الحاء والضاد والراء: أصل يدل على إيراد الشيء، ووروده ومشاهدته، والحُضورُ نقيض المغيب والغيبة، يقال: حضَرَ يحضُرُ حُضورًا وحِضَارَةً، وأحضرَ الشيءَ وأحضَره إياه، وكان ذلك بِحَضرةِ فلان وحِضرته وحُضرته وحَضَرِه ومَحْضَرِه، وكلَّمتُه بِحَضْرَةِ فلان وبمَحَضْرٍ منه؛ أَي: بِمَشْهَدٍ منه، وحُضِرَ المريض واحْتُضِرَ؛ إِذا نزل به الموت[1].
[1] انظر: مقاييس اللغة (2/60) [دار الفكر، 1399هـ]، ولسان العرب (4/196) [دار صادر، ط3].
أما من القرآن؛ فقول الله تعالى: {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ *لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ *} [المؤمنون] .
وقوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلاَ أَوْلاَدُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ *وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلاَ أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ *وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ *} [المنافقون] .
وقوله عزّ وجل: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلاَئِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ *} [فصلت] ، وهذا عند الاحتضار، كما ذكر جمع من المفسرين[1].
وقوله سبحانه وتعالى يصف حال المشركين عند اقتراب الموت: {يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلاَئِكَةَ لاَ بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَحْجُورًا *} [الفرقان] .
ومن السُّنَّة: قول النبي صلّى الله عليه وسلّم: «من أحبَّ لقاء الله أحبَّ الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه» ، فقالت عائشة رضي الله عنها: يا نبي الله أكراهية الموت؟ فكلنا نكره الموت، فقال: «ليس كذلك، ولكن المؤمن إذا بشر برحمة الله ورضوانه وجنته أحب لقاء الله فأحب الله لقاءه، وإن الكافر إذا بشر بعذاب الله وسخطه كره لقاء الله وكره الله لقاءه»[2].
وفي الحديث الصحيح: «وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات» [3]. وفتنة الموت: فتنة الاحتضار أو القبر، وأضيفت إلى الموت؛ لقربها منه[4].
وكان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يكثر أن يقول: «اللَّهُمَّ ثبِّت قلبي على دينك»، فقال رجل: يا رسول الله تخاف علينا وقد آمنا بك وصدقناك بما جئت به!؟ فقال: «إن القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن عزّ وجل يقلبها»[5].
وقال صلّى الله عليه وسلّم: «إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل إليه من السماء ملائكة بيض الوجوه كأن وجوههم الشمس، معهم كفن من أكفان الجنة وحنوط من حنوط الجنة حتى يجلسوا منه مد البصر... وإن العبد الكافر إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل إليه من السماء ملائكة سود الوجوه معهم المسوح، فيجلسون منه مد البصر»[6].
[1] تفسير ابن كثير (1/284)، وتفسير السعدي (748).
[2] أخرجه البخاري (كتاب الرقاق، رقم 6507)، ومسلم (كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، رقم 2684).
[3] أخرجه البخاري (كتاب الأذان، رقم 832)، ومسلم (كتاب المساجد ومواضع الصلاة، رقم 589).
[4] انظر: شرح صحيح مسلم للنووي (5/85) [دار إحياء التراث العربي، ط2]، وعمدة القاري شرح صحيح البخاري (6/117) [دار إحياء التراث العربي].
[5] أخرجه الترمذي (أبواب القدر، رقم 2140) وحسَّنه، وابن ماجه (كتاب الدعاء، رقم 3834) واللفظ له، وأحمد (19/160) [مؤسسة الرسالة، ط1]، والحاكم (كتاب الدعاء، رقم 1927) وصححه، وصححه الألباني في تحقيقه لمشكاة المصابيح (1/37) [المكتب الإسلامي، ط3].
[6] أخرجه أحمد (30/499) [مؤسسة الرسالة، ط1]، والبيهقي في الشعب (1/610) [مكتبة الرشد، ط1]، وغيرهما من حديث البراء بن عازب رضي الله عنه، قال البيهقي: هذا حديث صحيح الإسناد، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1/344).
قال ابن كثير رحمه الله: «فكل مُفَرِّط يندم عند الاحتضار، ويسأل طول المدة ولو شيئًا يسيرًا، يستعتب ويستدرك ما فاته، وهيهات كان ما كان، وأتى ما هو آت، وكل بحسب تفريطه»[1].
