قال الله تعالى: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ} [البقرة: 285] وميكائيل داخل في عموم الملائكة أيضًا ورد ذكره عليه السلام في القرآن الكريم في قوله عزّ وجل: {مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ *} [البقرة] ، حيث بيَّن تعالى أن من عادى جبريل أو ميكائيل فقد عادى الله عزّ وجل.
كما ذكره النبي صلّى الله عليه وسلّم في دعائه الذي كان يفتتح به صلاة الليل فقال: «اللَّهُمَّ رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة» [1]، وعن سمُرة بن جندب رضي الله عنه، قال: قال النبي صلّى الله عليه وسلّم: «رأيت الليلة رجلين أتياني، فقالا: الذي يوقد النار: مالك خازن النار، وأنا جبريل، وهذا ميكائيل»[2].
[1] أخرجه مسلم (كتاب صلاة المسافرين وقصرها، رقم 770).
[2] أخرجه البخاري (كتاب بدء الخلق، رقم 3236).
المسألة الأولى: فضل ميكائيل:
ميكائيل عليه السلام ذو مكانه عالية، ومنزلة رفيعة عند ربه، ولذا خصَّه الله بالذكر مع جبريل في قوله جلّ جلاله: {مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ *} [البقرة] ، وعطفهما على الملائكة، مع أنهما من جنسهم لشرفهما، من قبيل عطف الخاص على العام، فإنهما دخلا في الملائكة، ثم عموم الرسل، ثم خصّصا بالذكر[1]. أيضًا فإن في تخصيص النبي صلّى الله عليه وسلّم له مع جبريل وإسرافيل في دعائه الذي كان يفتتح به صلاة الليل فيقول: «اللَّهُمَّ رب جبريل وميكائيل وإسرافيل فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة»[2] دلالة على فضل وتشريف الثلاثة على سائر الملائكة[3].
المسألة الثانية: وظيفته:
ميكائيل عليه السلام موكل بالقطر والغيث، لما ثبت في حديث ابن عباس رضي الله عنهما؛ أن النبي صلّى الله عليه وسلّم سأل جبريل عليه السلام على أي شي ميكائيل فقال: «على النبات والقطر»[4]، وهناك ملائكة تزجر السحاب وتسوقه، كما دل عليه قوله تعالى: {فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا *} [الصافات] ، وعلى ذلك فإنهم من أتباع ميكائيل عليه السلام.
المسألة الثالثة: خصائصه عليه السلام:
نزوله مع جبريل عليه السلام على النبي صلّى الله عليه وسلّم، كما حديث أُبي بن كعب رضي الله عنه؛ أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «أتاني جبريل عن يميني، وميكائيل عن يساري، فقال جبريل: اقرأ القرآن على حرف واحد، فقال ميكائيل: استزده، حتى بلغ سبعة أحرف، كلها شاف كاف»[5].
ومن خصائص ميكائيل: قتاله ومدافعته عن الرسول صلّى الله عليه وسلّم هو وجبريل عليه السلام يوم أُحد، فعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: «رأيت عن يمين رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وعن شماله يوم أُحد رجلين عليهما ثياب بياض، ما رأيتهما قبل ولا بعد. يعني: جبريل وميكائيل عليه السلام» وفي رواية: «يقاتلان عنه كأشد القتال»[6].
[1] ينظر: تفسير ابن كثير (1/346) [دار طيبة، ط4، 1428هـ].
[2] تقدم تخريجه.
[3] ينظر: عون المعبود (2/471) [دار الفكر، ط3، 1399هـ].
[4] أخرجه ابن أبي شيبة في كتاب العرش (462) [مكتبة الرشد، ط1]، والطبراني في الكبير (11/379) [مكتبة ابن تيمية، ط2]، وقال الهيثمي في المجمع (9/19) [مكتبة القدسي]: فيه محمد بن أبي ليلى، وقد وثقه جماعة، ولكنه سيِّئ الحفظ، وبقية رجاله ثقات.
[5] أخرجه النسائي (كتاب الافتتاح، رقم 941)، وأحمد (35/69) [مؤسسة الرسالة، ط2، 1429]، والضياء في المختارة (3/335) [دار خضر، ط3]، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (رقم 843).
[6] أخرجه مسلم (كتاب الفضائل، رقم 2306).