حرف الواو / الوعد

           

الواو والعين والدال: كلمةٌ صحيحةٌ تدلُّ على تَرجِيَةٍ بِقَوْل. يقال: وَعَدْتُه أعِدُهُ وَعْدًا. ويقال: وعَدَه الأَمْرَ وبه يَعِدُ عِدَةً ووَعْدًا ومَوْعِدًا ومَوْعِدَةً ومَوْعودًا ومَوْعودَةً، ويكون ذلك بخيرٍ وشَرٍّ. فأمّا الوَعِيدُ فلا يكون إلا بشَرّ. يقولون: أوعَدْتُه بكذا. فإذا أُسْقِطَا قيلَ في الخَيْرِ: وعَدَ، وفي الشَّرِّ: أوعَدَ وقالوا: أوعَدَ بالخَيْرِ وبالشَّرّ، والمُوَاعَدَة من المِيعاد. والعِدَة: الوَعْد، وجمعها عِدَاتٌ: والوَعْد لا يجمع[1].


[1] مقاييس اللغة (6/95) [اتحاد الكتاب العرب، 1423هـ]، القاموس المحيط (416).


الوعد : هو كل نص ورد فيه الوعد من الله عزّ وجل أو من رسوله صلّى الله عليه وسلّم ـ لمن فعله أو أتى به ـ بالخير الدنيوي أو الأخروي. قال القرطبي: «الوعد هو الخبر عن المثوبة عند الموافقة»[1].


[1] التذكرة للقرطبي (227) [دار الفكر].


العلاقة بين المعنى اللغوي والمعنى الشرعي العموم والخصوص، فإن الوعد الشرعي مختص بالخير، أما الوعد اللغوي فيكون بالخير والشر.



يطلق على الوعد: نصوص الوعد، أهل الوعد، إنفاذ الوعد.



يجب الإيمان بجميع موعودات الله عزّ وجل ووعده لأهل طاعته ولأهل الإيمان به، فلا أصدق منه حديثًا ولا أصدق منه قيلاً، وهو ذو الجود والكرم والرحمة والإحسان.



قال يحيى بن معاذ: «الوعد والوعيد حق. فالوعد حق العباد على الله، ضمن لهم إذا فعلوا كذا أن يعطيهم كذا ومن أولى بالوفاء من الله. الوعيد حقه على العباد، قال: لا تفعلوا كذا فأعذبكم، ففعلوا فإن شاء عفا، وإن شاء أخذ لأنه حقه وأولاهما بربنا تبارك وتعالى العفو والكرم إنه غفور رحيم»[1].
وقال ابن أبي زمنين المالكي رحمه الله: «ومن قول أهل السُّنَّة أن الوعد فضل الله عزّ وجل ونعمته، والوعيد عدله وعقوبته، وأنه جعل الجنة دار المطيعين بلا استثناء، وجهنم دار الكافرين بلا استثناء، وأرجى لمشيئته من المؤمنين العاصين من شاء، والله يحكم لا معقب لحكمه ولا يسأل عن فعله، وقال عز من قائل فيما وعد به المؤمنين المطيعين: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ *} [النساء] »[2].
وقال العمراني اليماني الشافعي رحمه الله: «إن من وعد الله ثوابًا على عمل عمله بفضل من الله ونعمة، ولا يوصف الله بأنه يخلف وعده، لقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ *} [آل عمران] ، ومن أوعده عذابًا على ذنب أذنبه فإن الوعيد حق له وترك الوفاء بالوعيد كرم وجود، وربنا موصوف بالجود والكرم، وكيف لا يحسن من الله العفو عن الذنب وقد أمرنا به وحضنا عليه ومدح فاعله»[3].


[1] الحجة في بيان المحجة (2/74) [دار الراية، ط2].
[2] أصول السُّنَّة لابن أبي زَمَنِين (256) [مكتبة الغرباء، المدينة، ط1، 1415هـ].
[3] الانتصار في الرد على المعتزلة القدرية الأشرار ليحيى العمراني (3/376) [أضواء السلف، الرياض، ط1] .