وقال السعدي رحمه الله: «يخبر تعالى عن حال من حضره الموت من المفرطين الظالمين أنه يندم في تلك الحال، إذا رأى مآله، وشاهد قبح أعماله، فيطلب الرجعة إلى الدنيا، لا للتمتع بلذاتها، واقتطاف شهواتها، وإنما ذلك ليقول: {لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ} من العمل، وفرطت في جنب الله»[2].
وقال الشنقيطي رحمه الله: «وما تضمنته الآية الكريمة من أن الكافر والمفرط في عمل الخير، إذا حضر أحدهما الموت طلبا الرجعة إلى الحياة؛ ليعملا العمل الصالح الذي يدخلهما الجنة، ويتداركا به ما سلف منهما من الكفر والتفريط»[3].
[1] تفسير ابن كثير (8/133).
[2] تفسير السعدي (508) [مؤسسة الرسالة، ط4].
[3] أضواء البيان (5/821) [المطابع الأهلية، 1403هـ].
المسألة الأولى: علامات الاحتضار:
للاحتضار علامات تظهر على كثير مِن المحتضرين ومَن نزل بهم الموت، وقد عرفت بدليل الحسّ والمشاهدة والتتبع لكثير من المُحْتَضِرِين، من نحو: بُرودة الأطراف والقدمين، وعرق الجبين للمؤمن، والهذيان والهلع والإغماء عند البعض منهم، والحشرجة التي تكون في الصدر، والغرغرة في الحلق، والنشاط والخفة، فبعض المُحْتَضِرِين يجد قبل موته خفّة ونشاطًا لم يُعهدا عليه من قبل، كأن يكون مريضًا ومغمًى عليه مدة طويلة، ثمّ قبل وفاته يستيقظ من إغمائه وكأنه صحيح معافى، ويجد هذا النشاط، وهذا ليس على الإطلاق[1]
المسألة الثانية: أقسام الناس عند الاحتضار وتمايزهم في قبض الروح وخروجها:
جاء تقسيم الناس عند الاحتضار في آخر سورة الواقعة إلى ثلاثة أقسام: مقربين، وأصحاب يمين، ومكذبين ضالين[2]، قال تعالى: {فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ *فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ *وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ *فَسَلاَمٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ *وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّآلِّينَ *فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ *} [الواقعة] .
قال السعدي: «ذكر الله تعالى أحوال الطوائف الثلاث: المقربين، وأصحاب اليمين، والمكذبين الضالين في أول السورة في دار القرار، ثم ذكر أحوالهم في آخرها، عند الاحتضار والموت»[3]، ثم ساق الآيات بتفسيرها.
وعليه؛ فيختلف قبض الأرواح وانتزاعها، وكيفية خروجها، وما ينالها بعد ذلك من شخص لآخر.
قال صلّى الله عليه وسلّم: «نفس المؤمن تخرج رشحًا، ونفس الكافر تخرج من شدقه كما تخرج نفس الحمار»[4].
وقد جاءت السُّنَّة بالتفريق بين نزع روح المؤمن وروح الكافر وما يعقب ذلك، كما في قوله صلّى الله عليه وسلّم: «... إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة، نزل إليه ملائكة من السماء بيض الوجوه، كأن وجوههم الشمس، معهم كفن من أكفان الجنة، وحنوط من حنوط الجنة، حتى يجلسوا منه مد البصر، ثم يجيء ملك الموت عليه السلام حتى يجلس عند رأسه، فيقول: أيتها النفس الطيبة، اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان، قال: فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من في السقاء... وإن العبد الكافر، إذا كان في انقطاع من الدنيا، وإقبال من الآخرة، نزل إليه من السماء ملائكة سود الوجوه، معهم المسوح، فيجلسون منه مد البصر، ثم يجيء ملك الموت، حتى يجلس عند رأسه، فيقول: أيتها النفس الخبيثة اخرجي إلى سخط من الله وغضب، قال: فتفرق في جسده، فينتزعها كما ينتزع السفود من الصوف المبلول...»[5].
المسألة الثالثة: إحسان الظن بالله تعالى عند الاحتضار، وسؤال المغفرة والرحمة:
ينبغي للمسلم عند الاحتضار أن يتفكر في سعة رحمة الله ومغفرته وعفوه؛ لقوله صلّى الله عليه وسلّم: «لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله عزّ وجل» [6]، وفي هذا تغليب لجانب الرجاء.
