البشاشة أو البشبشة صفة فعلية اختيارية خبرية ثابتة لله تبارك وتعالى ، كما يليق بجلاله وعظمته[1].
[1] انظر: إبطال التأويلات لأخبار الصفات للقاضي أبي يعلى (1/243) [دار إيلاف الدولية، الكويت، ط1]، والنبوات لابن تيمية (1/449) [أضواء السلف، ط1]، وصفات الله سبحانه وتعالى الواردة في الكتاب والسُّنَّة للسقاف (67 ـ 68) [دار الهجرة، الرياض، ط1]، ومعجم ألفاظ العقيدة (72) [مكتبة العبيكان، ط2].
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «ما توطن رجل مسلم المساجد للصلاة والذكر إلا تبشبش الله له، كما يتبشبش أهل الغائب بغائبهم إذا قدم عليهم»[1].
[1] أخرجه ابن ماجه (كتاب المساجد والجماعات، رقم 800)، وأحمد (14/92) [مؤسسة الرسالة، ط1]، وابن خزيمة (كتاب الصلاة، رقم 359)، وابن حبان (كتاب الصلاة، رقم 1607)، والحاكم في المستدرك (كتاب الإمامة وصلاة الجماعة، رقم 771) وصححه، وصححه البوصيري في مصباح الزجاجة (1/102) [دار العربية، ط2]، والألباني في صحيح الترغيب والترهيب (رقم 327) [مكتبة المعارف، ط5].
قال ابن قتيبة رحمه الله: «قوله: «يَتَبشْبَش» : هو من البَشاشَة، وهو (يتفعَّل)»[1].
قال أبو يعلى الفراء رحمه الله معقّبًا على كلام ابن قتيبة: «فحمل الخبر على ظاهره ولم يتأوله»[2].
وقال أيضًا: «وكذلك القول في البشبشة؛ لأن معناه يقارب معنى الفرح، والعرب تقول: رأيت لفلان بشاشة وهشاشة وفرحًا، ويقولون: فلان هش بش فرح، إذا كان منطلقًا، فيجوز إطلاق ذلك كما جاز إطلاق الفرح»[3].
وقال ابن تيمية رحمه الله: «وأما الضحك فكثير في الأحاديث، ولفظ البشبشة جاء أيضًا أنه يتبشبش للداخل إلى المسجد؛ كما يتبشبش أهل الغائب بغائبهم إذا قدم»[4].
[1] غريب الحديث (1/414) [وزارة الأوقاف، الجمهورية العراقية، ط1، 1397هـ].
[2] إبطال التأويلات لأخبار الصفات (1/243).
[3] المصدر السابق نفسه.
[4] النبوات (1/449) [أضواء السلف، ط1].
البشاشة والبشبشة صفة فعلية، فهي من جملة الصفات التي أنكرتها الجهمية والمعتزلة الذين ينكرون الصفات بالكلية، ومن جملة الصفات التي أنكرتها الكلابية ومن وافقهم الذين ينكرون صفات الأفعال لله تعالى، ويرجعونها إلى الثواب أو يؤولونها بالرضا، والرضا يؤولونه بالإرادة، وهكذا يفتحون أمامهم سلسلة من التأويلات لإنكار صفات الباري تبارك وتعالى ...، وهذه الصفة صفة مدح وكمال له سبحانه، ليس فيها نقص بوجه من الوجوه، والرسول صلّى الله عليه وسلّم هو الذي وصف الله تعالى بهذه الصفة، وهو أعلم الناس بالله عزّ وجل وأكثرهم تعظيمًا وتعبدًا له سبحانه، ولذلك الحق الصحيح الذي لا مرية فيه أنه يجب إثبات هذه الصفة لله سبحانه وتعالى كما يليق بجلال الله وعظمته، لإخبار الصادق الأمين نبيِّنا محمد صلّى الله عليه وسلّم بذلك، ولدلالة الحديث النبوي عليه دلالة واضحة من غير غموض ولا خفاء، ولمضي السلف الصالح على ذلك[1].
[1] انظر: نقض عثمان بن سعيد على المريسي الجهمي العنيد فيما افترى على الله في التوحيد (556 ـ 570) [أضواء السلف، الرياض، ط1]، والنبوات لابن تيمية (1/449)، وشرح الواسطية لمحمد خليل هراس (72) [عمادة البحث العلمي في الجامعة الإسلامية بالمدينة، ط13]، وانظر من كتب المعتزلة: الفائق في الغريب للزمخشري (1/110) [دار الفكر، بيروت]، ومن كتب الأشاعرة: أساس التقديس للرازي (196) [مكتبة الكليات الأزهرية بالقاهرة].
1 ـ «إبطال التأويلات لأخبار الصفات» (ج1)، للقاضي أبي يعلى الفراء.
2 ـ «التدمرية»، لابن تيمية.
3 ـ «شرح الواسطية»، لابن عثيمين.
4 ـ «شرح الواسطية»، لمحمد خليل هراس.
5 ـ «صفات الله سبحانه وتعالى الواردة في الكتاب والسُّنَّة»، لعلوي بن عبد القادر السقاف.
6 ـ «غريب الحديث» (ج1)، لابن قتيبة.
7 ـ كتاب «النبوات» (ج1)، لابن تيمية.
8 ـ «معجم ألفاظ العقيدة»، لعامر عبد الله فالح.
9 ـ «نقض عثمان بن سعيد على المريسي العنيد»، للدارمي.