يمينه، فيكتب الخير، وأما الذي عن يساره فيكتب الشرّ»[13]. وكان عكرِمة رحمه الله يقول: «إنما ذلك في الخير والشرّ يكتبان عليه»[14]. وقال الحسن البصري رحمه الله: «فأما الذي عن يمينك فيحفظ حسناتك؛ وأما الذي عن شمالك فيحفظ سيئاتك»[15]. وكلهم «مجمعون على أنه لا جزاء إلا فيما فيه ثواب أو عقاب، فالذين يقولون: لا يكتب إلا ما فيه ثواب أو عقاب، والذين يقولون: يكتب الجميع متفقون على إسقاط ما لا ثواب فيه ولا عقاب، إلا أن بعضهم يقولون: لا يكتب أصلاً، وبعضهم يقولون: يكتب أولاً ثم يمحى»[16].
المسألة الرابعة: أعمال العباد التي يطلع عليها الملكان:
ورد في السُّنَّة ما يدل على علم الكتبة بفعل القلب بل وبهمّه وإرادته[17]: فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «قال الله عزّ وجل: إذا همَّ عبدي بسيئة فلا تكتبوها عليه فإن عملها فاكتبوها سيئة، وإذا هم بحسنة فلم يعملها فاكتبوها حسنة، فإن عملها فاكتبوها عشرًا» [18]، والهم من أعمال القلب. وسئل شيخ الإسلام ابن تيمية عن قوله صلّى الله عليه وسلّم: «إذا هم العبد بالحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة» الحديث. فإذا كان الهم سرًّا بين العبد وبين ربه فكيف تطلع الملائكة عليه؟ فأجاب رحمه الله: «الحمد لله. قد روي عن سفيان بن عيينة في جواب هذه المسألة قال: إنه إذا هم بحسنة: شم الملك رائحة طيبة. وإذا هم بسيئة: شم رائحة خبيثة. والتحقيق أن الله قادر أن يعلم الملائكة بما في نفس العبد كيف شاء، كما هو قادر على أن يطلع بعض البشر على ما في نفس الإنسان، فإذا كان بعض البشر قد يجعل الله له من الكشف ما يعلم به أحيانًا ما في قلب الإنسان فالملك الموكل بالعبد أولى بأن يعرِّفه الله ذلك»[19].
المسألة الخامسة: وقت كتابة الملكين لأعمال العباد:
ظاهر الأدلة يفيد أن العبد غير محاسب إلا بعد البلوغ، كما في قوله صلّى الله عليه وسلّم: «رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يحتلم، وعن المجنون حتى يعقل» [20]، فبعد بلوغ العبد سن التكليف يجري عليه القلم فيحفظ عليه عمله، قال السفاريني: «إن الطفل تكتب له الحسنات، ولا تكتب عليه السيئات إلا بعد البلوغ»[21]، ويؤيده الحديث الوارد في حج الصبي: «فرفعت إليه امرأة صبيًّا فقالت: ألهذا حج؟ قال: نعم ولك أجر»[22].
المسألة السادسة: مبادرة الملك إلى كتابة الحسنات:
يكتب الملك الذي عن اليمين ما يعمله العبد من حسنات فور عمله إياها. أما الملك الذي عن الشمال، فلا يكتب على الفور، بل يرفع القلم لعل العبد يستغفر أو يتوب، فإن لم يفعل كتبها عليه. فعن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «إن صاحب الشمال ليرفع القلم ست ساعات ـ وفي رواية: سبع ساعات ـ عن العبد المسلم المخطئ المسيء، فإن ندم واستغفر منها ألقاها عنه، وإلا كتبت واحدة» [23]. وعن إبراهيم التيميّ قال: «صاحب اليمين أمِير أو أمين على صاحب الشمال، فإذا عمل العبد سيئة قال صاحب اليمين لصاحب الشمال: أمسك لعله يتوب»[24]. قال السفاريني رحمه الله: «إن كاتب الحسنات له إمارة على كاتب السيئات، فلا يمكّنه من كتبها إلا بعد مضي ست ساعات من غير توبة من المكلف، أو استغفار، أو فعل مكفر لها. مع مبادرته بكتب الحسنات فورًا»[25].
المسألة السابعة: كتابة الملكين لأعمال الكفار:
ذهب بعضهم إلى أن الملكين يوجدان مع كل كافر أيضًا، وأنهما يكتبان ما له وما عليه، باعتبار أن القول الراجح أن الكفار مخاطبون بفروع الشريعة[26]، كما دل عليه قوله جلّ جلاله: {مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ *قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ *وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ *وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ *وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ *حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ *} [المدثر] . كما أن قوله تعالى: {إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ *} [الطارق] يدل على العموم، فكل نفس من الأنفس مطلقًا معها من الملائكة من لا يفارقها لا مشارك لها في ذاتها[27]. ومما يشهد له قوله تعالى: {كَلاَّ بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ *وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ *} [الانفطار] ، وقوله عزّ وجل: {وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَالَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ *} [الحاقة] ، وقوله: {وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ *فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا *} [الانشقاق] ، فأخبر أن لهم كتابًا وأن عليهم حفظة.


