حرف الميم / ملَك الجبال

           

الملَك بفتح اللام: مفرد ملائك وملائكة، أصله مألك بتقديم الهمزة من الألوك وهي الرسالة، ثم قلبت وقدمت اللام، فقيل: ملأك، ثم تركت همزته لكثرة الاستعمال، فقيل: ملك، فلما جمعوه ردوها إليه فقالوا ملائكة وملائك[1].
والجبال : جمع جبل، وهو اسم لكل وتد من أوتاد الأرض إذا عظم وطال[2].


[1] ينظر: لسان العرب (10/481) [دار صادر]، والقاموس المحيط (1229) [مؤسسة الرسالة، دار الريان للتراث، ط2، 1407هـ].
[2] ينظر: لسان العرب لابن منظور (11/96)، والقاموس المحيط (1258).


مَلَك عظيم من الملائكة موكل بالجبال، ومتصرف بما يرد عليه فيها من الخالق [1].


[1] ينظر: عمدة القاري (15/142) [دار إحياء التراث العربي].


سمي بهذا الاسم لأنه الملك الذي سخر الله تعالى له الجبال، وجعل أمرها بيده.



اشتُهر بملك الجبال، ولا يُعلم له تسمية أخرى، قال الحافظ ابن حجر: «وأما ملك الجبال فلم أقف على اسمه»[1].


[1] فتح الباري (6/355) [المطبعة السلفية، ط2، 1400هـ].


يجب الإيمان بملك الجبال كما ورد به النص. أيضًا فإن الإيمان به يدخل في عموم وجوب الإيمان بالملائكة عليهم السلام الذي هو ركن من أركان الإيمان.



الإيمان بملك الجبال يدخل في الإيمان بالملائكة عليهم السلام، والإيمان بالملائكة هو الركن الثاني من أركان الإيمان الستة، وأصل من أصوله العظيمة.



عن عروة بن الزبير؛ أن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلّى الله عليه وسلّم حدثته؛ أنها قالت للنبي صلّى الله عليه وسلّم: هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أحد؟ قال: «لقد لقيت من قومك ما لقيت، وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة؛ إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال فلم يجبني إلى ما أردت، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي، فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب، فرفعت رأسي؛ فإذا أنا بسحابة قد أظلتني، فنظرت فإذا فيها جبريل، فناداني فقال: إن الله قد سمع قول قومك لك وما ردوا عليك، وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم، فناداني ملك الجبال، فسلم علي، ثم قال: يا محمد! فقال: ذلك فيما شئت: إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين . فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم: بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئًا»[1].


[1] أخرجه البخاري (كتاب بدء الخلق، رقم 3231)، ومسلم (كتاب الجهاد والسير، رقم 1795).


عِظم مخلوقات الله تعالى، فالجبال مع قوتها وصلابتها وثقلها، إلا أن هناك من الملائكة من هو أعظم خلقًا منها.



1 ـ «أصول الإيمان في ضوء الكتاب والسُّنَّة»، لنخبة من العلماء.
2 ـ «البداية والنهاية» (ج1)، لابن كثير.
3 ـ «الحبائك في أخبار الملائك»، للسيوطي.
4 ـ «شرح العقيدة الطحاوية»، لابن أبي العز.
5 ـ «عمدة القاري» (ج15)، لبدر الدين العيني.
6 ـ «عالم الملائكة الأبرار»، لعمر الأشقر.
7 ـ «لوامع الأنوار البهية» (ج1)، للسفاريني.
8 ـ «معارج القبول» (ج2)، للحكمي.
9 ـ «معتقد فرق المسلمين واليهود والنصارى والفلاسفة والوثنيين في الملائكة المقربين»، لمحمد العقيل.