كل من نظر في القرآن الكريم والسُّنَّة المطهرة يتبين له أن وعد الله عزّ وجل لأهل طاعته ثلاثة أقسام:
الأول: الوعد العام لأهل الإيمان والطاعة؛ بالرحمة والمغفرة والرضوان، ومن النصوص الدالة على ذلك قوله تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ *} [التوبة] ، وقوله تعالى: {قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ} [آل عمران: 15] ، وأصحاب هذا الوعد هم كل من اتصف بالصفات المذكورة في الآيات على تفاوت في مراتبهم، ويجمعهم مرتبتان من المراتب التي صنف الله عزّ وجل إليها المصطفين من عباده في قوله تعالى: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ *} [فاطر] وهما مرتبة: السابق بالخيرات، ومرتبة: المقتصد، أما الظالم لنفسه فهو من أهل الوعد في الجملة، ولكن قد يعذب على قدر ذنوبه وقد يعفى عنه، ولكنه لا يخلد في النار.
الثاني: الوعد الخاص المتعلق بأشخاص معينين لصفاتهم وأحوالهم، وذلك مثل أنبياء الله ورسله عليهم السلام، كما في قوله تعالى: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا *} [النساء] ، وقوله تعالى: {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا} [مريم: 58] ، ويدخل في ذلك المعيّنون بأوصاف خاصة كصحابة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأزواجه كما في قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ يَوْمَ لاَ يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ *} [التحريم] .
وقوله تعالى: {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ *} [التوبة] ، وقوله تعالى: {لاَ يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلاًّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ *} [الحديد] .
الثالث: الوعد الخاص على أعمال معينة من أتى بها استحق كذا، وذلك مثل قوله تعالى: {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لاَ يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلاَ أَذىً لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ *} [البقرة] ونحوها.
فهذا القسم من الوعد لأهل الإسلام ينقسم أهله إلى قسمين:
الأول: الذين أتوا به وهم مستقيمون على ما سواه من أوامر الشرع ومجتنبون للكبائر، فهؤلاء هم الموعودون بذلك والمستحقون على الله عزّ وجل تفضلاً منه وكرمًا ما وعدهم به، وهم داخلون تحت قول الله تعالى: {وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيرًا *} [النساء] ، وقوله تعالى: {وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُكْفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ *} [التغابن] وغيرها من الآيات.
الثاني: الذين أتوا بهذه الأعمال وهم فيما سواها مقصِّرون، من ترك للواجبات أو وقوع في المحرمات، فهذا الصنف مستحق لوعد الله عزّ وجل فيما وعدهم به؛ فإن الله لا يخلف وعده، ولكن قد يُعاقبهم بذنوبهم ثم يُعطيهم ما وعدهم به، وقد يعفو عنهم ويعطيهم ما وعدهم به، وقد يَذهب ما وُعدوا به لغرمائهم كما في حديث المفلس[1]، وهذا الصنف أصحابه يدخلون تحت قول الله عزّ وجل: {وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لأَِمْرِ اللَّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ *} [التوبة] ، فهذه الآية وإن كان سبب نزولها الثلاثة الذين خُلِّفوا في غزوة تبوك[2]، إلا أنها قاعدة لعموم أهل الذنوب بأن من مات ولم يتب فأمره إلى الله عزّ وجل، وهو تحت المشيئة كما قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء: 48] .
وكما قال صلّى الله عليه وسلّم في حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وَحَوْلَهُ عِصَابَةٌ مِنْ أَصْحَابِهِ: «بايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئًا، ولا تسرقوا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا أولادكم، ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم، ولا تعصوا في معروف، فمن وفى منكم فأجره على الله، ومن أصاب من ذلك شيئًا فعوقب في الدنيا فهو كفارة له، ومن أصاب من ذلك شيئًا ثم ستره الله فهو إلى الله، إن شاء عفا عنه وإن شاء عاقبه» فبايعناه على ذلك[3]، وقد استدل به على ذلك أيوب السختياني رحمه الله، فقد روى ابن بطة رحمه الله عن سلام بن أبي مطيع قال: «شهدت أيوب وعنده رجل من المرجئة، فجعل يقول: إنما هو الكفر والإيمان قال: وأيوب ساكت، قال: فأقبل عليه أيوب فقال: أرأيت قوله: {وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لأَِمْرِ اللَّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ} أمؤمنون أم كفار؟ فسكت الرجل، قال: فقال له أيوب: اذهب فاقرأ القرآن فكل آية فيها ذكر النفاق، فإني أخافها على نفسي»[4].
فهذا الصنف ممن وقعوا في الكبائر ولم يتوبوا قبل الموت تحت المشيئة وهم المقصودون في كلام أهل العلم بأصحاب الكبائر أو الفاسق الملي، وهم باتفاق أهل السُّنَّة تحت المشيئة، فإما أن يعفو الله عنهم وإما أن يعذبهم بقدر ذنوبهم، وإذا دخلوا النار فهم لا يخلدون فيها وإنما يخرجون منها بعد أن يمحَّصوا من ذنوبهم. كما دل على ذلك قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء: 48] ، وكذلك حديث عبادة بن الصامت، وكذلك أحاديث الشفاعة كحديث أنس بن مالك رضي الله عنه، ومما جاء فيه قوله صلّى الله عليه وسلّم بعد أن يؤذن له صلّى الله عليه وسلّم بالشفاعة: «فأقول: يا ربِّ، أُمَّتِي أُمَّتِي، فيقول: انطلق فأخرج منها من كان في قلبه مثقال شعيرة من إيمان، فأنطلق فأفعل» [5] ونحوها من الأحاديث.
فهؤلاء أصناف أهل الوعد، وهذا حالهم بالنسبة لعِدات الله عزّ وجل. المراتب:
أهل الوعد على مراتب ثلاث، هي:
1 ـ السابقون بالخيرات، وهم المقربون.
2 ـ المقتصدون، وهم أصحاب اليمين.
3 ـ الظالمون لأنفسهم، وهم العصاة من أهل الإسلام.
وقد جاء ذكر هذه المراتب في قوله تعالى: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ *جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أْسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ *وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ *الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لاَ يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلاَ يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ *} [فاطر]
وقد رُوِيَ عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال في هذه الآية: «هم أمة محمد صلّى الله عليه وسلّم، ورَّثَهم الله كل كتاب أنزله؛ فظالمهم يغفر له، ومقتصدهم يحاسب حسابًا يسيرًا، وسابقهم يدخل الجنة بغير حساب»[6]، وجاء نحوه عن ابن مسعود رضي الله عنه[7].


[1] وهو حديث أبي هريرة أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «أتدرون ما المفلس؟» قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، فقال: «إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة، وصيام، وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يُقضى ما عليه أُخذ من خطاياهم فطُرحت عليه، ثم طرح في النار» . أخرجه مسلم (كتاب البر والصلة والآداب، رقم 2581).
[2] انظر: تفسير الطبري (14/467) فقد رواه عن قتادة رحمه الله وغيره.
[3] أخرجه البخاري (كتاب الإيمان، رقم 18)، ومسلم (كتاب الحدود، رقم 1709).
[4] الإبانة لابن بطة (2/754) رقم (1052) [دار الراية الرياض] .
[5] أخرجه البخاري (كتاب التوحيد، رقم 7510)، ومسلم (كتاب الإيمان، رقم 193).
[6] أخرجه الطبري في تفسيره (19/368) [دار هجر، ط1]، وسنده حسن.
[7] أخرجه الطبري في تفسيره (19/368) [دار هجر، ط1]، وسنده ضعيف.


ـ نصوص الوعد:
سبق بيان أن نصوص الوعد على أقسام، والمقصود هنا بالمسألة هو نصوص الوعد التي جاءت على بعض الأعمال وتشعر أنها كافية في حصول النجاة والفلاح لمن التزم مضمون الوعد المعين، وقد تتعارض تلك النصوص في ظاهرها مع نصوص أخرى، وهي كلها نصوص صحيحة، ومن تلك النصوص:
حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «أشهد أن لا إله إلاّ الله، وأنِّي رسول الله، لا يلقى الله بهما عبد غَيْر شاكٍّ فِيهِما، إلاّ دخلَ الجنّة»[1].
وحديث عثمان بن عفان رضي الله عنه عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنه قال: «من مات وهو يعلم أنَّه لا إله إلاّ الله، دخل الجنة»[2]
وحديث عتبان بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «لا يشهد أحد أن لا إله إلا الله، وأنِّي رسول الله، فيدخل النار، أو تطعمه»[3].
فهذه النصوص وأمثالها قد يظن ظان أنها تتعارض مع نصوص الوعيد التي وردت على بعض الأعمال مثل حديث جبير بن مطعم رضي الله عنه، أَنَّه سمع النَّبي صلّى الله عليه وسلّم يَقُولُ: «لا يَدخل الجنّة قاطعٌ»[4].
وحديث أبي هريرة رضي الله عنه، أنَّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «لا يدخل الجنّة من لا يأمن جاره بوائقه»[5].
وحديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «لا يدخل الجنّة من كان في قلبه مثقال ذرَّة من كبر»[6].
وحديث معقل بن يسار رضي الله عنه عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «ما من عبد يسترعيه الله رعيَّة، يموت يوم يموت وهو غاشٌّ لرعيته، إلا حرم الله عليه الجنّة»[7]
وحديث أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «من اقتطع حقَّ امرئ مسلم بيمينِه، فقد أوجب الله له النّار، وحرَّم عليه الجنّة» ، فقال له رجل: وإن كان شيئًا يسيرًا يا رسول الله؟ قال: «وإن قضيبًا من أراك» [8]، ونحوها من الأحاديث.
وتلك الروايات في الوعد تتعارض مع الأمر بالتزام الفرائض والواجبات الدينية إذ أنها لم يرد فيها سوى تعليق الفلاح بعمل من الأعمال الواجبة كالشهادتين ونحوها قال ابن خزيمة رحمه الله: «وبيقين يعلم كل عالم من أهل الإسلام أن النبي صلّى الله عليه وسلّم لم يرد بهذه الأخبار أن من قال: لا إله إلا الله أو زاد مع شهادة أن لا إله إلا الله شهادة أن محمدًا رسول الله، ولم يؤمن بأحد من الأنبياء، غير محمد صلّى الله عليه وسلّم ولا آمن بشيء من كتاب الله، ولا بجنة ولا نار، ولا بعث ولا حساب أنه من أهل الجنة، لا يعذب بالنار، ولئن جاز للمرجئة الاحتجاج بهذه الأخبار، وإن كانت هذه الأخبار ظاهرها خلاف أصلهم، وخلاف كتاب الله وخلاف سنن النبي صلّى الله عليه وسلّم، جاز للجهمية الاحتجاج بأخبار رويت عن النبي صلّى الله عليه وسلّم إذا تؤوِّلت على ظاهرها»[9].
وأهل العلم لهم عدة أجوبة عن ذلك بعد اتفاقهم على أن النجاة متحققة بفضل الله لمن كان من أهل المرتبتين السابق ذكرهما في مراتب أهل الوعد، أما من عداهما ممن خلّطوا ووقعوا في الكبائر أو التفريط بالواجبات وأتوا ببعض الأعمال الواردة في أحاديث الوعد فلأهل العلم أجوبة عديدة في بيان معنى الأحاديث، وهي:
1 ـ أن هذه الفضيلة في تلك الأحاديث هي لمن قالها عند الندم والتوية، ومات على ذلك، وبهذا قال البخاري. وابن خزيمة[10].
2 ـ أن المراد بدخول الجنة في هذه الأحاديث هو دخولها بعد مجازاته بما يستحق من العقوبة إن لم يغفر الله له[11].
3 ـ أن المراد من تحريم دخول النار؛ أي: عدم دخول النار؛ أي: النار التي أعدت للكافرين التي من دخلها لا يخرج منها، بخلاف النار التي يدخلها عصاة الموحدين ممن شاء الله عقابه.
4 ـ أنَّ لا إله إلا الله سبب لدخول الجنة والنجاة من النار ومقتضى لذلك، ولكن المقتضى لا يعمل عمله إلا باستجماع شروطه وانتفاء موانعه، وقد يتخلف عنه مقتضاه لفوات شرط من شروطه أو لوجود مانع، وبهذا قال الحسن، فعن الحسن بن عميرة قال: قيل للحسن: «إن ناسًا يقولون: من قال لا إله إلا الله دخل الجنة. قال: من قال لا إله إلا الله فأدى حقها وفرْضها، دخل الجنة». وقيل لوهب بن منبه: أليس مفتاح الجنة لا إله إلا الله؟ قال: نعم، ولكن ليس مفتاح إلا له أسنان، فمن جاء به بأسنانه فتح، وإلا لم يفتح»[12].
وهذا ظاهر كلام القاضي عياض، وما رجَّحه النووي وابن تيمية وابن القيم وابن رجب وابن حجر، وكثير من الأئمة، وهو أنه لا بد مع (لا إله إلا الله) من عمل الصالحات وتجنب الكبائر، الذي هو تحقيق لمعناها ومقتضاها، ودليل على الصدق فيها، ومن فرَّط في ذلك فأمره إلى الله عزّ وجل إن شاء عفا عنه وإن شاء عاقبه، وإن عاقبه بالنار فإنه لا يخلد فيها وإنما مآله إلى الجنة[13].