[1] ينظر: مفردات ألفاظ القرآن (361)، ولسان العرب (1/424) [دار صادر]، وتفسير القرطبي (19/439) [مؤسسة الرسالة، ط1، 1427هـ].
[2] ينظر: مفردات ألفاظ القرآن (545)، ولسان العرب (3/279) والجامع لأحكام القرآن (19/439).
[3] ينظر: شرح العقيدة السفارينية لابن عثيمين (426) [مدار الوطن، ط1، 1426هـ].
[4] تفسير الطبري (26/159) [دار الفكر، 1405هـ].
[5] المرجع السابق. وينظر: بقية أقوال السلف في الموضع نفسه.
[6] أخرجه المروزي في تعظيم قدر الصلاة (1/176) [مكتبة الدار، ط1، 1406هـ]، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (3/51).
[7] ينظر: تفسير الطبري (26/159).
[8] لوامع الأنوار البهية (1/449) [المكتب الإسلامي، دار أسامة].
[9] أخرجه الطبري في التفسير (22/344) [مؤسسة الرسالة، ط1]، وسنده ضعيف.
[10] لوامع الأنوار البهية (1/450).
[11] ينظر: مجموع فتاوى ابن تيمية (7/49) [مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، 1416هـ]، وأضواء البيان (7/690) [عالم الفوائد، ط1، 1426هـ].
[12] علقه البخاري في الصحيح (كتاب التوحيد، 9/160) [دار طوق النجاة، ط1] بصيغة الجزم، ووصله الحاكم في المستدرك (كتاب التفسير، رقم 3730)، وصححه.
[13] تفسير الطبري (26/159).
[14] تفسير ابن كثير (7/398) [دار طيبة، ط4].
[15] تفسير الطبري (26/159).
[16] ينظر: أضواء البيان (7/690).
[17] ينظر: معتقد فرق المسلمين واليهود والنصارى والفلاسفة والوثنيين في الملائكة المقربين (175) [أضواء السلف، ط1، 1422هـ].
[18] أخرجه البخاري (كتاب التوحيد، رقم 7501)، ومسلم (كتاب الإيمان، رقم 128)، واللفظ له.
[19] مجموع فتاوى ابن تيمية (4/253).
[20] أخرجه أبو داود (كتاب الحدود، رقم 4402)، والترمذي (أبواب الحدود، رقم 1423) وحسنه، وابن ماجه (كتاب الطلاق، رقم 2042)، وأحمد (2/372) [مؤسسة الرسالة، ط1]، وابن خزيمة (كتاب الصلاة، رقم 1003)، والحاكم (كتاب الصلاة، رقم 949) وصححه، وصححه الألباني في صحيح الجامع (رقم 3512).
[21] ينظر لوامع الأنوار البهية (1/451).
[22] أخرجه مسلم (كتاب الحج، رقم 1336).
[23] أخرجه الطبراني في الكبير (8/217) [مكتبة ابن تيمية، ط2]، والبيهقي في شعب الإيمان (12/354) [الدار السلفية]، وقال الهيثمي: رواه الطبراني بإسنادين، ورجال أحدهما وثقوا. مجمع الزوائد (10/208) [مكتبة القدسي]. وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة (رقم 1209).
[24] تفسير الطبري (26/159).
[25] لوامع الأنوار البهية (1/450).
[26] ينظر: لوامع الأنوار البهية (1/451).
[27] ينظر: تفسير الرازي (31/128) [دار إحياء التراث العربي، ط3]، ونظم الدرر للبقاعي (8/385) [دار الكتب العلمية، ط2، 1424هـ].


1 ـ أن يحرص العبد كل الحرص على أن يبتعد عن المعاصي والذنوب إذا علم أن الله قد وكَّل به ملكًا يكتب أقواله وأفعاله.
2 ـ إذا علم العبد أن أعماله تحصى عليه وتكتب في صحائف تعرض على رؤوس الأشهاد يوم القيامة كان ذلك أزجر له عن القبائح، قال الرازي: «إذا علم (المكلف) أن الملائكة موكلون به يحصون عليه أعماله ويكتبونها في صحائف تعرض على رؤوس الأشهاد في مواقف القيامة كان ذلك أزجر له عن القبائح»[1].
3 ـ أن المكلف إذا علم أنه يدوّن عليه ما عمل، فإنه يحرص على الاستكثار من الأعمال الصالحة، وفعل القربات.


[1] تفسير الرازي (13/15).


قال الرازي: «واتفقوا على أن المقصود من حضور هؤلاء الحفظة ضبط الأعمال»[1]، فالله تبارك وتعالى لا حاجة له لكتب الأعمال، فهو الذي خلق الإنسان ويعلم ما توسوس به نفسه، وإنما أمر بكتابة الحفظة للأعمال لإقامة الحجة على العبد يوم القيامة، كما أوضحه بقوله: {...وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا * اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا *} [الإسراء] . وقال سبحانه وتعالى: {هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ *} [الجاثية] ، وفي قوله عزّ وجل: {وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُون ياوَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لاَ يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلاَ كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا} [الكهف: 49] ، وفي قوله: {أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لاَ نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ *} [الزخرف] ، وغيرها من الآيات.


[1] تفسير الرازي (13/15).


1 ـ «الجامع لشعب الإيمان» (ج1)، للبيهقي.
2 ـ «المنهاج في شعب الإيمان» (ج1)، للحليمي.
3 ـ «الحبائك في أخبار الملائك»، للسيوطي.
4 ـ «شرح العقيدة السفارينية»، لابن عثيمين.
5 ـ «شرح العقيدة الطحاوية»، لابن أبي العز.
6 ـ «عالم الملائكة الأبرار»، لعمر الأشقر.
7 ـ «لوامع الأنوار البهية» (ج1)، للسفاريني.
8 ـ «مجموع الفتاوى» (ج4، 7)، ابن تيمية.
9 ـ «معارج القبول» (ج2)، للحكمي.
10 ـ «معتقد فرق المسلمين واليهود والنصارى والفلاسفة والوثنيين في الملائكة المقربين»، لمحمد العقيل.
11 ـ «نهاية المبتدئين في أصول الدين»، لابن حمدان.