وقد علَّق النووي على الحديث بقوله: «قال العلماء: هذا تحذير من القنوط، وحثُّ على الرجاء عند الخاتمة، وقد سبق في الحديث الآخر قوله سبحانه وتعالى: «أنا عند ظن عبدي بي»[7] ، قال العلماء: معنى «حسن الظن بالله تعالى : أن يظن أنه يرحمه ويعفو عنه، قالوا: وفي حالة الصحة يكون خائفًا راجيًا، ويكونان سواء، وقيل: يكون الخوف أرجح، فإذا دنت أمارات الموت غلب الرجاء أو محضه؛ لأن مقصود الخوف: الانكفاف عن المعاصي والقبائح، والحرص على الإكثار من الطاعات والأعمال، وقد تعذر ذلك أو معظمه في هذا الحال، فاستحب إحسان الظن المتضمن للافتقار إلى الله تعالى، والإذعان له، ويؤيده الحديث المذكور بعده: «يبعث كل عبد على ما مات عليه» ، ولهذا عقبه مسلم للحديث الأول. قال العلماء: معناه: يبعث على الحالة التي مات عليها»[8].
وقد استحسن بعض العلماء أن يذكر المريض بسعة رحمة الله ولطفه وبره، ليحسن ظنه بربه؛ وكذا تلقينه محاسن عمله عند موته؛ لكي يحسن ظنه بربه[9]، كما فعل ابن عباس مع عائشة رضي الله عنهم عند موتها.
ومن إحسان الظن بالله تعالى عند الاحتضار الدعاء بالمغفرة والرحمة؛ تأسيًا بالنبي صلّى الله عليه وسلّم، فإنه كان يقول في ساعة الاحتضار: «اللَّهُمَّ اغفر لي، وارحمني، وألحقني بالرفيق الأعلى»[10].
المسألة الرابعة: تقبل توبة المحتضر ما لم يغرغر:
لقوله تعالى: {إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا *} [النساء] . والتوبة من قريب هي التوبة قبل حضور الموت؛ أي: قبل الغرغرة[11].
ويمكن القول: إن الغرغرة تكون آخر وقت الاحتضار بعد رؤية الملك وانتزاعه الروح، وفي الحديث: «إن الله تعالى يقبل توبة العبد ما لم يغرغر» [12]؛ أي: ما لم تبلغ روحه حلقومه[13].
ويدل على قبول التوبة حال الاحتضار وقبل المعاينة والنزع: ما ثبت في «الصحيحين» من دعوة النبي صلّى الله عليه وسلّم عمه أبا طالب إلى التوحيد وهو في حال الاحتضار[14]، قال ابن مفلح مفسرًا لحضور الوفاة: «المراد قربت وفاته وحضرت دلائلها، وذلك قبل المعاينة والنزع، ولو كان في حال المعاينة والنزع لما نفعه الإيمان؛ لقوله تعالى: {وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ} [النساء: 18] ، ويدل على أنه قبل المعاينة محاورته للنبي صلّى الله عليه وسلّم مع كفار قريش»[15].
ولما ثبت في «الصحيحين» من دعوته صلّى الله عليه وسلّم للغلام اليهودي ـ الذي عاده في مرض موته ـ إلى التوحيد[16]، فأسلم ومات عليه، فكان من الناجين، ومن الصحابة المرضيين.
ومما يستدل به في هذا الباب: «أن من قربت نفسه من الزهوق فمات له ميت أنه يرثه، وإن قدر على النطق فأسلم، فإنه مسلم يرثه المسلمون من أهله، وأنه إن شخص ولم يكن بينه وبين الموت إلا نفس واحد فمات من أوصى له بوصية فإنه قد استحقها، فمن قتله في تلك الحال قِيد به»[17]، بخلاف ما إذا بلغت الروح الحلقوم، فإنه «لا تصح وصيته ولا صدقته ولا شيء من تصرفاته باتفاق الفقهاء»[18].
أما ساعة معاينة ملك الموت ونزع الروح فإن التوبة لا تقبل؛ للحديث المتقدم في الغرغرة، ولقوله تعالى: {وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ} [النساء: 18] ، فهذا هو المعاين الذي لا تقبل توبته؛ كتوبة فرعون لما رأى الملائكة وأدركه الغرق قال: {آمَنْتُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ *} [يونس] ، فكان الجواب: {آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ *} [يونس] .
قال القرطبي: «التوبة مبسوطة للعبد حتى يعاين قابض الأرواح، وذلك عند غرغرته بالروح، وإنما يغرغر به إذا قطع الوتين، فشخص من الصدر إلى الحلقوم، فعندها المعاينة، وعندها حضور الموت... فيجب على الإنسان أن يتوب قبل المعاينة والغرغرة، وهو معنى قوله تعالى: {ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ} [النساء: 17] »[19].