[1] أخرجه مسلم (كتاب الإيمان، رقم 27).
[2] أخرجه مسلم (كتاب الإيمان، رقم 26).
[3] أخرجه مسلم (كتاب الإيمان، رقم 33).
[4] أخرجه البخاري (كتاب الأدب، رقم 5984)، ومسلم (كتاب البر والصلة والآداب، رقم 2556).
[5] أخرجه مسلم (كتاب الإيمان، رقم 46).
[6] أخرجه مسلم (كتاب الإيمان، رقم 91).
[7] أخرجه البخاري (كتاب الأحكام، 7150)، ومسلم (كتاب الإيمان، رقم 142) واللفظ له.
[8] أخرجه مسلم (كتاب الإيمان، رقم 137).
[9] كتاب التوحيد لابن خزيمة (2/815) [مكتبة الرشد، الرياض ط5، 1414هـ].
[10] انظر: كلام البخاري في كتاب اللباس. فتح الباري (10/295). وانظر: كتاب التوحيد لابن خزيمة (2/831).
[11] انظر شرح النووي على مسلم (1/219).
[12] أخرجه عنهما الأصبهاني في الحجة (2/158).
[13] انظر الآثار السابقة وأقوال العلماء في شرح النووي على مسلم (1/219)، والانتصار في الرد على المعتزلة القدرية (3/757)، وكلمة الإخلاص وتحقيق معناها لابن رجب (14)، وفتح الباري لابن حجر (1/226)، ومعارج القبول (1/343)، والدين الخالص (3/137 ـ 147)، وتيسير العزيز الحميد (87 ـ 91).


يخالف أهل السُّنَّة في نصوص الوعد طائفتان: الأولى: بعض المرجئة، والثانية: الوعيدية من الخوارج والمعتزلة
أولاً: المرجئة:
نصوص الوعد السابق ذكرها مع الفهم الذي فهمه أهل السُّنَّة منها، فإنهم جمعوا بين مدلولها وبين مدلول النصوص الشرعية الأخرى، وكذلك ما أجمع عليه أهل السُّنَّة والجماعة؛ من أن أصحاب الكبائر الذين ماتوا ولم يتوبوا من ذنوبهم أنهم تحت المشيئة، قال العمراني رحمه الله: «ومذهب أهل السُّنَّة أن الموحدين لا يكفرون بفعل شيء من المعاصي الصغائر والكبائر، وإذا عملوا الكبائر وتابوا لم تضرهم، وإن ماتوا قبل التوبة منها فأمرهم إلى الله إن شاء عذبهم عليها وإن شاء غفرها لهم»[1].
ويوافقهم في ذلك الأشاعرة والماتريدية وأصحاب أبي حنيفة والذين من قولهم إخراج العمل من مسمى الإيمان، ويقصدون بذلك أن العمل ليس داخلاً في مسمى الإيمان لكنهم يجعلون العمل من واجباته ولوازمه وأن التفريط بالعمل أو ارتكاب الكبائر بدون توبة منها يعرض فاعل ذلك للعقوبة المنصوص عليها في الشرع، وأنهم تحت المشيئة.
ويخالف في ذلك كله طائفة من المرجئة، يرون أن من أتى بعقد الإسلام فليس فيه وعيد، وأن أهل الإسلام ناجون بعقد الإسلام بدون الحاجة إلى عمل، قال الأشعري وهو يحكي كلام المرجئة في الأخبار إذا وردت من قبل الله سبحانه وظاهرها العموم على سبع فرق: فذكر أربع فرق ثم قال: «وزعمت الفرقة الخامسة من المرجئة أنه ليس في أهل الصلاة وعيد إنما الوعيد في المشركين، قالوا: وقول الله عزّ وجل: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّدًا} [النساء: 93] وما أشبه ذلك من آي الوعيد في المستحلِّين دون المحرّمين، قالوا: فأما الوعد من الله فهو واجب للمؤمنين، والله عزّ وجل لا يخلف وعده، والعفو أولى بالله، والوعد لهم قول الله: {وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ} [الحديد: 16] ، {قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ} [الزمر: 53] وما أشبه ذلك من آي القرآن، وزعم هؤلاء أنه كما لا ينفع مع الشرك عمل كذلك لا يضر مع الإيمان عمل ولا يدخل النار أحد من أهل القبلة.
وحكي عن بعض العلماء باللغة أنه قال: من أخبر الله أنه يثيبه أثابه ومن أخبر أنه يعاقبه من أهل القبلة لم يعاقبه ولم يعذبه وذلك يدل على كرمه، وزعم أن العرب كانت تمتدح الوعد والعفو عما توعدت عليه»[2].
وقال الشهرستاني: اليونسية؛ أصحاب يونس بن عون النميري، زعم أن الإيمان هو المعرفة بالله، والخضوع له وترك الاستكبار عليه، والمحبة بالقلب. فمن اجتمعت فيه هذه الخصال فهو مؤمن وما سوى ذلك من الطاعة فليس من الإيمان ولا يضر تركها حقيقة الإيمان، ولا يعذب على ذلك إذا كان الإيمان خالصًا، واليقين صادقًا.
وقال: ومن تمكن في قلبه الخضوع لله، والمحبة له على خلوص ويقين لم يخالفه في معصية، وإن صدرت منه معصية فلا تضره بيقينه وإخلاصه، والمؤمن إنما يدخل الجنة بإخلاصه ومحبته، لا بعمله وطاعته.
وحكى الشهرستاني عن عبيد المكتئب الذي تُنسب إليه فرقة العبيدية أنه قال: ما دون الشرك مغفور لا محالة، وإن العبد إذا مات على توحيده لا يضره ما اقترف من الآثام واجترح من السيئات[3].
