حرف الألف / أهل الأثر

           

قال ابن فارس رحمه الله: «الهمزة والثاء والراء، له ثلاثة أصول: تقديم الشيء، وذكر الشيء، ورسم الشيء الباقي... وأما حديث عمر: «ما حلفت بعدها آثرًا ولا ذاكرًا»[1] فإنه يعني بقوله: (آثرًا): مخبرًا عن غيري... من قولك: أثرت الحديث، وحديث مأثور»[2].
وحديث مأثور؛ أي: يخبر الناس به بعضهم بعضًا.
وحديث مأثور: يأثره عدل عن عدل[3].


[1] أخرجه البخاري (كتاب الأيمان والنذور، رقم 6647)، ومسلم (كتاب الأيمان، رقم 1646).
[2] مقاييس اللغة (1/53)، مادة: (أثر) [دار الجيل].
[3] ينظر: تهذيب اللغة (15/86) [دار إحياء التراث العربي، 1421هـ].


هم المتمسكون بالقرآن، وما ثبت من السُّنَّة النبوية، أو عن الصحابة الكرام، والتابعين لهم بإحسان، ولم يتلبسوا بمقالات أهل الأهواء والبدع[1].


[1] ينظر: لوامع الأنوار (1/64)، وينظر: (1/73، 94، 241) [دار المكتب الإسلامي، ط2، 1405هـ].


سُمّي أهل السُّنَّة بهذا الاسم لاعتمادهم على المأثور عن الله تعالى، ورسوله صلّى الله عليه وسلّم، وأصحابه رضي الله عنهم، تلك الطريق السالمة من البدع والشوائب. والنسبة إلى هذا اللقب: أثري، أو: الأثري. ولذا قال السفاريني بعدما أشار إلى الإمام أحمد رحمه الله: «فإنه إمامُ أهلِ الأثرِ فمن نحا منحاه فهو الأثري»[1].


[1] لوامع الأنوار (1/41).


أهل السُّنَّة والجماعة، الجماعة، السلف، أهل الحديث، السواد الأعظم، الطائفة المنصورة، الفرقة الناجية.



يجب لزوم منهج أهل الأثر؛ لأنه المنهج المعتمد على الكتاب والسُّنَّة، وفهم سلف هذه الأمة.



قال الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَومِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً *} [النساء] .
وقال تعالى: {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا *} [النساء] .
وقال تعالى: {وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ} [النساء: 83] .
وقال صلّى الله عليه وسلّم: «عليكم بسُنَّتي وسُنَّة الخلفاء الراشدين المهديين، تمسكوا بها وعَضُّوا عليها بالنواجذ»[1].


[1] أخرجه أبو داود (كتاب السُّنَّة، رقم 4607)، والترمذي (أبواب العلم، رقم 2676) وصححه، وابن ماجه (المقدمة، رقم 42)، وأحمد في مسنده (28/373) [مؤسسة الرسالة، ط1]، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود (3/871) [المكتب الإسلامي، ط1، 1409هـ].


قال أبو حاتم الرازي رحمه الله: «علامة أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر، وعلامة الزنادقة تسميتهم أهل السُّنَّة حشوية»[1] فعبَّر عن (أهل السُّنَّة) بـ(أهل الأثر)[2].
وقال ابن الجوزي رحمه الله: «ولا ريب في أن أهل النقل والأثر المتبعين آثار رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وآثار أصحابه هم أهل السُّنَّة؛ لأنهم على تلك الطريق التي لم يحدث فيها حادث، وإنما وقعت الحوادث والبدع بعد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأصحابه»[3].
وقال السفاريني رحمه الله في بيان معنى أهل الأثر: هم «الذين إنما يأخذون عقيدتهم من المأثور عن الله جلَّ شأنه في كتابه، أو في سُنَّة النبي صلّى الله عليه وسلّم، أو ما ثبت وصح عن السلف الصالح من الصحابة الكرام، والتابعين الفخام، دون زبالات أهل الأهواء والبدع»[4]


[1] شرح أصول اعتقاد أهل السُّنَّة والجماعة (1/200 ـ 201)، وينظر: (1/204) [دار طيبة، ط4، 1416هـ].
[2] وهو استعمال دارج عند أهل السُّنَّة، ينظر: التوحيد لابن خزيمة (1/56، 57) [دار الرشد، ط6]، وشرح أصول اعتقاد أهل السُّنَّة والجماعة (1/202)، والحجة في بيان المحجة (1/192) (2/203، 511) [دار الراية، ط2]، ودرء التعارض (1/275) [جامعة الإمام، ط1].
[3] تلبيس إبليس (27 ـ 28) [دار الجيل، 1408هـ].
[4] لوامع الأنوار (1/64)، وينظر: (1/73، 94، 241) [دار المكتب الإسلامي، ط2، 1405هـ].


1 ـ «شرح أصول اعتقاد أهل السُّنَّة والجماعة»، للالكائي.
2 ـ «الحجة في بيان المحجة»، لقوام السُّنَّة الأصبهاني.
3 ـ «لوامع الأنوار»، للسفاريني.
4 ـ «وسطية أهل السُّنَّة بين الفرق»، لمحمد باكريم.
5 ـ «درء التعارض»، لابن تيمية.
6 ـ «فضل علم السلف على الخلف»، لابن رجب.
7 ـ «التحف في مذاهب السلف»، للشوكاني.
8 ـ «معرفة علوم الحديث»، للحاكم.
9 ـ «إكمال المعلم»، للقاضي عياض.
10 ـ «تيسير العزيز الحميد»، لسليمان بن عبد الله.