حرف الميم / ميكائيل

           

ميكائيل اسم، يقال: هو (ميكا) أضيف إلى (إيل)، وميكائين بالنون لغة، يهمز ولا يهمز، ويقال: ميكال وهو لغة[1]، وفي اسمه عليه السلام لغات عدة[2].


[1] ينظر: لسان العرب (15/290) [دار صادر].
[2] ينظر: تفسير القرطبي (2/264) [مؤسسة الرسالة، ط1، 1427هـ]


ملك من الملائكة الكرام؛ بل من أعيانهم، ورد ذكره في القرآن والسُّنَّة، وهو ذو مكانه عالية، ومنزلة رفيعة عند ربه، وله وظائف يقوم بها بأمر الله سبحانه وتعالى[1].


[1] ينظر: شرح العقيدة الطحاوية (2/62) [مؤسسة الرسالة، ط3، 1432هـ].


الإيمان بميكائيل واجب ويدخل في عموم وجوب الإيمان بالملائكة، الذي هو الركن الثاني من أركان الإيمان.



ميكائيل من أعيان الملائكة عليهم السلام، ولا شكَّ في أن تخصيص الله تعالى، وتخصيص رسوله صلّى الله عليه وسلّم ميكائيل بالذكر يدل على المنزلة العظيمة، والمكانة الرفيعة التي له عليه السلام.



قال الله تعالى: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ} [البقرة: 285] وميكائيل داخل في عموم الملائكة أيضًا ورد ذكره عليه السلام في القرآن الكريم في قوله عزّ وجل: {مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ *} [البقرة] ، حيث بيَّن تعالى أن من عادى جبريل أو ميكائيل فقد عادى الله عزّ وجل.
كما ذكره النبي صلّى الله عليه وسلّم في دعائه الذي كان يفتتح به صلاة الليل فقال: «اللَّهُمَّ رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة» [1]، وعن سمُرة بن جندب رضي الله عنه، قال: قال النبي صلّى الله عليه وسلّم: «رأيت الليلة رجلين أتياني، فقالا: الذي يوقد النار: مالك خازن النار، وأنا جبريل، وهذا ميكائيل»[2].


[1] أخرجه مسلم (كتاب صلاة المسافرين وقصرها، رقم 770).
[2] أخرجه البخاري (كتاب بدء الخلق، رقم 3236).


المسألة الأولى: فضل ميكائيل:
ميكائيل عليه السلام ذو مكانه عالية، ومنزلة رفيعة عند ربه، ولذا خصَّه الله بالذكر مع جبريل في قوله جلّ جلاله: {مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ *} [البقرة] ، وعطفهما على الملائكة، مع أنهما من جنسهم لشرفهما، من قبيل عطف الخاص على العام، فإنهما دخلا في الملائكة، ثم عموم الرسل، ثم خصّصا بالذكر[1]. أيضًا فإن في تخصيص النبي صلّى الله عليه وسلّم له مع جبريل وإسرافيل في دعائه الذي كان يفتتح به صلاة الليل فيقول: «اللَّهُمَّ رب جبريل وميكائيل وإسرافيل فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة»[2] دلالة على فضل وتشريف الثلاثة على سائر الملائكة[3].
المسألة الثانية: وظيفته:
ميكائيل عليه السلام موكل بالقطر والغيث، لما ثبت في حديث ابن عباس رضي الله عنهما؛ أن النبي صلّى الله عليه وسلّم سأل جبريل عليه السلام على أي شي ميكائيل فقال: «على النبات والقطر»[4]، وهناك ملائكة تزجر السحاب وتسوقه، كما دل عليه قوله تعالى: {فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا *} [الصافات] ، وعلى ذلك فإنهم من أتباع ميكائيل عليه السلام.
المسألة الثالثة: خصائصه عليه السلام:
نزوله مع جبريل عليه السلام على النبي صلّى الله عليه وسلّم، كما حديث أُبي بن كعب رضي الله عنه؛ أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «أتاني جبريل عن يميني، وميكائيل عن يساري، فقال جبريل: اقرأ القرآن على حرف واحد، فقال ميكائيل: استزده، حتى بلغ سبعة أحرف، كلها شاف كاف»[5].
ومن خصائص ميكائيل: قتاله ومدافعته عن الرسول صلّى الله عليه وسلّم هو وجبريل عليه السلام يوم أُحد، فعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: «رأيت عن يمين رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وعن شماله يوم أُحد رجلين عليهما ثياب بياض، ما رأيتهما قبل ولا بعد. يعني: جبريل وميكائيل عليه السلام» وفي رواية: «يقاتلان عنه كأشد القتال»[6].


[1] ينظر: تفسير ابن كثير (1/346) [دار طيبة، ط4، 1428هـ].
[2] تقدم تخريجه.
[3] ينظر: عون المعبود (2/471) [دار الفكر، ط3، 1399هـ].
[4] أخرجه ابن أبي شيبة في كتاب العرش (462) [مكتبة الرشد، ط1]، والطبراني في الكبير (11/379) [مكتبة ابن تيمية، ط2]، وقال الهيثمي في المجمع (9/19) [مكتبة القدسي]: فيه محمد بن أبي ليلى، وقد وثقه جماعة، ولكنه سيِّئ الحفظ، وبقية رجاله ثقات.
[5] أخرجه النسائي (كتاب الافتتاح، رقم 941)، وأحمد (35/69) [مؤسسة الرسالة، ط2، 1429]، والضياء في المختارة (3/335) [دار خضر، ط3]، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (رقم 843).
[6] أخرجه مسلم (كتاب الفضائل، رقم 2306).