المسألة الخامسة: تمني الكافر والمفرط استئناف الحياة عند الاحتضار:
وذلك لإصلاح ما قد أفسد؛ لأنه في تلك الساعة ينكشف له الغطاء عما ينتظره من عذاب؛ لسوء عمله، فيحاول تدارك ذلك بالعودة إلى الحياة مرة ثانية، وإعادة التجربة مرة أخرى، ولكن هيهات، فقد فات الآوان، قال تعالى: {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ *لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ *} [المؤمنزن] .
قال ابن كثير مفسرًا الآية: «يخبر تعالى عن حال المحتضر عند الموت من الكافرين أو المفرطين في أمر الله تعالى، وقيلهم عند ذلك، وسؤالهم الرجعة إلى الدنيا؛ ليصلح ما كان أفسده في مدة حياته»[20].
المسألة السادسة: تمني الموت حال الاحتضار:
يختلف حكم تمني الموت حال الاحتضار عنه حال الحياة المستمرة، فيجوز في الأولى دون الثانية.
قال التبريزي لمّا تكلم على حديث: «من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه» [21] ما نصه: «محبة لقاء الله لا تدخل في النهي عن تمني الموت؛ لأنها ممكنة مع عدم تمني الموت؛ كأن تكون المحبة حاصلة لا يفترق حاله فيها بحصول الموت ولا بتأخره، وأن النهي عن تمني الموت محمول على حالة الحياة المستمرة، وأما عند الاحتضار والمعاينة فلا تدخل تحت النهي؛ بل هي مستحبة»[22].
المسألة السابعة: سكرات الموت عامة، وهي على الكفار والعصاة أشد:
سكرات الموت كرباته وغمراته وشدته نتيجة الألم، وهي عامة للمؤمن والكافر.
وقد ذكر الحق تعالى السكرات في قوله: {وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ *} [ق] ، وهي المرادة بقوله تعالى في الغشي: {قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقَائِلِينَ لإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلاَ يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلاَّ قَلِيلاً *أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُولَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا *} [الأحزاب] .
والذي يغشى عليه من الموت، هو المحتضر؛ يغمى عليه لما يعاني من سكرات الموت[23].
وفي «صحيح البخاري»: أن عائشة رضي الله عنها كانت تقول: إن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان بين يديه ركوة أو علبة فيها ماء ـ يشك عمر ـ فجعل يدخل يديه في الماء، فيمسح بهما وجهه، ويقول: «لا إله إلا الله، إن للموت سكرات» ، ثم نصب يده، فجعل يقول: «في الرفيق الأعلى» حتى قبض، ومالت يده، قال أبو عبد الله: العلبة من الخشب والركوة من الأدم[24].
وهل شدة السكرات دليل على نقص المرتبة؟
أجاب ابن حجر بقوله: «شدة الموت لا تدل على نقص في المرتبة؛ بل هي للمؤمن إما زيادة حسنات، وإما تكفير سيئات»[25].
المسألة الثامنة: قول الخير عند المحتضر والدعاء له بالمغفرة إذا قبض:
عن أم سلمة رضي الله عنها؛ أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «إذا حضرتم الميت فقولوا خيرًا، فإن الملائكة تؤمن على ما تقولون» ، قالت: فلما مات أبو سلمة قلت: يا رسول الله ما أقول؟ قال: «قولي: اللَّهُمَّ اغفر له، واعقبنا عقبى صالحة» قالت: فأعقبني الله محمدًا صلّى الله عليه وسلّم[26].
المسألة التاسعة: عرض الإسلام على المحتضر الكافر:
فعن سعيد بن المسيب، عن أبيه، قال: لما حضرت أبا طالب الوفاة دخل عليه النبي صلّى الله عليه وسلّم وعنده أبو جهل، وعبد الله بن أبي أمية، فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم: «أي عم، قل: لا إله إلا الله، أحاج لك بها عند الله»، فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية: يا أبا طالب، أترغب عن ملة عبد المطلب؟ فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم: «لأستغفرن لك ما لم أنه عنك» ، فنزلت: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ *} [التوبة] [27].
وعن أنس رضي الله عنه قال: كان غلام يهودي يخدم النبي صلّى الله عليه وسلّم فمرض، فأتاه النبي صلّى الله عليه وسلّم يعوده، فقعد عند رأسه، فقال له: «أسلم»، فنظر إلى أبيه وهو عنده، فقال له: أطع أبا القاسم صلّى الله عليه وسلّم، فأسلم، فخرج النبي صلّى الله عليه وسلّم وهو يقول: «الحمد لله الذي أنقذه من النار»[28].