فهذه الفرق من المرجئة هم غلاة أهل الإرجاء وهم الذين يُعمِلون نصوص الوعد ويهملون نصوص الوعيد فيأخذون ببعض الحق ويتركون بعضًا. قال ابن خزيمة رحمه الله بعد أن ذكر نصوص الوعيد وأنه ضل فيها صنفان: «صنف: منهم الخوارج والمعتزلة، أنكرت إخراج أحد من النار ممن يدخل النار، وأنكرت هذه الأخبار التي ذكرناها في الشفاعة، الصنف الثاني: الغالية من المرجئة التي تزعم أن النار حرمت على من قال: لا إله إلا الله، تتأول هذه الأخبار التي رويت عن النبي صلّى الله عليه وسلّم في هذه اللفظة على خلاف تأويلها»[4].
وقال العمراني رحمه الله: «واحتجت المرجئة... بالأخبار المشهورة عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنه قال: «من كان آخر كلامه لا إله إلا الله محمد رسول الله دخل الجنّة» [5]، وبما روى عبادة بن الصامت أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «من شهد أن لا إله إلا الله، وأنّ محمدًا رسول الله، حُرِّم على النّار»[6]»[7].
فهؤلاء قد أخذوا بنصوص الوعد فيما يتعلق بحكم أصحاب الكبائر في الآخرة وزعموا أن أهل القبلة لا وعيد فيهم، وقولهم مردود بثلاثة أنواع من الأدلة:
الأول: نصوص الشرع الموجبة للأوامر الشرعية كالصلاة والزكاة وسائر أركان الإسلام، والمهددة لمن تركها أو تهاون فيها، ومنها قول الله تعالى: {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ *الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ *} [الماعون] ، وقول الله تعالى: {وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَّرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [آل عمران: 180] .
الثاني: النصوص الشرعية الناهية عن ارتكاب ما حرم الله عزّ وجل ومعصيته ومعصية رسوله صلّى الله عليه وسلّم، كقوله تعالى: {وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا *} [الجن] .
الثالث: النصوص الشرعية التي ورد فيها ذكر عذاب خاص على بعض الأعمال وهي كثيرة، ومنها قول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا *} [النساء] ، وقول الله تعالى {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا *} [النساء] .
فهذه ثلاثة أنواع من الأدلة، وتحتها من الأفراد ما لا يحصى إلا بمشقة من كثرتها، بل إن ذلك يتعارض مع رسالة الإسلام ودعوة النبي صلّى الله عليه وسلّم وجهاده، وفيها إبطال للشرع، ولهذا قال بعض أهل العلم: إن المرجئة قد أبطلت الملة والشرع، ومن ذلك قول سفيان: «لقد تركت المرجئة هذا الدين أرق من السابري[8]»[9]، وقال إبراهيم النخعي: «تركت المرجئة الدين أرق من ثوب سابري»[10]، وقال أيضًا: «المرجئة أخوف عندي على أهل الإسلام من عدلهم من الأزارقة»[11]؛ وذلك أن هذا الفهم والمعتقد يخالف أصل الإسلام ودعوة الرسول صلّى الله عليه وسلّم. قال ابن الجوزي رحمه الله: «وقالت المرجئة: إن من أقر بالشهادتين وأتى بكل المعاصي لم يدخل النار أصلاً، وخالفوا الأحاديث الصحاح في إخراج الموحدين من النار. قال ابن عقيل: ما أشبه أن يكون واضع الإرجاء زنديقًا؛ فإن صلاح العالم بإثبات الوعيد واعتقاد الجزاء، فالمرجئة لما لم يمكنهم جحد الصانع لما فيه من نفور الناس ومخالفة العقل أسقطوا فائدة الإثبات، وهي الخشية والمراقبة، وهدموا سياسة الشرع، فهم شر طائفة على الإسلام»[12].
الثانية: الوعيدية الخوارج والمعتزلة، هم القائلون بإنفاذ الوعيد على أهل الإسلام، فمن ارتكب ذنبًا من الكبائر ومات بدون توبة فإنه مخلد في نار جهنم.


[1] الانتصار في الرد على المعتزلة القدرية الأشرار، للعمراني الشافعي (3/666).
[2] مقالات الإسلاميين للأشعري (1/124) [المكتبة العصرية ط1، 1426هـ].
[3] الملل والنحل (1/140) [مؤسسة الحلبي].
[4] كتاب التوحيد لأبي بكر ابن خزيمة (2/769).
[5] أخرجه أبو داود (كتاب الجنائز، رقم 3116)، وأحمد (36/363) [مؤسسة الرسالة، ط1]، والحاكم (كتاب الجنائز، رقم 1299) وصححه، وصححه الألباني في الإرواء (رقم 687). وليس في لفظه: (محمد رسول الله).
[6] أخرجه مسلم (كتاب الإيمان، رقم 29) بنحوه.
[7] الانتصار في الرد على المعتزلة القدرية الأشرار، للعمراني الشافعي (3/757).
[8] السَّابِرِيُّ: ثيابِ رقاقُ. لسان العرب (4/340).
[9] حلية الأولياء لأبي نعيم (7/33) [السعادة، مصر، 1394هـ].
[10] شرح أصول اعتقاد أهل السُّنَّة والجماعة (5/1061) رقم (1807) [دار طيبة، ط8، 1423هـ].
[11] الإبانة لابن بطة (2/889) رقم (1233).
[12] تلبيس إبليس (76) [ دار الفكر، ط1، 1421هـ].


1 ـ «الإيمان» لابن تيمية.
2 ـ «تفسير الطبري».
3 ـ «كتاب التوحيد»، لابن خزيمة.
4 ـ «مقالات الإسلاميين»، للأشعري.
5 ـ «الملل والنحل»، للشهرستاني.
6 ـ «الإبانة»، لابن بطة.
7 ـ «الانتصار في الرد على المعتزلة القدرية الأشرار»، للعمراني الشافعي.
8 ـ «الدر النقي شرح ألفاظ الخرقي»، ليوسف بن عبد الهادي.
9 ـ «روح المعاني»، للآلوسي.
10 ـ «الوعد الأخروي»، لعيسى السعدي.