اليوم : الياء والواو والميم: كلمة واحدة هي: اليوم الواحد من الأيام، وهو مذكر، وجمعه أيّام، وأصله أَيْوامٌ.
وقد يراد باليوم: الوقت مطلقًا، ليلاً كان أو نهارًا، قليلاً كان أو كثيرًا، كيوم الدين؛ لعدم الطلوع والغروب حينئذ، وكقولهم: ذخرتك لهذا اليوم؛ أي: لهذا الوقت[1].
الآخر : الهمزة والخاء والراء أصل واحد إليه ترجع فروعه، ويأتي الآخر في اللغة بعدة معان، منها: الباقي، والتالي للأول، والغائب، ونقيض وخلاف المتقدم، ومقابل الأول، ولا يتعدد[2].
[1] انظر: مقاييس اللغة (6/159) [دار الفكر، 1399هـ]، ولسان العرب (12/649) [دار صادر، ط3]، وترتيب القاموس المحيط (4/685) [دار الفكر، ط3]، والنهاية في غريب الحديث (5/303) [دار الفكر]، والكليات (981) [مؤسسة الرسالة، ط2، 1413هـ].
[2] انظر: مقاييس اللغة (1/70)، وغريب الحديث لابن الجوزي (1/29) [دار الكتاب العربي، 1396هـ]، ولسان العرب (4/15، 14)، وترتيب القاموس (1/120).
والإيمان به واجب على الإجمال، وعلى التفصيل فيما ثبت عند المكلف، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: «على كل مكلف أن يقر بما ثبت عنده، من أن الرسول أخبر به وأمر به، وأما ما أخبر به الرسول ولم يبلغه أنه أخبر به، ولم يمكنه العلم بذلك، فهو لا يعاقب على ترك الإقرار به مفصلاً، وهو داخل في إقراره بالمجمل العام»[1].
ومنكره كافر؛ لقوله تعالى: {وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا *} [النساء] .
[1] مجموع الفتاوى (3/327).
قال تعالى: {لَيْسَ الْبِرُّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلاَئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ} [البقرة: 177].
ولما سأل جبريل عليه السلام النبي صلّى الله عليه وسلّم عن الإيمان قال: «أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره»[1].
وقال صلّى الله عليه وسلّم: «سلوا الله العفو والعافية واليقين في الآخرة والأولى»[2].
[1] أخرجه مسلم (كتاب الإيمان، رقم 8)، من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، واللفظ له. وأخرجه البخاري (كتاب الإيمان، رقم50)، و(كتاب التفسير، رقم 4777)، ومسلم (كتاب الإيمان، رقم 9)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
[2] أخرجه الترمذي (أبواب الدعوات، رقم 3558) وحسَّنه، وابن ماجه (كتاب الدعاء، رقم 3849)، وأحمد (1/185) [مؤسسة الرسالة، ط1، 1421هـ] واللفظ له، والحاكم (كتاب الدعاء، رقم 1938) وصححه.
المسألة الأولى: الأمور التي يتضمنها الإيمان باليوم الآخر:
يتضمن الإيمان باليوم الآخر ثلاثة أمور: الإيمان بأشراط الساعة التي هي من مقدماته، والبرزخ وما يجري فيه إذ هو أول منازل الآخرة، والنفخ في الصور فالبعث وما بعده إلى الاستقرار في دار القرار[1].
المسألة الثانية: هل يعلم وقت اليوم الآخر؟
لقد استأثر الله تعالى بمعرفة اليوم الآخر ومتى تقوم الساعة، وهو من الغيب الذي لا يعلمه إلا الله تعالى، قال سبحانه: {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ} الآية [لقمان: 34] .
[1] انظر: النهاية في الفتن والملاحم (1/40 ـ 184)، وشرح العقيدة الطحاوية (2/754 ـ 759) [مؤسسة الرسالة، ط1، 1408هـ]، ومجموع الفتاوى (3/145).
للإيمان باليوم الآخر ثمرات جليلة؛ منها[1]:
1 ـ حث العبد على فعل الطاعات والمسابقة في الخيرات رغبة في الثواب الكائن في ذلك اليوم.
2 ـ دفع العبد إلى ترك المعاصي والمنكرات؛ خوفًا من العقاب الكائن في ذلك اليوم.
3 ـ تسلية المؤمن عما يفوته من نعيم الدنيا ومتاعها بما يرجوه من نعيم الآخرة وثوابها.
4 ـ وقوف العبد على فضل الله وعدله، في المجازاة على الأعمال الصالحة والسيئة.
[1] انظر: تفسير السعدي (37)، وعقيدة أهل السُّنَّة والجماعة (19).
خالف في اليوم الآخر الفلاسفة والدهرية والباطنية وغيرهم[1].
[1] انظر: الملل والنحل (2/58، 235) فما بعد [دار المعرفة، ط1، 1410هـ]، وتفسير ابن كثير (4/137) [دار الفكر، 1406هـ]، وتلبيس إبليس (125) [دار الكتاب العربي، ط1، 1405هـ]، ومجموع الفتاوى (3/29، 31)، ودائرة المعارف الإسلامية (7/404) فما بعد [دار الفكر].
1 ـ «الإيمان باليوم بالآخر»، للحمد.
2 ـ «تفسير القرآن العظيم» (ج4)، لابن كثير.
3 ـ «تلبيس إبليس»، لابن الجوزي.
4 ـ «رسائل الآخرة» (ج1)، للعبيدي.
5 ـ «شرح العقيدة الطحاوية» (ج2)، لابن أبي العز.
6 ـ «فتح الباري» (ج1)، لابن حجر.
7 ـ «القيامة الكبرى» الأشقر.
8 ـ «مجموع الفتاوى» (ج3)، لابن تيمية.
9 ـ «الملل والنحل» (ج2)، للشهرستاني.
10 ـ «النهاية في الفتن والملاحم» (ج1)، لابن كثير.