المسألة العاشرة: التلقين المشروع للميت يكون وقت الاحتضار:
لقوله صلّى الله عليه وسلّم: «لقنوا موتاكم لا إله إلا الله»[29].
قال النووي: «معناه: من حضره الموت، والمراد: ذكِّروه لا إله إلا الله؛ لتكون آخر كلامه، كما في الحديث: «من كان آخر كلامه: لا إله إلا الله؛ دخل الجنة»[30]»[31].
وهل الأمر بالتلقين للاستحباب أم للوجوب؟ وهل يكرر على المحتضر؟
أجاب النووي عن ذلك فقال: «الأمر بهذا التلقين أمر ندب، وأجمع العلماء على هذا التلقين، وكرهوا الإكثار عليه والموالاة؛ لئلا يضجر بضيق حاله وشدة كربه؛ فيكره ذلك بقلبه ويتكلم بما لا يليق، قالوا: وإذا قاله مرة لا يكرر عليه إلا أن يتكلم بعده بكلام آخر، فيعاد التعريض به؛ ليكون آخر كلامه»[32].
المسألة الحادية عشرة: التخيير بتأخير الموت عند الاحتضار خاص بالأنبياء:
لقوله صلّى الله عليه وسلّم: «ما من نبي يمرض إلا خُيِّر بين الدنيا والآخرة» [33]؛ أي: «بين الإقامة في الدنيا والرحلة إلى الآخرة؛ لتكون وفادته على الله وفادة محب مخلص مبادر»[34].
وفي تخيير موسى عليه السلام قال صلّى الله عليه وسلّم: «جاء ملك الموت إلى موسى، فقال له: أجب ربك، قال: فلطم موسى عين ملك الموت ففقأها، قال: فرجع الملك إلى الله عزّ وجل ، فقال: إنك أرسلتني إلى عبد لك لا يريد الموت، وقد فقأ عيني، قال: فرد إليه عينه، قال: ارجع إلى عبدي فقل له: الحياة تريد؟ فإن كنت تريد الحياة، فضع يدك على متن ثور، فما وارت يدك من شعرة فإنك تعيش بها سنة، قال: ثم مه؟ قال: ثم تموت، قال: فالآن من قريب، قال: رب أدنني من الأرض المقدسة رمية بحجر، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لو أني عنده لأريتكم قبره إلى جانب الطريق عند الكثيب الأحمر»[35].
وفي تخيير محمد صلّى الله عليه وسلّم قالت عائشة رضي الله عنها: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول وهو صحيح: «لن يقبض نبي قط حتى يرى مقعده من الجنة، ثم يخيّر» ، فلما نزل به ورأسه على فخذي غشي عليه ساعة، ثم أفاق، فأشخص بصره إلى السقف، ثم قال: «اللَّهُمَّ الرفيق الأعلى» ، قلت: إذًا لا يختارنا، وعلمت أنه الحديث الذي كان يحدثنا وهو صحيح، قالت: فكانت تلك آخر كلمة تكلم بها: «اللَّهُمَّ الرفيق الأعلى»[36].
قال ابن الجوزي: «إن قال قائل: ما وجه التخيير بعد أن يرى مقعده من الجنة، ولو أن أحدنا رأى مكانه من الجنة لم يتخير الدنيا عليه؟ فالجواب: أن التخيير يكون إكرامًا له؛ ليكون قبض روحه عن أمره، فيجوز أن يختار تعجيل معاناة الموت لما يصير إليه، ويجوز أن يختار تأخير الموت عنه مع علمه بمنزلته؛ إيثارًا لطاعة الله على حظ النفس»[37].
المسألة الثانية عشرة: حضور الشيطان ساعة الاحتضار للإفساد على المحتضر:
دلَّ على ذلك ظاهر قوله تعالى: {وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ *} [المؤمنون] ، قال الشنقيطي رحمه الله: «والظاهر... أن المعنى: أعوذ بك أن يحضرني الشيطان في أمر من أموري كائنًا ما كان، سواء كان ذلك وقت تلاوة القرآن... أو عند حضور الموت، أو غير ذلك من جميع الشؤون في جميع الأوقات»[38].
وكان من دعاء النبي صلّى الله عليه وسلّم: «اللَّهُمَّ إني أعوذ بك من التردي، والهدم، والغرق، والحريق، وأعوذ بك أن يتخبطني الشيطان عند الموت، وأعوذ بك أن أموت في سبيلك مدبرًا، وأعوذ بك أن أموت لديغًا»[39].
وتخبط الشيطان للمحتضر يكون بإفساد دينه أو عقله[40]، وذلك بأن «يستولي عليه الشيطان عند مفارقته الدنيا فيضله، ويحول بينه وبين التوبة، أو يعوقه عن إصلاح شأنه والخروج من مظلمة تكون قبله، أو يؤيسه من رحمة الله تعالى، أو يكره له الموت ويؤسفه على حياة الدنيا، فلا يرضى بما قضاه الله من الفناء والنقلة إلى دار الآخرة، فيختم له بسوء، ويلقى الله وهو ساخط عليه. وقد روي أن الشيطان لا يكون في حال أشد على ابن آدم منه في حال الموت، يقول لأعوانه: دونكم هذا، فإنه إن فاتكم اليوم لم تلحقوه بعد اليوم»[41].
المسألة الثالثة عشرة: حضور الملائكة عند الاحتضار وبشارتها المتوفى بالمصير والمآل:
تحضر الملائكة الموكلة بقبض الأرواح العبدَ حال الاحتضار، وتبشره بما ينتظره من رحمة أو عذاب، وبما هو صائر إليه من خير أو شر.
فأما السعداء فقال تعالى يصف حالهم ومآلهم: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلاَئِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ *نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ *نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ *} [فصلت] ، فيبشرون حال احتضارهم بالخيرات وحصول المسرات[42].
وقال تعالى: {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلاَئِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلاَمٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ *} [النحل] .
قال ابن كثير: «هذا خبر عن السعداء... أخبر تعالى عن حالهم عند الاحتضار أنهم طيبون؛ أي: مخلصون من الشرك والدنس وكل سوء، وأن الملائكة تسلم عليهم وتبشرهم بالجنة»[43].
وأما الأشقياء فقال تعالى يصف حالهم ومآلهم: {يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلاَئِكَةَ لاَ بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَحْجُورًا *} [الفرقان] ؛ والمعنى: «أي: هم لا يرون الملائكة في يوم خير لهم؛ بل يوم يرونهم لا بشرى يومئذ لهم، وذلك يصدق على وقت الاحتضار حين تبشرهم الملائكة بالنار والغضب من الجبار»[44].
المسألة الرابعة عشرة: أحاديث وأمور لا تصح تتعلق بالاحتضار:
ـ لا يصح: «اقرؤوا يس على موتاكم»[45]؛ بل لم يصح حديث في القراءة على المحتضر أصلاً.
ـ ولا يصح حديث أبي موسى رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: متى تنقطع معرفة العبد من الناس؟ قال: «إذا عاين»[46].
ـ ولا يصح حديث: «طول القنوت في الصلاة يخفف سكرات الموت»[47].
ـ ولا يصح حديث: «موت الفجأة راحة للمؤمن وأخذة أسف للفاجر» [48]، لكن صح: «موت الفجأة أخذةُ أسف»[49].
ـ ولا دليل لمن قال بمشروعية السواك عند الاحتضار، بدعوى أنه يسهل خروج الروح[50].
ـ ولم يرد نص معتبر في توجيه المحتضر إلى القبلة بغرض تسهيل خروج الروح، ولم يرد في التوجيه نقل أصلاً، ولذا اختلف السلف في تقبيل المحتضر، والجمهور على مشروعيته واستحبابه، وقد حكوا للتوجيه صورتين:
الصورة الأولى: وهي الأرفق بالمحتضر: أن يرفع صدره قليلاً، وتكون رجلاه إلى جهة القبلة، فيكون مستقبلاً للقبلة بصدره وبوجهه.
والصورة الثانية: أن يكون مستقبلاً للقبلة كحال من ألحد في القبر، بأن يضجع على شقه الأيمن على جهة القبلة[51].
[1] انظر: كيف تغسل ميتًا (24) [نسخة إلكترونية بالمكتبة الشاملة، لأسامة بن غرم الغامدي].
[2] المقربون : هم الذين تقربوا إلى الله بأداء الواجبات والمستحبات، وترك المحرمات والمكروهات، وفضول المباحات. و أصحاب اليمين : وهم الذين أدوا الواجبات وتركوا المحرمات، وإن حصل منهم بعض التقصير في بعض الحقوق، التي لا تخل بإيمانهم وتوحيدهم. و المكذبون الضالون : هم الذين كذبوا بالحق، وضلوا عن الهدى. انظر: تفسير السعدي (836).
[3] تفسير السعدي (836).
[4] أخرجه الطبراني في الكبير (10/233) [مكتبة ابن تيمية، ط2]، وحسّنه الهيثمي في مجمع الزوائد (2/323) [مكتبة القدسي]، والألباني في السلسلة الصحيحة (5/184).
[5] أخرجه أحمد (30/499) [مؤسسة الرسالة، ط1]، والبيهقي في الشعب (1/610) [مكتبة الرشد، ط1]، وغيرهما من حديث البراء بن عازب، قال البيهقي: هذا حديث صحيح الإسناد، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1/344).
[6] أخرجه مسلم (كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، رقم 2877).
[7] أخرجه البخاري (كتاب التوحيد، رقم 7405)، ومسلم (كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، رقم 2675).
[8] شرح النووي على مسلم (9/256).
[9] انظر: سبل السلام (2/90) [مكتبة مصطفى البابي الحلبي، ط4، 1379هـ].
[10] أخرجه الترمذي (أبواب الدعوات، رقم 3496) وصححه، وأحمد (43/103) [مؤسسة الرسالة، ط1]، وأصله في الصحيحين بغير هذا اللفظ.
[11] انظر: روح البيان (2/143) [دار إحياء التراث العربي].
[12] أخرجه الترمذي (أبواب الدعوات، رقم 3537) وحسَّنه، وابن ماجه (كتاب الزهد، رقم 4253)، وأحمد (2/132) [عالم الكتب، ط1]، وابن حبان (كتاب الرقاق، رقم 628)، وحسّنه الألباني في صحيح الجامع (1/386) [المكتب الإسلامي].
[13] انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر (3/665) [المكتبة العلمية، 1399هـ].
[14] أخرجه البخاري (كتاب الجنائز، رقم 1360)، ومسلم (كتاب الإيمان، رقم 24).
[15] الآداب الشرعية والمنح المرعية (1/62) [مؤسسة الرسالة، ط2، 1417هـ].
[16] أخرجه البخاري (كتاب الجنائز، رقم 1356).
[17] المرجع السابق.
[18] المرجع السابق.
[19] التذكرة للقرطبي (1/52) [دار قباء].
[20] تفسير ابن كثير (3/256) [دار الفكر].
[21] أخرجه البخاري (كتاب الرقاق، رقم 6507)، ومسلم (كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، رقم 2684).
[22] مشكاة المصابيح (5/587).
[23] أيسر التفاسير (3/279) [مكتبة العلوم والحكم، ط5، 1424هـ]، وانظر: بيان المعاني (6/28) [مطبعة الترقي، 1382هـ]، والوجيز في تفسير الكتاب العزيز (1/933) [دار الكتب العلمية، ط1، 1413هـ].
[24] أخرجه البخاري (كتاب الرقائق، رقم 6145).
[25] فتح الباري (11/366) [دار الفكر].
[26] أخرجه مسلم (كتاب الجنائز، رقم 919).
[27] أخرجه البخاري (كتاب التفسير، رقم 4398)، ومسلم (كتاب الإيمان، رقم 141).
[28] أخرجه البخاري (كتاب الجنائز، رقم 1356).
[29] أخرجه مسلم (كتاب الجنائز، رقم 916).
[30] أخرجه أبو داود (كتاب الجنائز، رقم 3116)، وأحمد (36/363) [مؤسسة الرسالة، ط1]، والحاكم (كتاب الجنائز، رقم 1299) وصححه، وصححه الألباني في الإرواء (رقم 687).
[31] شرح صحيح مسلم للنووي (6/219) [دار إحياء التراث العربي، ط2، 1392هـ].
[32] شرح صحيح مسلم للنووي (6/219)، وانظر: بذل المجتهد (1/164) [دار الفكر]، وشرح فتح القدير (2/104) [دار الفكر، ط2].
[33] أخرجه البخاري (كتاب تفسير القرآن، رقم 4586)، ومسلم (كتاب فضائل الصحابة، رقم 2444)، واللفظ للبخاري.
[34] التيسير بشرح الجامع الصغير (2/713) [مكتبة الإمام الشافعي، ط3، 1408هـ].
[35] أخرجه البخاري (كتاب الجنائز، رقم 1339)، ومسلم (كتاب الفضائل، رقم 2372).
[36] أخرجه البخاري (كتاب المغازي، رقم 4463)، ومسلم (كتاب فضائل الصحابة، رقم 2444).
[37] كشف المشكل من حديث الصحيحين (2/540) [دار الوطن، 1418هـ].
[38] أضواء البيان (5/353) [دار الفكر، 1415هـ].
