المُعين : اسم فاعل من العون، وفعله: عان يعين عونًا فهو معين وجمعه أعوان، وأعان يعين عونًا ومعونة فهو معين، وتقول: أعنته إعانة، وتعاونوا وعاونوا: أعان بعضهم بعضًا، من التعاون وهو التظاهر والمساعدة، ورجل مِعوان: حسن المعونة، وكثير المعونة للناس، والماعون: التعاون قال عزّ وجل: {وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ *} [الماعون] [1].
[1] انظر: تهذيب اللغة (3/202 ـ 204) [الدار المصرية]، والصحاح (6/2168، 2169) [دار العلم للملايين، ط4، 1990م]، ومفردات ألفاظ القرآن للراغب (598) [دار القلم، ط2، 1418]، والقاموس المحيط (1571) [مؤسسة الرسالة، ط5، 1416هـ]، والمعجم الوسيط (2/638) [دار الدعوة، ط2، 1972].
قال تعالى: {وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ *} [يوسف] ، وقال تعالى: {وَرَبُّنَا الرَّحْمَانُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ *} [الأنبياء] .
ومن السُّنَّة : ما جاء عن النبي صلّى الله عليه وسلّم؛ أنه قال لمعاذ بن جبل رضي الله عنه: «يا معاذ والله إني لأحبك، والله إني لأحبك، ثم قال: أوصيك يا معاذ، لا تدعنّ في دبر كل صلاة تقول: اللَّهُمَّ أعنّي على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك»[1].
وعن ابن عباس رضي الله عنهما؛ أن النبي صلّى الله عليه وسلّم كان يقول في دعائه: «رب أعني ولا تعن عليّ، وانصرني ولا تنصر عليّ»[2].
[1] أخرجه أبو داود (كتاب الصلاة، رقم 1522)، والنسائي (كتاب السهو، رقم 1303)، وأحمد (36/430) [مؤسسة الرسالة، ط1]، وابن خزيمة (كتاب الصلاة، رقم 751)، والحاكم (كتاب معرفة الصحابة، رقم 5194) وصححه، وصححه النووي في الخلاصة (1/468) [مؤسسة الرسالة، ط1]، والألباني في صحيح سنن أبي داود (رقم 1362) [مؤسسة غراس، ط1].
[2] أخرجه أبو داود (كتاب الصلاة، رقم 1510)، والترمذي (أبواب الدعوات، رقم 3551) وقال: حسن صحيح، وابن ماجه (كتاب الدعاء، رقم 3830)، وابن حبان (كتاب الرقاق، رقم 947)، وصححه الألباني في صحيح أبي داود (رقم 1353) [مؤسسة غراس، ط1].
قال ابن تيمية رحمه الله: «وهو سبحانه بالغ أمره، فكل ما يطلبه فهو يبلغه ويناله، ويصل إليه وحده، لا يعينه أحد، ولا يعوقه أحد، لا يحتاج في شيء من أموره إلى معين، وما له من المخلوقين ظهير، وليس له ولي من الذل»[1].
سئل ابن عثيمين رحمه الله عن بعض الأسماء ـ ومنها اسم المعين ـ فقال: «والمعين كذلك ليس من أسماء الله، ولكنه من صفاته، فهو الذي يعين من شاء من عباده، ومن العلماء من قال: إنه من أسماء الله؛ لأنه دالٌّ على معنى حسن، وليس فيه نقص بوجه من الوجوه»[2].
[1] مجموع فتاوى ابن تيمية (1/38).
[2] مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين (1/108).
إذا تحقق العبد من أنه لا معين إلا الله تعالى، فإنه يبعثه على تحقيق الاستعانة به وحده لا شريك له، فيستعين به في أمور الدين والدنيا، وهذا تحقيقٌ لقوله : {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ *} [الفاتحة] ، فالاستعانة بالله تعالى هي أحد ركني العبادة، ولهذا كان أنفع الدعاء طلب الإعانة.
قال ابن القيم رحمه الله: «فأنفع الدعاء طلب العون على مرضاته، وأفضل المواهب إسعافه بهذا المطلوب، وجميع الأدعية المأثورة مدارها على هذا، وعلى دفع ما يضاده وعلى تكميله وتيسير أسبابه فتأملها»[1].
ومن تحقق من أنه لا معين إلا الله وحده، استغنى عن الخلق أجمعين، ففي ذلك صلاحه ونفعه في الدنيا والآخرة، ولهذا كانت الاستعانة بغيره تعالى فيها المضرة والهلاك والفساد[2].
[1] مدارج السالكين (1/75) [دار الكتاب العربي، ط2، 1393هـ].
[2] انظر: مجموع الفتاوى لابن تيمية (1/29).
1 ـ «الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى»، للقرطبي.
2 ـ «أحكام القرآن»، لأبي بكر ابن العربي.
3 ـ «مجموع الفتاوى» (ج1)، لابن تيمية.
4 ـ «مدارج السالكين»، لابن القيم.
5 ـ «معتقد أهل السُّنَّة والجماعة في أسماء الله الحسنى»، للتميمي.
6 ـ «النهج الأسمى في شرح أسماء الله الحسنى»، لحمود النجدي.
7 ـ «شرح أسماء الله الحسنى»، للقحطاني.
8 ـ «أسماء الله الحسنى الثابتة في الكتاب والسُّنَّة»، للرضواني.
9 ـ «فقه الأسماء الحسنى»، لعبد الرزاق البدر.
10 ـ «مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين».