الهدى ضد الضلال وهو الرشاد، والمَهدي : الذي قد هداه الله إلى الحق[1]، وقد استعمل في الأسماء حتى صار كالأسماء الغالبة، وبه سمي المهدي الذي بشَّر به النبي، أنه يجيء في آخر الزمان[2]
[1] ينظر: مقاييس اللغة (1027) [دار إحياء التراث العربي، 1429هـ]، ولسان العرب (15/353) [دار صادر، ط3].
[2] ينظر: لسان العرب (15/354).
رجل من آل بيت النبي صلّى الله عليه وسلّم، يخرج في آخر الزمان، يملك سبع سنين، يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جورًا وظلمًا، يقاتل على السُّنَّة، لا يترك سُنَّة إلا أقامها، ولا بدعة إلا رفعها، وتنعم الأمة في عهده نعمة لم تنعمها قط، وتخرج الأرض نباتها، وتمطر السماء قطرها، ويعطي المال بغير عدد، ويصلي عيسى ابن مريم صلّى الله عليه وسلّم خلفه عند نزوله من السماء[1].
[1] ينظر: النهاية أو الفتن والملاحم (1/24 ـ 32) [دار الكتب الحديثة، ط1]، ولوامع الأنوار البهية (2/75) [المكتب الإسلامي، دار أسامة].
محمد بن عبد الله العلوي الفاطمي، من ذرية فاطمة رضي الله عنها بنت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كما دلَّ عليه حديث أم سلمة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله يقول: «المهدي من عترتي من ولد فاطمة» [1]. وذهب آخرون أنه من ولد فاطمة رضي الله عنها، ثم من ولد الحسن بن علي رضي الله عنهما؛ قال ابن القيم: «وفي كونه من ولد الحسن سر لطيف وهو أن الحسن رضي الله عنه ترك الخلافة لله فجعل الله من ولده من يقوم بالخلافة الحق المتضمن للعدل الذي يملأ الأرض، وهذه سُنَّة الله في عباده أنه من ترك لأجله شيئًا أعطاه الله أو أعطى ذريته أفضل منه، وهذا بخلاف الحسين رضي الله عنه؛ فإنه حرص عليها وقاتل عليها فلم يظفر بها والله أعلم»[2]. إلا أنه لم يثبت فيه حديث صحيح في أنه من ولد الحسن بن علي رضي الله عنهما.
[1] أخرجه أبو داود (كتاب المهدي، رقم 4284) واللفظ له، وابن ماجه (كتاب الفتن، رقم 4086)، والحاكم (كتاب الفتن والملاحم، رقم 8672)، وقال البخاري في التاريخ الكبير (3/346) [دائرة المعارف العثمانية]: في إسناده نظر.
[2] المنار المنيف في الصحيح والضعيف (151) [مكتب المطبوعات الإسلامية، ط2، 1403هـ].
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «يخرج في آخر أمتي المهدي، يسقيه الله الغيث، وتخرج الأرض نباتها، ويعطي المال صحاحًا، وتكثر الماشية، وتعظم الأمة، ويعيش سبعًا أو ثمانيًا؛ يعني: حججًا»[1].
وعنه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «يكون في أمتي المهدي إن قصر فسبع، وإلا فتسع، فتنعم فيه أمتي نعمة، لم ينعموا مثلها قط، تؤتى أكلها ولا تدخر منهم شيئًا، والمال يومئذ كدوس، فيقوم الرجل، فيقول: يا مهدي أعطني، فيقول: خذ»[2].
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «لا تذهب أو تنقضي الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي» ، وفي رواية: «يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي»[3].
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول صلّى الله عليه وسلّم: «المهدي مني، أجلى الجبهة، أقنى الأنف[4]، يملأ الأرض قسطًا وعدلاً كما ملئت جورًا وظلمًا، يملك سبع سنين»[5].
وعن علي رضي الله عنه عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «لو لم يبق من الدهر إلا يوم؛ لبعث الله رجلاً من أهل بيتي يملأها عدلاً كما ملئت جورًا»[6].
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم، وإمامكم منكم؟»[7] ، وجاء في حديث جابر رضي الله عنه قال: قال رسول صلّى الله عليه وسلّم: «ينزل عيسى ابن مريم، فيقول أميرهم المهدي: تعال صل بنا. فيقول: لا، إن بعضهم أمير بعض، تكرمة الله لهذه الأمة»[8].
[1] أخرجه الترمذي (أبواب الفتن، رقم 2232) وحسنه، وابن ماجه (كتاب الفتن، رقم 4083)، وأحمد (17/254) [مؤسسة الرسالة، ط1]، والحاكم (كتاب الفتن والملاحم، رقم 8673) واللفظ له، وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة (2/328، رقم 711).
[2] هو الحديث السابق نفسه، وهذا لفظ ابن ماجه.
[3] أخرجه أبو داود (كتاب المهدي، رقم 4282)، والترمذي (أبواب الفتن، 2230) وقال: حسن صحيح، وأحمد (6/42) [مؤسسة الرسالة، ط1]، وصححه الألباني في صحيح الجامع (رقم 7275).
[4] أجلى الجبهة؛ أي: خفيف شعر ما بين النزعتين من الصدغين، والذي انحسر الشعر عن جبهته. وأقنى الأنف؛ أي: طويل الأنف مع دقة أرنبته، وحدب في وسطه. ينظر: النهاية في غريب الحديث والأثر (162، 775) [دار ابن الجوزي، ط1، 1421هـ].
[5] أخرجه أبو داود (كتاب المهدي، رقم 4285) واللفظ له، وأحمد (17/209) [مؤسسة الرسالة، ط2، 1428هـ]، وابن حبان (كتاب التاريخ، رقم 6826)، والحاكم (كتاب الفتن والملاحم، رقم 8670)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع رقم (6736).
[6] أخرجه أبو داود (كتاب المهدي، رقم 4283)، وأحمد (2/163) [مؤسسة الرسالة، ط1]، ومن طريقه الضياء في المختارة (2/172) [دار خضر، ط3]، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير رقم (5305).
[7] أخرجه البخاري (كتاب أحاديث الأنبياء، رقم 3449)، ومسلم (كتاب الإيمان، رقم 155).
[8] أخرجه بهذا اللفظ: الحارث بن أسامة في مسنده، كما ذكر ابن القيم في المنار المنيف (147، 148) [مكتب المطبوعات الإسلامي، ط1]، وقال: «هذا إسناد جيد». قال الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة (5/276، رقم 2236) [مكتبة المعارف، 1415هـ]: «وهو كما قال ابن القيم رحمه الله: فإن رجاله كلهم ثقات، من رجال أبي داود». والحديث رواه مسلم (كتاب الإيمان، رقم 156) من دون ذكر المهدي، قال الشيخ محمد صديق خان عن حديث مسلم: «ليس فيه أيضًا ذكر المهدي؛ ولكن لا مَحْمَل له ولأمثاله من الأحاديث إلا المهدي المنتظر» اهـ. ينظر الإذاعة لما كان وما يكون بين يدي الساعة (180، 181) [دار ابن حزم، ط1، 1421هـ].
قال أبو الحسن الآبري: «قد تواترت الأخبار واستفاضت وكثرت بكثرة رواتها عن المصطفى صلّى الله عليه وسلّم بخروجه، وأنه من أهل بيته، وأنه يملك سبع سنين، وأنه يملأ الأرض عدلاً، وأنه يخرج مع عيسى عليه السلام؛ فيساعده في قتل الدجال بباب لُدّ بأرض فلسطين، وأنه يؤم هذه الأمة، ويصلي عيسى خلفه»[1].
وقال السفاريني: «والصواب الذي عليه أهل الحق: أن المهدي غير عيسى، وأنه يخرج قبل نزول عيسى عليه السلام، وقد كثرت بخروجه الروايات حتى بلغت حد التواتر المعنوي، وشاع ذلك بين علماء السُّنَّة حتى عد من معتقداتهم... وقد روي عمن ذكر من الصحابة وغير من ذكر منهم رضي الله عنهم بروايات متعددة، وعن التابعين من بعدهم، ما يفيد مجموعه العلم القطعي. فالإيمان بخروج المهدي واجب كما هو مقرر عند أهل العلم، ومدوَّن في عقائد أهل السُّنَّة والجماعة»[2].
وقال صديق حسن خان: «الأحاديث الواردة في المهدي، على اختلاف رواياتها، كثيرة جدًّا، تبلغ حد التواتر المعنوي، وهي في السنن وغيرها من دواوين الإسلام من المعاجم والمسانيد... وأمره مشهور بين الكافة من أهل الإسلام على ممر الأعصار، وأنه لا بد في آخر الزمان من ظهور رجل من أهل البيت النبوي، يؤيد الدين ويظهر العدل، ويتبعه المسلمون، ويستولي على الممالك الإسلامية، ويُسمى بالمهدي»[3].
[1] نقله عنه السخاوي في القناعة في ما يحسن الإحاطة به من أشراط الساعة (79) [أضواء السلف، ط1].
[2] لوامع الأنوار البهية (2/84).
[3] الإذاعة لما كان وما يكون بين يدي الساعة (149، 150).
المسألة الأولى: وقت خروجه ومكانه:
لم يثبت دليل صحيح يبين الجهة التي يخرج منها المهدي، ويرى بعض العلماء أن جهة خروجه جهة المشرق[1]، مستدلين بحديث ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول صلّى الله عليه وسلّم: «إذا رأيتم الرايات السود قد جاءت من قبل من خراسان فأتوها، فإن فيها خليفة الله المهدي» [2]. لكنه حديث ضعيف لا تقوم به حجة. ويكون وقت خروجه قبل عيسى عليه السلام ويعاصره، ويشهد مقتل الدجال[3]، كما دلَّ عليه حديث جابر رضي الله عنه السابق ذكره، قال: قال رسول صلّى الله عليه وسلّم: «ينزل عيسى ابن مريم، فيقول أميرهم المهدي: تعال صلِّ بنا. فيقول: لا، إن بعضهم أمير بعض، تكرمة الله لهذه الأمة» [4]. قال ابن حجر الهيتمي: «خروج المهدي قبل نزول عيسى هو الحق. وأما ما قيل: إنه بعد نزوله فبعيد، والأحاديث ترد على قائله فلا ينظر إليه»[5]. ولم يثبت تحديد وقت خروجه بشهر أو بعام، قال صديق حسن خان: «لا شك في أن المهدي يخرج في آخر الزمان، من غير تعيين لشهر وعام»[6].
المسألة الثانية: شريعة المهدي:
المهدي لا يأتي بشريعة جديدة بل يحكم بشريعة الإسلام متبعًا لنبيِّنا محمد صلّى الله عليه وسلّم، كما دلَّت عليه الأحاديث السابق ذكرها، ومنها: حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم، وإمامكم منكم؟» [7]، وحديث جابر رضي الله عنه قال: قال رسول صلّى الله عليه وسلّم: «ينزل عيسى ابن مريم، فيقول أميرهم المهدي: تعال صل بنا. فيقول: لا، إن بعضهم أمير بعض، تكرمة الله لهذه الأمة» [8]، فصلاة عيسى عليه السلام خلف المهدي لبيان أن عيسى عليه السلام نزل متبعًا لنبيِّنا محمد صلّى الله عليه وسلّم حاكمًا بشريعته صلّى الله عليه وسلّم.
المسألة الثالثة: الضوابط التي يُعرف بها المهدي، في ضوء الأحاديث السابق ذكرها:
1 ـ تطابق اسم المهدي مع اسم النبي صلّى الله عليه وسلّم كما دلَّ عليه حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «لا تذهب أو تنقضي الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي» ، وفي رواية: «يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي»[9].
2 ـ أنه من ولد فاطمة رضي الله عنها ابنة النبي صلّى الله عليه وسلّم، كما دلَّ عليه حديث أم سلمة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله يقول: «المهدي من عترتي من ولد فاطمة»[10].
3 ـ أن تنطبق عليه الصفات الخَلقية الواردة التي قالها فيه الرسول صلّى الله عليه وسلّم: «المهدي مني أجلى الجبهة، أقنى الأنف»[11].
4 ـ المهدي يصلحه الله في ليلة، كما دلَّ عليه حديث علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «المهدي منا أهل البيت، يصلحه الله في ليلة» [12]. وقد اختلف العلماء في المراد بصلاح المهدي في ليلة، هل معناه: أنه يصلحه في أمر دينه ولم يكن صالحًا؟ أو أنه يصلحه لأمر الولاية وإمارة الناس؟ والأظهر هو الثاني؛ أي: أن الله يصلح المهدي في ليلة لإمارة الناس، ويمن الله عليه بصفات تؤهله لقيادة المسلمين، ويرفع قدره في ليلة واحدة أو في ساعة واحدة من الليل؛ حيث يتفق على خلافته أهل الحل والعقد فيها[13]. والقول بأنه كان عاصيًا فيهديه الله في ليلة لا يستقيم وقيادة الناس بعلم شرعي مؤصل؛ وذلك أن المهدي يحكم بينهم ويفتيهم، ويفصل بينهم في خصوماتهم، ويقودهم في القتال؛ وهذا العلم لا يجتمع في ليلة؛ إلا أن يكون وحيًا، والوحي للأنبياء فقط[14].
5 ـ يظهر وقد امتلأت الأرض جورًا وظلمًا، فيملأها قسطًا وعدلاً، كما جاء في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه وفيه: «يملأ الأرض قسطًا وعدلاً كما ملئت جورًا وظلمًا»[15].
6 ـ أنه يقسم المال بين المسلمين بالعدل والسوية، ويكثر الخير في عهده، ويصلح حال الأمة، كما دلَّ عليه حديث عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «يخرج في آخر أمتي المهدي، يسقيه الله الغيث، وتخرج الأرض نباتها، ويعطي المال صحاحًا، وتكثر الماشية، وتعظم الأمة»[16].
[1] النهاية أو الفتن والملاحم (1/29). وينظر: المنار المنيف (152).
[2] أخرجه ابن ماجه (كتاب الفتن، رقم 4084)، وأحمد (37/70) [مؤسسة الرسالة، ط1] واللفظ له، والبزار (10/100) [مكتبة العلوم والحكم، ط1]، والحاكم (كتاب الفتن والملاحم، رقم 8432) وصححه، ورواه ابن الجوزي في العلل المتناهية وقال: فيه علي بن زيد قال أحمد ويحيى ليس بشيء. (العلل المتناهية 2/ 377-379 المكتبة الإمدادية). وقال الذهبي: أراه منكرا. (ميزان الاعتدال علي بن زيد بن جدعان رقم 4485 دار الفكر العربي)
[3] ينظر: القناعة في ما يحسن الإحاطة به من أشراط الساعة (78)، ولوامع الأنوار البهية (2/84 ـ 86)، والبحور الزاخرة (1/470) [دار غراس، ط1، 1428هـ].
[4] تقدم تخريجه.
[5] القول المختصر في علامات المهدي المنتظر (80) [دار الصحوة، ط1]، وينظر البحور الزاخرة (1/469).
[6] الإذاعة لما كان وما يكون بين يدي الساعة (182).
[7] تقدم تخريجه.
[8] تقدم تخريجه.
[9] تقدم تخريجه.
[10] تقدم تخريجه.
[11] تقدم تخريجه.
[12] أخرجه ابن ماجه (كتاب الفتن، رقم 4085)، وأحمد (2/74) [مؤسسة الرسالة، ط1]، وأشار العقيلي إلى ضعفه في الضعفاء (4/465) [دار المكتبة العلمية، ط1]، وقال البوصيري: (هذا إسناد فيه مقال). مصباح الزجاجة (2/204) [دار العربية، ط2].
[13] ينظر: شرح العقيدة الطحاوية (2/460) [دار الآثار، ط1، 1428هـ]، والمهدي وفقه أشراط الساعة (36) [دار بلنسية، الدار العالمية، ط1، 1423هـ].
[14] ينظر: نهاية العالم أشراط الساعة الصغرى والكبرى (190) [دار التدمرية، ط8، 1431هـ].
[15] تقدم تخريجه.
[16] تقدم تخريجه.
تزعم الرافضة أن المهدي هو المحبوس في غار في سامراء من عام (260هـ) حتى الآن، وأنه هو الذي سيخرج آخر الزمان. قال ابن كثير: «ليس بالمنتظر الذي تزعم الروافض وترتجي ظهوره من سرداب في سامراء، فإِن ذاك ما لا حقيقة له ولا عين ولا أثر»[1]. وقال: «يخرج المهدي ويكون ظهوره من بلاد المشرق، لا من سرداب سامراء كما تزعمه جهلة الرافضة من أنه موجود فيه الآن، وهم ينتظرون خروجه في آخر الزمان، فإن هذا نوع من الهذيان، وقسط كثير من الخذلان، وهوس شديد من الشيطان؛ إذ لا دليل عليه ولا برهان، لا من كتاب ولا من سُنَّة، ولا من معقول صحيح ولا استحسان»[2].
كما أن بعض العلماء من أهل السُّنَّة أنكروا وجود المهدي لعدم ثبوت الأدلة عندهم[3]؛ وهذا لا حجة لهم فيه؛ إذ إن أحاديث المهدي ثابتة وصحيحة، وقال ابن تيمية رحمه الله: «إن الأحاديث التي يحتج بها على خروج المهدي أحاديث صحيحة رواها أبو داود والترمذي وأحمد وغيرهم»[4].
وروي عن مجاهد بن جبر[5]، وعن الحسن البصري[6]؛ أن المهدي هو عيسى عليه السلام، وهذا غير صحيح، وما روي عنهما لم يصح إسناده إليهما. قال السفاريني: «والصواب الذي عليه أهل الحق أن المهدي غير عيسى، وأنه يخرج قبل نزول عيسى عليه السلام، وقد كثرت بخروجه الروايات حتى بلغت حد التواتر المعنوي، وشاع ذلك بين علماء السُّنَّة حتى عد من معتقداتهم...»[7].
[1] النهاية أو الفتن والملاحم (1/24).
[2] النهاية أو الفتن والملاحم (1/29). وينظر: المنار المنيف (152).
[3] ينظر: مجموعة رسائل الشيخ عبد الله بن زيد آل محمود (3/493 وما بعدها) [العبيكان، ط1، 1427هـ]، وتفسير المنار (9/499) [دار المعرفة، ط2].
[4] منهاج السُّنَّة (8/254) [جامعة الإمام، ط1]، وينظر: القول المختصر في علامات المهدي المنتظر (32، 33).
[5] رواه ابن أبي شيبة (15/198) [الدار السلفية، 1399هـ]، وفيه ليث بن أبي سليم، وهو ضعيف كثير الاضطراب، وكان قد اختلط ولم يميز، فترك حديثه. ينظر كتاب: الموسوعة في أحاديث المهدي (178) [المكتبة المكية، دار ابن حزم، ط1، 1420هـ].
[6] رواه نعيم بن حماد في كتاب الفتن (1/374) رقم (1108)، و(1/376) رقم (1119). ونعيم بن حماد لا يحتج به، وراوي كتابه عنه ضعيف أيضًا، وفيه علل أخرى. تنظر في كتاب الموسوعة في أحاديث المهدي (175، 176).
[7] لوامع الأنوار البهية (2/84).
1 ـ «الاحتجاج بالأثر على من أنكر المهدي المنتظر»، لحمود بن عبد الله التويجري.
2 ـ «الإذاعة لما كان وما يكون بين يدي الساعة»، لمحمد صديق خان.
3 ـ «البرهان في علامات مهدي آخر الزمان»، لعلي حسام المتقي الهندي.
4 ـ «السنن الواردة في الفتن وغوائلها والساعة وأشراطها» (ج5)، لعثمان بن سعيد الداني.
5 ـ «عقد الدرر في أخبار المنتظر»، ليوسف السلمي.
6 ـ «القناعة في ما يحسن الإحاطة به من أشراط»، للسخاوي.
7 ـ «كتاب الفتن» (ج1)، لنعيم بن حماد المروزي.
8 ـ «لوامع الأنوار البهية» (ج2)، للسفاريني.
9 ـ «المنار المنيف»، لابن القيم.
10 ـ «المهدي المنتظر في ضوء الأحاديث والآثار الصحيحة»، لعبد العليم عبد العظيم البستوي.
11 ـ «الموسوعة في أحاديث المهدي»، لعبد العليم عبد العظيم البستوي.