[39] أخرجه أبو داود (كتاب الصلاة، رقم 1552)، والنسائي (كتاب الاستعاذة، رقم 5531)، وأحمد (24/281) [مؤسسة الرسالة، ط1]، والحاكم (كتاب الدعاء، رقم 1948) وصححه، وصححه الألباني في صحيح أبي داود (5/274) [مؤسسة غراس، ط1، 1423هـ].
[40] انظر: الكتاب: التيسير بشرح الجامع الصغير (1/488) [مكتبة الإمام الشافعي، ط3، 1408هـ].
[41] عون المعبود شرح سنن أبي داود (4/287) [دار الكتب العلمية، ط2، 1415هـ].
[42] تفسير ابن كثير (3/314).
[43] المصدر السابق (2/562).
[44] المصدر السابق (3/314).
[45] أخرجه أبو داود (كتاب الجنائز، رقم 3121)، وابن ماجه (كتاب الجنائز، رقم 1448)، وأحمد (33/417) [مؤسسة الرسالة، ط1]، وضعَّفه النووي في الخلاصة (2/925) [الرسالة، ط1]، والألباني في السلسلة الضعيفة (12/783).
[46] أخرجه ابن ماجه (كتاب الجنائز، رقم 1453)، وقال الألباني: «ضعيف جدًّا». ضعيف ابن ماجه (رقم 1443) [المكتب الإسلامي، ط1، 1408هـ].
[47] أخرجه أبو نعيم في أخبار أصبهان (1/124) [دار الكتب العلمية، ط2]، وضعّفه الألباني في السلسلة الضعيفة (8/302، رقم 3839).
[48] أخرجه أحمد (41/491) [مؤسسة الرسالة، ط1]، والبيهقي في الشعب (12/456) [مكتبة الرشد، ط1]، وضعّفه الألباني في ضعيف الجامع (5896).
[49] أخرجه أبو داود (كتاب الجنائز، رقم 3110)، وأحمد (24/253) [مؤسسة الرسالة، ط1]، وصححه النووي في الخلاصة (2/903) [مؤسسة الرسالة، ط1]، والألباني في صحيح الجامع (6631).
[50] انظر: الإقناع في حل ألفاظ أبي شجاع (1/35) [دار الفكر ـ بيروت].
[51] انظر: درر الحكام شرح غرر الأحكام (2/243)، وسبل السلام [مصطفى البابي الحلبي، ط4، 1379هـ]، ونصب الراية لأحاديث الهداية (2/252) [مؤسسة الريان، ط1، 1418هـ]، ونيل الأوطار (4/50) [إدارة الطباعة المنيرية]، وفتح القدير (3/322)، وشرح زاد المستقنع للشنقيطي [شرح صوتي، درس 417]، وقال الألباني في أحكام الجنائز (243): «أنكره سعيد بن المسيب، ولا يصح فيه حديث».
الغرغرة ليست هي الاحتضار؛ بل هي الحشرجة عند الموت وتردد النفس[1]، ولا يمنع أن تكون بعضه، ويدل على الفرق قبول التوبة حال الاحتضار لا حال الغرغرة كما تقدم بيانه.
وأما غمرات الموت المذكورة في قوله تعالى: {وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ} [الأنعام: 93] ، فهي شدائده وسكراته وكُرُباته[2]، وسميت بذلك؛ لأن أهوالها يغمرن من يقعن به[3].
[1] انظر: الصحاح (2/329) [دار العلم للملايين، ط4، 1990م]، وتاج العروس (5/483) [دار الهداية]، والقاموس المحيط (235) [مؤسسة الرسالة، ط2].
[2] انظر: تفسير ابن كثير (3/302).
[3] زاد المسير (3/87) [المكتب الإسلامي، ط3، 1404هـ].
1 ـ «الآداب الشرعية» (ج1)، لابن مفلح.
2 ـ «الإقناع في حل ألفاظ أبي شجاع» (ج1)، للشربيني.
3 ـ «التذكرة في أحوال الموتى والآخرة» (ج1)، للقرطبي.
4 ـ «سبل السلام» (ج2)، للصنعاني.
5 ـ «فيض القدير شرح الجامع الصغير» (ج2)، المناوي.
6 ـ «القيامة الصغرى»، للأشقر.
7 ـ كتب التفسير عند الأدلة القرآنية الآنفة.
9 ـ «كيف تغسل ميتًا»، لأسامة بن غرم.
10 ـ «نيل الأوطار» (ج4)، للشوكاني.
11 ـ «أحكام الجنائز»، للألباني.